أرشيف محلي

افتتاح أعمال الجلسة العامة الثالثة لمؤتمر الحوار والرئيس يتحدث عن اتحادية (تغطية موسعة)

افتتح الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية – رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن اليوم أعمال الجلسة العامة الثالثة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل بحضور مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر ورئيس بعثة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اليمن السفير سعد العريفي وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية.

وفي الجلسة الافتتاحية في دار الرئاسة بصنعاء ألقى الرئيس كلمة عبر فيها عن سعادته بافتتاح هذه الجلسة.

وقال :" من دواعي سروري أن التقي بكم اليوم في افتتاح هذه الدورة من الجلسات العامة لمؤتمر الحوار الوطني وأن أتوجه اليكم بالشكر الجزيل بالأصالة عن نفسي ونيابة عن شعبنا اليمني على ما بذلتموه من جهود وطنية مخلصة وما حققتموه من نجاحات كبيرة لوضع الحلول والرؤى لمختلف القضايا الوطنية وكذلك على ما أبديتموه من روح وطنية مسؤولة في التعاطي مع مختلف القضايا الشائكة مجسدين بذلك روح الحكمة اليمانية التي اكدها خير المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى".

وأضاف :" حيث كانت تجربتنا اليمنية في الحوار وفي انتقال السلطة تجربة متفردة نبذت العنف الذي سقطت فيه العديد من الدول وغلبت منهج الحوار مما أكد العمق الحضاري الضارب بجذوره في تاريخ اليمن".

وتابع :" كما يطيب لي أن أزف إليكم أجمل التهاني وأطيب التبريكات بمناسبة أعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وبقرب حلول عيد الأضحى المبارك، ولعله من حسن الطالع أن يترافق انعقاد هذه الجلسة مع هذه الأعياد الوطنية المجيدة التي نقلت اليمن نقلة تاريخية فارقة وحررت اليمنيين من الظلم والاستبداد والاستعمار وفي أجواء هذه الاعياد الوطنية المجيدة فانه من المهم أن نقف وقفة إجلال وتكريم لأولئك الثوار الأحرار الذين جادوا بأرواحهم ودمائهم الزكية من أجل صنع مستقبل أفضل لكل شعبنا اليمني الحر".

وقال الرئيس :" إن الوفاء لتلك التضحيات الغالية لا يكون إلا بالوفاء للأهداف الوطنية العظيمة التي جادوا بأرواحهم من أجل تحقيقها حتى لا تضيع تلك التضحيات سدى، وأن نستلهم دائماً روح التضحية ونكران الذات حتى تحلوا بها وأن نترفع فوق المصالح الشخصية الحزبية الضيقة ونغلب مصلحة المجموع، فوق الخلافات، فالخلافات غالباً لا تستعر إلا عندما تستحوذ على عقولنا أساليب وطرق للكسب الحزبي والشخصي المتعارض مع المصالح الوطنية العليا، إنني على ثقة بأنكم تدركون كل ذلك خاصة وأنكم قد أنجزتم الجزء الأكبر من مهامكم في القضايا التي سلمت فرق العمل تقاريرها وتم التوافق عليها".

وأضاف :" وأنا على يقين بان ما تبقى سيتم التعامل معه بنفس الروح الوطنية المسؤولة التي عهدناها منكم خاصة اذا وضعتم الاعتبارات التي أشرنا إليها آنفاً نصب أعينكم وغلبتم المصالح الوطنية العليا على ما عداها فمؤتمرنا هذا إنما وجد لوضع حلول لكل مشاكل اليمن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، ويخطئ من يظن أن بإمكانه حرف مسار الحوار الوطني لخدمة أفراد أو جماعات أو حتى أحزاب على حساب مطالب الشعب بأكمله فشعبنا اليمني الحر قد شب عن الطوق وهو يرقب مخرجات مؤتمركم هذا بعين حصيفة ولم تعد تنطلي عليه الأعيب السياسة ومكائدها، وعلينا جميعاً أن نكون على مستوى التحديات الكبيرة سياسياً واقتصادياً وأمنياً فالتحديات الكبيرة هي بحاجة إلى رجال ونساء كبار يكونون دائماً جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة ويصيغون المشروع الوطني الجامع الذي يلبي مطالب وتطلعات الشعب بأكمله".

