جاء حديث الرئيس عبدربه منصور هادي اليوم عن التوجه إلى اعتماد الدولة الاتحادية الفدرالية في اليمن مناقضاً لما قاله قبل ثلاث سنوات في خطاب جماهيري في مناسبة وطنية كبيرة في عدن.
وقال الرئيس عبدربه منصور هادي اليوم في الكلمة التي ألقاها في افتتاح الجلسات الختامية المفتوحة لمؤتمر الحوار في صنعاء.. قال: "أيام قليلة تفصلنا عن التوصل إلى حل عادل للقضية الجنوبية قائم على معالجة مظالم الماضي وإعادة صياغة عقد الوحدة بين كافة المكونات اليمنية في إطار دولة يمنية اتحادية واحدة موحدة، وتعلمون أن توافقاً وطنياً واسعاً قد تحقق حول كثير من ملامح حل القضية الجنوبية وأن ما تبقى من نقاط لم تحسم لن تكون صعبة على الحل".
ومن ذاكرة التاريخ، أشار الرئيس عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية يومها - في خطاب ألقاه عشية الاحتفال بالذكرى الـ43 للاستقلال في 29 نوفمبر 2010 أمام المجلس المحلية في عدن إلى أن الفيدرالية ستصل إلى نهاية مخزية كتلك النهاية التي منيت بها الصيغة الفدرالية قبل الاستقلال. وذلك حسبما يذكر كتاب "الفدرالية في اليمن.. تاريخ الفكرة ومؤشرات الفشل"، والذي صدر الشهر الماضي، عن مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام.
ووثق الكتاب في الصفحة 170 ، للرئيس عبدربه منصور هادي في خطابه في 29 نوفمبر 2010 قوله: "أدعو أصحاب المشاريع الصغيرة إلى الاتعاظ من النهاية المخزية التي مني بها دعاة الفدرالية والكونفدرالية والانفصال وأعداء الثورة اليمنية، أمام إرادة جماهير الشعب اليمني في الـ30 من نوفمبر 1967م".
وكان هادي يشير في ذلك الخطاب إلى التجربة الفدرالية في جنوبي اليمن قبل الاستقلال، حيث كان الاستعمار البريطاني قد أسس اتحاداً فدرالياً لمستعمراته والمشيخات الموالية له في جنوبي اليمن عبر ما عرف ب"اتحاد الجنوب العربي" الذي بدأ تأسيسه في العام 1959 وسقط مع رحيل آخر جندي للانجليز 1967.
ويأتي تبشير الرئيس هادي اليوم بالفدرالية والنظام الاتحادي ليضع السؤال: ما الذي تغير؟