أرشيف محلي

أكاديمي مصري بارز يحذر اليمنيين: لم يكن هناك ارتياح أميركي لنشأة الوحدة اليمنية

كشف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د. أحمد يوسف أحمد عن أن الاميركان لم يكونوا يتوقعون أن تصمد وحدة اليمن سوى لعام واحد.

وقال أحمد الذي يشغل مدير معهد البحوث والدراسات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إنه لم يكن هناك ارتياح أميركي في البداية لنشأة الوحدة. مدللا: "كنت قد حضرت في عام 1990 في أعقاب إعلان الوحدة ندوة دولية أُقيمت في صنعاء، وعلى هامش الندوة انتحى بي جانباً أحد كبار المسؤولين في السفارة الأميركية في صنعاء، وسألني هامساً، كم تظن أن هذه الوحدة ستبقى؟ فأجبت: ليس عندي سبب واحد يجعلني أظن أنها لن تبقى، فعقب: لا أظن أنها ستكمل عامها الأول".

جاء ذلك في مقال له تنشره "الاتحاد الاماراتية" بعددها اليوم بعنوان "الوحدة اليمنية أم النظام العربي؟" يعلق فيه على تصريحات متفائلة للسفير واشنطن المنتهية فترته في اليمن جيرالد فيرستاين تجاه مؤتمر الحوار، في 18 سبتمبر الجاري نصها أن «الحوار اليمني حقق نتائج باهرة حتى الآن، وأن نتائج الحوار تتجه إلى بلد اتحادي من عدد من الأقاليم ستتحول السلطات المركزية إليها».

وأورد الخبير المتخصص في العلاقات الدولية والشؤون العربية ملاحظات واجبة على تصريحات السفير الأميركي قال إن أهمها ما يلي:

الملاحظة الأولى أن هذه التصريحات تأتي في سياق سياسة تدخلية عامة سواء في الشأن اليمني أو في شؤون الوطن العربي عامة، وفي أحيان كثيرة يأخذ التدخل شكلاً فجاً كما في أحداث الثورة اليمنية 2011 التي كان السفير حاضراً فيها في كل التفاهمات ويتدخل فيها وفي مبادرات الحل في إطار من تصريحات التدخل الفجة. وهناك حالات أخرى غير الثورة اليمنية لعل أحدثها وأبرزها التدخل الفج في الشؤون المصرية في أعقاب أحداث ثورة 30 يونيو، فقد رفضت الإدارة الأميركية تكييف هذه الأحداث كثورة واعتبرتها انقلاباً عسكرياً، وانحازت بعد ثورة 30 يونيو إلى صف جماعة «الإخوان المسلمين» على رغم الرفض الشعبي غير المسبوق لحكمهم وعلى رغم أعمال الإرهاب التي صدرت عنهم في مصر كافة وشبه جزيرة سيناء خاصة بما في ذلك تحالفهم مع تنظيم «القاعدة» الذي يُفترض أنه أعدى أعداء الولايات المتحدة وأنها تضع محاربته على رأس أولوياتها في محاربة الإرهاب، ناهيك عن الاعتراض على القبض على قياداتها والمطالبة بزياراتهم والإفراج عنهم، وغير هاتين الحالتين حالات أخرى كثيرة.

أما الملاحظة الثانية فهي خاصة بمضمون تصريحات السفير بأن اليمن يتجه إلى بلد اتحادي من عدد من الأقاليم ستتحول السلطات المركزية إليها، وهنا نلاحظ أن أحداً من اليمنيين لم يثر موضوع «عدة أقاليم» التي تحدث عنها السفير، فالمشكلة محصورة في إقليمي الشمال والجنوب، أما حديث الأقاليم فهو يحمل في طياته مزيداً من تفتيت اليمن. وبخصوص تحول السلطات المركزية إلى أقاليم فغريب أن يصدر هذا التصريح عن مسؤول ينتمي إلى بلد كان مؤسس النظام الفيدرالي، فهذا النظام لا يعني تحول السلطات المركزية إلى أقاليم وإنما توزيعها بين السلطة الاتحادية والأقاليم وإلا كانت الفيدرالية تفتيتاً للدولة بدل أن تكون آلية لحفظ تماسكها.

زر الذهاب إلى الأعلى