وقال الرئيس :" قد يقول البعض ان مؤتمر الحوار خرج قليلا عن خطته المزمنة الأمر الذي يعتبره أولئك البعض دليلاً على صعوبات تواجهه أو فشل يتهدده ولهؤلاء نقول إن الصعوبات كانت قائمة وستستمر لكن الفشل ليس خيارنا لأن الشعب اليمني اختار النجاح عندما اختار الحوار وكما حققتم نجاحات كبيرة لوضع الحلول والرؤى لأغلب القضايا والمشكلات الشائكة فإننا نحثكم على مواصلة هذه النجاحات التي حققتم حتى الان بالعمل على خلق الارضية الصالحة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني حتى تتسارع عملية التحول الشامل وننتقل بالوطن إلى مرحلة البناء والاستقرار والتنمية وأي تفريط بهذه الفرصة لن يكون مقبول لأن عودتنا إلى الوراء ستكون بمثابة كارثة لن تسامحنا عليها الأجيال القادمة لان ذلك سيعد تفريطاً بحقها في العيش في دولة العدالة والمساواة وفي وطن امن ومستقر وموحد ولذلك نريد منكم أن تكونوا سفراء لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني تشرحونها للناس وتدافعون عنها باعتبارها نتاج إجماع وطني غير مسبوق".

وأضاف :" أيام قليلة تفصلنا عن التوصل إلى حل عادل للقضية الجنوبية قائم على معالجة مظالم الماضي وإعادة صياغة عقد الوحدة بين كافة المكونات اليمنية في إطار دولة يمنية اتحادية واحدة موحدة، وتعلمون أن توافقاً وطنياً واسعاً قد تحقق حول كثير من ملامح حل القضية الجنوبية وأن ما تبقى من نقاط لم تحسم لن تكون صعبة على الحل بفضل حكمة اليمنيين وتغليبهم للمصلحة الوطنية العليا ولروح التوافق والشراكة".

ومضى :" ومن المهم التأكيد أن الملامح الأولى للحل قد حققت للقضية الجنوبية ما لم يحققه في اتفاق الوحدة عام 1990 ولا وثيقة العهد والاتفاق في عام 1994 وذلك عن قناعة راسخة لدى كل المكونات دفعاً لظلم وقع وإحقاق لحق ضاع، وتجسيداً لمبدأ توافق عليه جميع اليمنيين وهو صياغة عقد اجتماعي جديد يعالج اختلالات الوحدة ويصوب مسارها بعدما حرفها البعض ممن لم يقرءوا لحظة الوحدة القراءة التاريخية الصحيحة".

وقال رئيس الجمهورية :" لابد من التأكيد على أن الفرصة تاريخية ويجدر استغلالها من قبل كل من يؤمنون صدقاً بعدالة القضية الجنوبية أما المزايدون والمتاجرون بها فسيجدون أنفسهم خارج التاريخ وعرضة لحساب الشعب اليمني بسبب خروجهم عن لحظة الاجماع الوطني، لقد اعتبرنا أن القضية الجنوبية هي مفتاح الحل لكل المشاكل التي يعاني منها اليمن وتم اعتمادها على رأس جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل مما مهد الطريق لتبني قضايا يمنية كبرى كقضية صعدة التي حصل عليها توافق يحمل دلالات واضحة على الروح اليمنية الجديدة التي تملك الشجاعة بالاعتراف المتبادل بأخطاء الماضي والعمل بروح وطنية على معالجة الاختلالات".

وأردف :" لم تغب قضايا التنمية في عدد من مناطق اليمن وقضايا الحقوق والحريات والحكم الرشيد عن مؤتمر الحوار بل من بين عناوينه الرئيسة ومن سمات نجاحها الباهر ولا يخفى عليكم أن تلك القضايا (الحقوق والحريات والتنمية والحكم الرشيد) كانت أصل الداء اليمني بعلاجها اليوم نتطلع إلى يمن معافى".

وأشار إلى أن المجتمع الدولي ساند التسوية السياسية ونظر بعين الاعجاب للتجربة اليمنية الفريدة وقد اكدنا مرارا ان الحلول والرؤى لأي قضية من القضايا يجب أن لا تتجاوز المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وكذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي أكدت وشددت في مجموعها على امن اليمن واستقراره ووحدته.

واختتم الرئيس كلمته :" غني عن القول أن العلاقات بين الدول غالبا ما تكون مبنية على المصالح وليس على المبادئ أو الاخلاق وقد شعر المجتمع الدولي بالقلق العميق لما يجري في اليمن لأن مصالحه تقتضي أن يكون هذا الجزء من العالم ذو الموقع الاستراتيجي آمناً ومستقراً وقد شددت قرارات مجلس الأمن على مبدأ الوحدة اليمنية إدراكاً من المجتمع الدولي أن اليمن لا يمكن أن يكون مستقراً إلا في ظل الوحدة العادلة التي تكفل المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وتقوم ببناء أسس الدولة المدنية الحديثة" .. متمنياً للجميع التوفيق لما فيه خير الشعب اليمني وخير الوطن.

من جانبه قال أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل أحمد عوض بن مبارك :" نلتئم اليوم مرة أخرى في هذه القاعة التي باتت رمزاً للقاء كلما تحقق إنجاز جديد على درب التغيير، وهنا افتتحنا قبل ستة أشهر مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ولم يكن الجميع ساعتها على يقين تام بأننا سنجتمع مرة أخرى.

وأضاف :" البعض اعتبر الحوار مشروعاً مثالياً وحالماً سيتكسر سريعاً على صخرة الواقع اليمني الذي نعرف جميعا تعقيداته، لكننا عاودنا اللقاء في شهر يونيو الماضي في موعد جديد مع الانجاز وأطلقنا حينها فعاليات الجلسة العامة النصفية لمؤتمر الحوار واحتفينا ، تحت أنظار اليمنيين والعالم بأولى مخرجات التوافق، وبالأرضية المشتركة الصلبة التي بتنا جميعا نقف عليها بفضل نهج الحوار".

وتابع قائلاً :" نلتقي مجدداً في موعد حاسم، موعد آمن به الكثيرون، وعملوا من أجل الوصول إليه، وشكك فيه البعض، ووقفوا على مسافة منه متفرجين مترقبين، وصد عنه قلة، وعملوا للأسف على إلغائه من رزنامة اليمنيين، لكن هيهات!"

وأكد بن مبارك أن الاجتماع اليوم، يؤكد انتصار الإرادات الخيرة في هذا البلد، وأن عجلة التغيير عندما دارت، إنما دارت لتسير قدماً، وليس لكي تتراجع للخلف، مشيراً إلى أن الاجتماع اليوم هو تجسيد للاصطفاف الجديد الذي نشأ في اليمن بعد انطلاق الحوار في ١٨ مارس الماضي.

وقال :" أن الساحة اليمنية اليوم لم تعد مستقطبة بين معسكرين أو فصيلين أو تكتلين على أساس فرز سياسي، بل أصبح الفرز وطنيا خالصا يفرق بين من يركب سفينة الوطن بغض النظر عن انتمائه الحزبي، وبين من يريد أن يحدث ثقوبا في هيكلها، بين من يؤمن باليمن ويعمل لخير أبنائه وأجياله القادمة، وبين من لم يتخلص من ذاتيته ولم يتبين حقيقة التحول الساطعة".

وأضاف :" أن الفضل يعود في هذا الاصطفاف الجديد إلى كل اليمنيين الوطنيين الذين تعالوا عن انتماءاتهم الحزبية والمناطقية وعن اختلافاتهم ليصنعوا لحظة يمنية فريدة عنوانها التوافق، إضافة إلى الأدوار التاريخية للقوى السياسية الحية، ولكن أيضاً وبشكل أساسي لقوى المجتمع الجديدة، قوى التغيير التي مثلها الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني، والتي كان لها إسهام متميز وغير مسبوق في العملية السياسية، وبتلك الإرادات، بات اليوم في متناولنا حلم الدولة اليمنية الحديثة القائمة على الشراكة الحقيقية والمواطنة المتساوية والكرامة للجميع".

وأشاد بن مبارك بالأدوار الرائدة للمرأة اليمنية فيما حققته .. مؤكداً أن حرائر اليمن صنعت واقعاً جديداً بفضل تضحيات جسام قدمنها في معترك المطالبة بالتغيير وبالمساواة وبمستقبل أفضل لأولادنا، فضلاً عن دورهن في صنع الفرق في مؤتمر الحوار من خلال مساهمتهن الفاعلة، إلى جانب إخوانهن من المشاركين، في صياغة مخرجات اليمن الجديد.

وقال :" الاجتماع اليوم يمثل مناسبة عظيمة للوقوف على قلب رجل واحد، مجددين ما عاهدنا الله واليمنيين وأنفسنا عليه قبل ستة أشهر، ألا وهو الخروج بيمن الإيمان والحكمة إلى بر الأمان والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وافتكاكه من أسر الماضي ووضعه على طريق المسقبل".

وجدد أمين عام مؤتمر الحوار الوطني التأكيد أن الطريق نحو المستقبل لم ولن يكن أبداً معبداً .. وقال : " لا أعتقد أنه سيخلو يوماً من العقبات والمطبات، فنحن جميعاً نعرف الصعاب التي مررنا بها، وخبرنا كلنا لحظات شك ثقيلة، وتجرعنا خيبات أمل مرة بين الفينة والأخرى، لكننا نعرف أيضا عنادنا في الحق وثباتنا عليه، ونؤمن بعزيمتنا التي لا تلين، ونثق بقدراتنا على تحقيق الأفضل لبلادنا والأجيال التي ستلينا".

وأضاف :" وما كان لتلك الصعاب والعقبات أن تذلل لولا الإشراف الحثيث والمتابعة اليومية من قبل الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وسيسجل له التاريخ واليمنيون بعرفان قيادته الحكيمة لهذه المرحلة".

وتابع الدكتور أحمد عوض بن مبارك قائلاً :" كما كان لرفيق درب الحوار الدكتور جمال بنعمر فضل لا تفيه الكلمات حقه، في تسهيل الصعب وتقريب وجهات النظر، أما أشقاؤنا في دول الخليج العربية، فقد كانوا نعم الدعم ونعم السند كما عهدناهم دوماً، إلى جانب الأصدقاء ونحن مدينون لهم جميعاًَ ولجهودهم الطيبة بالشكر والثناء والامتنان".

ومضى :" ويحق لنا اليوم الحديث بكل فخر بما تم إنجازه ليس من فراغ، وإنما بناءً على ما أقره مؤتمر الحوار في شهور قليلة ستشكل دون شك قطيعة مع ماضي التفرد بالقرار والسلطة والثروة، وذلك من خلال ما تضمنته تقارير فرق العمل من موجهات دستورية، وقانونية، وتوصيات، والتي تؤكد حجم الإنجاز في وقت قصير وفي أجواء لم تكن دوما مواتية".

وأكد بن مبارك أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل توافق اليوم على 1600 مخرجاً تنقسم إلى عشرات الموجهات الدستورية ومئات الموجهات القانونية والتوصيات، وسيكون التحدي القادم إخراجها إلى الواقع ووضعها حيز التنفيذ.

وقال :" إن هذه المخرجات ستشكل الأساس للعَقد الاجتماعي الجديد الذي يطمح له اليمنيون، وهي فعلا كالعِقد، عِقد من تسع جواهر، اكتمل بعضها ولمع، والباقي بين أياد أمينة قيد الصياغة، وننتظر اليوم بفارغ الصبر أن يرصع هذا العقد صدر اليمن بعد اكتمال كافة تقارير الفرق التسع ".

وأضاف :" لقد اختار اليمنيون أن تكون القضية الجنوبية واسطة العقد، وأفردوا لها معالجات لا تقل شأنا عن تلك المكانة".. مؤكداً أن الحل النهائي للقضية الجنوبية سيشكل منعطفاً حاسماً في تاريخ اليمن الحديث، وعندما نرى اليوم مستوى الإنجاز في الحوار، علينا أن نتذكر جنود الخفاء من شابات وشباب اليمن الذين واصلوا الليل بالنهار في صورة غير مسبوقة لنكران الذات وهم يحاولون توفير أسباب النجاح للحوار.

واستعرض التسهيلات التي بذلتها الأمانة العامة والمهام التي وفرتها، وكذا الدعم المادي والمعنوي لأعضاء الحوار، ووضعت رهن إشارة فرق العمل أكثر من ثلاثمائة ورقة عمل ، ونحو ثلاثمائة خبير يمني وأربعين خبيرا دولياً، بالإضافة إلى تمكين أكثر من ثلاثمائة من ممثلي المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية من دخول قاعات الحوار كمراقبين، ".

وقال بن مبارك :" لقد أخذت الأمانة على عاتقها ألا يكون الحوار محصوراً بين أعضائه الـ565 بل فعلت قدر المستطاع، في ظل شراكات أقامتها مع منظمات المجتمع المدني وبدعم عدد من الشركاء المحليين والدوليين، تم توفير عشرات النوافذ لتلقي مشاركات المواطنين واللقاء بهم مباشرة، حيث قامت الأمانة برفد فرق العمل بآلاف المساهمات المجتمعية من كافة أنحاء البلاد، وكانت تعبيراً صادقاً عن الالتفاف الشعبي حول مؤتمر الحوار وعن رغبة المواطنين في الإسهام في رسم ملامح اليمن الجديد".

وأضاف :" أخذت الأمانة على عاتقها أن تضع اليمنيين في صورة ما يجري داخل أروقة المؤتمر بكل شفافية، وقد فعلت، وسجلت ووثقت أكثر من ثلاثة آلاف ساعة من اجتماعات فرق العمل وشاركتها مع كل وسائل الإعلام الوطنية بشكل يومي، وأنتجت أكثر من أربعة آلاف مقال عن الحوار باللغتين العربية والإنجليزية، أي بمعدل ثلاثين مادة صحافية كل يوم، وبات الموقع الألكتروني للأمانة مصدرا رئيسا لأخبار الحوار، وفي الأسبوعين الأخيرين فقط، زاره أكثر من نصف مليون متصفح، وتم فتح أبواب المؤتمر لنحو سبعمائة إعلامي تاركة لهم حرية نقل مشاهداتهم عن الحوار دون تدخل أو توجيه، ورصدت ما نقلوه عن المؤتمر فكانت الحصيلة أكثر من اثنين وثلاثين ألف مقالاً".

وقال :" نتوق اليوم للقول: اللهم إنا قد أدينا الأمانة، اللهم فاشهد، لكننا نعرف ثقل الأمانة، وحجم التحديات الماثلة أمامنا وأهمية المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، فلا نسرف في الاحتفاء بما أنجزنا، وننحني تواضعا أمام إنجازات المتحاورين، واحتراما لتضحيات الآخرين، وقبل هذا وذاك، تكريما لذكرى دماء الشهداء التي روت تراب هذا الوطن ليخرج نباتا حسنا نرى بعضا منه في هذه القاعة ونتمنى أن يزهر ويثمر لما فيه خير كل اليمنيين.

وأضاف :" نحن تواقون لمواصلة خدمة اليمن إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، وكلنا إيمان بأن الله يريد بنا وبهذا الوطن خيرا. "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".

كما ألقى رئيس بعثة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اليمن السفير سعد العريفي كلمة الأمانة العامة لمجلس التعاون استهلها بنقل تحيات الأمين العام المجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني إلى هيئة رئاسة وأعضاء مؤتمر الحوار وتمنيات المخلصة بالتوفيق والنجاح لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي يدشن اليوم المرحلة الثالثة والختامية لأعماله، بتوافق وطني ودعم دولي مستمر ومنقطع النظير.. لافتا إلى أن الدكتور الزياني كان حريصاً على حضور بدء الجلسة العامةالثالثة لمؤتمر الحوار والتي تأتي تتويجا للمرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية إلا أن ظروف عمل وارتباطات مسبقة حالت دون ذلك.

واعتبر رئيس بعثة مجلس التعاون إن انعقاد الجلسة العامةالثالثة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل يمثل في حد ذاته نجاحاً وانتصاراً للإرادة السياسية والشعبية اليمنية، وقدرتها على تجاوز الصعوبات، والمضي قدما نحو رسم خارطة طريق المستقبل الزاهر لليمن الجديد، الذي يتطلع إليه الشعب اليمني.. مؤكدا أن دول مجلس التعاون، تتطلع إلى أن يمثل النجاح الذي رافق انجاز المرحلتين الأولى والثانية، حافزاً معنوياً ووطنياً، لكافة القوى السياسية والمكونات المجتمعية في اليمن، للإسهام بفاعلية في تتويج أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل بنجاح ملموس، تجسده مخرجات توافقية تواكب تطلعات الشعب اليمني في تسوية كافة الأزمات، والوصول بالبلاد إلى مشارف الاستقرار المنشود .

وأشاد السفير العريفي بالجهود التي بذلها الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، لتقريب وجهات النظر ودفع مسيرة المؤتمر إلى الأمام حيثما تطلب الامر ذلك، مقدرا كافة التسهيلات والدعم الفني الذي قدمته الأمانة العامة، وكادرها لفرق عمل مؤتمر الحوار.

وأُثنى علي الجهود التي بذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر وفريقه، لتقديم استشارات هامة لفرق عمل المؤتمر لتسهيل سير عملها.

ولفت رئيس بعثة مجلس التعاون إلى إن الدعم والمساندة الذي قدمته دول مجلس التعاون والمجتمع الدولي، والعمل المستمر، والاجتماعات المنتظمة لسفراء مجموعة العشر والاتحاد الأوربي، كانت عاملاً ايجابياً في نجاح هذه المسيرة .

وقال :" لقد قدم اليمن نموذجاً مشرفاً وملهماً في كيفية تسوية الخلافات والصراعات الداخلية، عبر الحوار الوطني، وهو ما مثل تجربة فريدة، ونحن على ثقة في أن المخرجات الوشيكة لمؤتمر الحوار ستتوج هذه التجربة اليمنية المتميزة".

وجدد السفير العريفي التأكيد على دعم وتأييد دول مجلس التعاون الخليجي لكافة المخرجات التوافقية التي سيخلص إليها مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وحرصها على مواصلة تقديم كافة أوجه الدعم اللازم لنجاح العملية السياسية القائمة في اليمن، استنادا إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وأعرب عن تمنياته للجلسة الثالثة والختامية التوفيق والنجاح، داعياً كافة مكونات الحوار إلى استلهام مصلحة الشعب اليمني الذي عانى كثيرا، وقد آن الأوان لوضع حد لهذه المعاناة، من خلال تحقيق تطلعاته المشروعة في المستقبل الزاهر، الذي ستمثل مخرجات هذا المؤتمر نقطة انطلاق واعدة نحو بناء اليمن الجديد.

وألقى مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر كلمة هنأ فيها كل اليمنيين على بلوغ هذه المرحلة المتقدّمة من العملية الانتقالية، التي بدأت عام 2011، لتسير باليمن من شفير حرب أهلية إلى عملية تفاوضية وسلمية هي الوحيدة في جميع بلدان الربيع العربي.

وقال :"إننا اليوم هنا لافتتاح الجلسة العامةالثالثة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي أطلقته سواعدكم في مارس الماضي. وها أنتم تجتمعون اليوم معاً للعبور به إلى حسن الختام".

وتابع بعمر :" قلت في تقريري الأخير إلى مجلس الأمن في سبتمبر إن مؤتمر الحوار الذي بات محط أنظار المنطقة والعالم، هو العملية الأكثر أصالة وشفافية وتشاركية في تاريخ اليمن وفي المنطقة العربية على الإطلاق ، وقلت إنه يمكن للنموذج اليمني من الحوار والنقاشات حول تأسيس حوكمة ديموقراطية مبنية على الإرادة الشعبية أن يكون ملهماً لعمليات انتقالية أخرى في العالم العربي وسواه، وهو فعلاً كذلك، إنه إنجاز فريد لا بدّ أن يفتخر فيه جميع اليمنيين، الذين أظهروا للعالم العربي ما يمكن تحقيقه عند التزام التغيير السلمي".

واستطرد قائلاً :"إن ما أنجزه أعضاء مؤتمر الحوار في بضعة أشهر يستحق الثناء والاحتفاء فمعظم فرق العمل أنهت مهامها أو تكاد وما يظهر في التقارير المتفق عليها حتى الساعة يبشّر بمخرجات واعدة سوف تلقى استحسان اليمنيات واليمنيين التوّاقين إلى بناء يمن جديد مبنيّ على القانون والديموقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد".

وتابع مساعد أمين عام الأمم المتحدة :"أنا فخور اليوم بكل من ساهم في بلوغ الحوار الوطني هذه المرحلة ، فالفضل يعود إلى جميع الأعضاء المتحاورين والمكوّنات، بما فيها الشباب والمرأة والمجتمع المدني، والقيادات السياسية والأمانة العامة بقيادة الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ويعود بدرجة كبيرة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي أظهر التزاماً وإصراراً لا يتزعزعان على القيادة والمضيّ نحو إنهاء عملية الانتقال السياسي، رغم كلّ العقبات".

واستطرد قائلاً :"وبالحديث عن العقبات، أرى أنها لم تزد المتحاورين إلا تصميماً على إنجاز مهامهم بنجاح، وأرى أنها ذهبت سدى لأن عجلة التغيير لا يمكن أن تعود إلى الوراء. ولا يعيش في الماضي إلا من كان واهماً. فالوقت يمضي إلى الأمام، وإلى الأمام فقط يمضي اليمنيات واليمنيون معاً".

وتابع :" كلنا يعلم حجم التحديات التي تواجه اليمن، وتحديداً العملية السياسية. لكن بالإرادة والحكمة، تمّ تذليل الكثير منها. تعلمون اليوم أن اللجنة المصغرة حول القضية الجنوبية تسعى جاهدة منذ أوائل سبتمبر إلى إيجاد حلول توافقية ترضي الجميع. وتلبية لطلبها، تقوم الأمم المتحدة بدعمها. ويسعدني أننا لمسنا اتجاهاً للتوافق على مجموعة مبادئ ورؤية لبناء هيكل جديد ومنظومة حكم جديد لدولة اتحادية، مبنية على مقترحات قدّمتها مختلف المكوّنات. لكني عند هذا المنعطف الحاسم من تاريخ اليمن، أجدّد التأكيد أن اليمنيين وحدهم أصحاب القرار، وأنهم سيتحمّلون نتائج الخيارات التي يتخذونها".

وأضاف :"ومهما كان الخيار المتوافق عليه، أنا على ثقة أنه في يمن المستقبل لن يكون هناك مكان للاستئثار بالسلطة، بل ستسود مبادئ التعددية والتشاركية والتداول السلمي. ولن يكون هناك مكان للاستئثار بالثروات الوطنية، بل للتوزيع العادل لجميع أبناء الشعب وفق محدّدات دستورية وقوانين".

وقال مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن :"ستكون نسبة من المخرجات، التي ستناقشها الجلسة العامة النهائية وتقرّها، بمثابة موجّهات دستورية ترشد عملية صوغ دستور جديد لليمن. تستند هذه الموجّهات إلى مجموعة مبادئ متفق عليها حول القضايا التسع المحورية في مؤتمر الحوار. إذن هي خطوة أخرى في العملية الانتقالية تنطلق قريباً لتأسيس عقد اجتماعي جديد، ومعها يزداد الوضع دقة".

واستدرك قائلاً :"لا يظنّ أحد أنه يمكن لليمن الاكتفاء بمخرجات مؤتمر الحوار مهما كانت واعدة. فهو جزء من عملية انتقالية وخارطة طريق لا تنتهي إلا بتحقيق التغيير الذي نشده ملايين اليمنيات واليمنيين في السنوات الأخيرة. وهذه لا تنتهي إلا لتنطلق مسيرة تحصين اليمن ليصبح أبعد ما يمكن من العودة إلى ويلات الماضي، وليندفع نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً".

واشار بنعمر إلى ان اليمنيات واليمنيون برهنوا مجدداً أنهم شعب عريق ذو عزيمة صلبة وخطى واثقة نحو التغيير السلمي. لذلك، نحن في الأمم المتحدة نطمئنهم أننا ومجلس الأمن والمجتمع الدولي سنواصل دعمهم بكل ما أوتينا من خبرات وإمكانات، لنساعدهم على بلوغ ذلك الهدف. وأنا على ثقة أنهم سيلقون دعماً مماثلاً من مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

واختتم كلمته بالقول :"أتمنى على جميع اليمنيات واليمنيين أن يدركوا أهمية الدعم العربي والدولي الموحّد لبلادهم في ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات، وأن يدركوا أن خارطة الطريق الواضحة التي يسيرون عليها سوف توصلهم إلى برّ الأمان. لكني أتمنى منهم أن يترفعوا عن صراعات الماضي والحسابات الحزبية الضيقة، وأن يسرعوا في مدّ جسور الثقة والتعاون من أجل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني والعملية الانتقالية خدمة للمصلحة الوطنية العليا".

وسيقف المشاركون في أعمال المؤتمر خلال الجلسة العامةالثالثة أمام التقارير المرفوعة من فرق العمل التسع المنبثقة عن مؤتمر الحوار المتضمنة النتائج التي توصلت اليها ومشاريع القرارات والتوصيات التي استخلصتها وتوافقت عليها في ضوء مداولاتها لمحاور المؤتمر ،وكذا نتائج نزولها الميداني إلى الجهات المستهدفة في امانة العاصمة وعموم المحافظات.

وتشمل محاور المؤتمر الذي بدأت أعماله في 18 مارس الماضي تحت شعار "بالحوار نصنع المستقبل" تسع قضايا تتمثل بالقضية الجنوبية وقضية صعدة والقضايا ذات البعد الوطني ومنها قضية النازحين واسترداد الأموال والأراضي المنهوبة، فضلا عن قضية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وبناء الدولة، والحكم الرشيد، وأسس بناء الجيش والأمن ودورهما، بالإضافة إلى استقلالية الهيئات ذات الخصوصية والحقوق والحريات إلى جانب قضايا تتعلق بالتنمية الشاملة والمستدامة، وقضايا اجتماعية وبيئية خاصة.

ويضم قوام المؤتمر ، 565 عضوا وعضوة يمثلون ثمانية مكونات سياسية تشمل الأحزاب السياسية والشباب والنساء المستقلين ومنظمات المجتمع المدني والحراك الجنوبي وأنصار الله .

هذا وستتواصل أعمال الجلسة العامة الثالثة يوم غد للبدء باستعراض ومناقشة التقارير المرفوعة من فرق العمل وفقا للبرنامج المقر لذلك.

ويتضمن برنامج الاعمال ليوم غد الأربعاء استعراض ومناقشة تقرير فريق استقلالية الهيئات والقضايا الخاصة ويعقبه في اليوم التالي استعراض ومناقشة تقرير فريق التنمية المستدامة والشاملة والمتكاملة يلي ذلك في اليوم التالي استعراض ومناقشة تقرير فريق الحقوق والحريات، على أن يستكمل المؤتمرون مناقشة بقية التقارير المقرة من فرق العمل بعد إجازة عيد الأضحى المبارك.

زر الذهاب إلى الأعلى