arpo27

جمال بنعمر: الاتجاه العام في الحوار إلى إيجاد دولة جديدة اتحادية (حوار)‏

ألمح مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون اليمن الدكتور جمال بنعمر، إلى أن هناك ‏توجها دوليا للتمديد للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وعدم إجراء الانتخابات الرئاسية ‏في موعدها المحدد في المبادرة الخليجية في 2 فبراير المقبل، وعزا أسباب ذلك إلى صعوبة ‏التحضير ، ضيق الوقت، وعدم استكمال الحوار الوطني لمهامه. ‏

ورأى بن عمر في حوار مع صحيفة «عكاظ» يعيد نشوان نيوز نشره أن الحل العادل ‏للقضية الجنوبية لن يتم إلا في إطار الدولة الفيدرالية الاتحادية. واعتبر أن الحوار الوطني حقق ‏نجاحات كبيرة وتم الاتفاق على أكثر من 90% من المخرجات معظمها يتعلق بقضايا ‏جوهرية تؤسس لمشروع الدولة الجديدة. وقال إن الأمم المتحدة لا تقدم أي حلول سحرية ولا ‏وصفات جاهزة".‏

إلى النص:
‏• كيف تقيمون العملية السياسية ونتائج الحوار الوطني في ظل العراقيل والخلافات التي ‏تشهدها جلساته؟
‏•• العملية السياسية حققت تقدما كبيرا، ونحن حاليا في المحطة الأهم وآخر مرحلة من ‏مراحلها وهو الحوار الوطني الذي جسد مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر وبني على الشفافية، ‏ولم يكن له سقف ولا شروط مسبقة، كما أنه لم يكن محصورا في قاعة الحوار بل كان حوارا ‏مجتمعيا شارك فيه الرأي العام خارج قاعات المؤتمر، إذ أنه منذ البداية كان مبنيا على ‏المشاركة الكاملة، وهدف إلى إيجاد حلول للقضايا المستعصية ذات الطابع الوطني، وقد نجح ‏في الخروج بمخرجات تشكل أسسا ومبادئ لصياغة الدستور الجديد.‏

حلول توافقية
‏• لكن هناك من لا يزال يراهن على فشل المؤتمر والجهود الدولية والمبادرة الخليجية؟
‏•• مؤتمر الحوار حقق نجاحات كبيرة وتم الاتفاق على أكثر من 90% من المخرجات، ‏معظمها تتعلق بقضايا جوهرية مثل الحقوق والحريات والتنمية والعدالة الانتقالية، كما أن ‏القضايا الشائكة مثل صعدة تم الاتفاق على الكثير من مخرجاتها، وما تم الاتفاق عليه يؤسس ‏لمشروع الدولة الجديدة، وهذا بحد ذاته أكبر نجاح للمؤتمر كونه استطاع أن يجمع الأطراف ‏السياسية بعد أن كانت تتحارب لعامين، وقضية صعدة التي ظلت أطرافها تتحارب ستة أعوام ‏اجتمعت على نفس الطاولة لتتفق على أكثر من 70 مخرجا من مخرجات الحوار، ولدي ثقة ‏أننا سنتوصل إلى حلول توافقية في القضايا الخلافية.‏

مخرجات ضعيفة
‏• لكن أطرافا وخبراء يمنيين وصفوا التعجل في عقد الجلسة العامة النهائية دون استكمال ‏حل القضايا واستكمال الفرق التسع لتقريرها بأنها ستفشل الحوار أو تنتهي إلى مخرجات ‏ضعيفة؟
‏•• ضوابط المؤتمر واضحة وتم الاتفاق عليها منذ البداية في المرحلة التحضيرية من قبل ‏جميع الأطراف ومثلت خطة متكاملة لكيفية إدارة وتنظيم المؤتمر وضوابطه، والآن بدأت ‏الجلسة الثالثة والأخيرة للاتفاق على مناقشة التقارير التي تم الاتفاق عليها في فرق العمل، ‏وبشكل مواز سيستمر العمل لإنهاء التقارير الأخرى المتعلقة بالقضية الجنوبية وشكل الدولة، ‏وحينما تنتهي فرق العمل سيتم عرضها على الجلسة العامة، والمؤتمر سيستمر في الانعقاد ‏بالجلسة العامة بناء على تلك الضوابط المتفق عليها.‏

لا حلول سحرية
‏• ماذا عن رؤيتكم لحل القضية الجنوبية؟
‏•• الأمم المتحدة لن ولم تقدم أي حلول سحرية ولا وصفات جاهزة ولا مقترحات محددة، ‏ولكن أصحاب القرار هم اليمنيون وحدهم سيتفقون على الحل، الذي لا يمكن أن يكون إلا ‏واقعيا وتوافقيا، ولا يأتي إلا من حوار الأطراف المعنية، وقد تم الاتفاق على مجموعة مبادئ ‏منها معالجة آثار الماضي والمظالم التي تعرض لها الجنوب، وأن حل القضية الجنوبية لن يتم ‏إلا في إطار بناء دولة جديدة ذات صفة اتحادية مبنية على أسس ديمقراطية وهو الاتجاه العام، ‏وقد طرحت 14رؤية في المؤتمر والقضية الجنوبية من بينها رؤية تركز على استعادة الدولة ‏والاستقلال، وهدفنا مساعدة جميع الأطراف لحصر القضايا الخلافية والتسهيل لما هو متفق ‏عليه، والحوار سيتقدم وينتهي إلى توافق.‏

‏• ثمة حديث بأنكم وعدتم بتقديم رؤية حل لشكل الدولة استلهمتموها من الطروحات ‏والنقاشات التي أشرفتم عليها بين أعضاء اللجنة الـ16.. ما طبيعة تلك الرؤية؟
‏•• أؤكد من جديد، أننا لن نقدم حلولا، واليمنيون هم من سيجدون الحلول المناسبة من خلال ‏حوارهم المفتوح، وهناك رؤى مختلفة تم تقديمها ولكننا كأمم متحدة دورنا كميسر ونعمل على ‏البحث عن قواسم مشتركة وصيغ توافق بين الآراء، وهناك طروحات مختلفة ومتعارضة ‏أحيانا، ولكن كل ما نقوم به أننا نشجع الأطراف على التعاون والبحث عن صيغ توافقية بما ‏يساعدها للوصول إلى حل شامل يرضي كل الأطراف.‏

دولة اتحادية
‏• ما موقفكم في الأمم المتحدة حيال دعوات الأطراف الجنوبية بفك الارتباط وإنهاء الوحدة؟
‏•• من البداية وخلال الاجتماعات مع قيادات وشخصيات في الحراك الجنوبي، طلبت منهم ‏المشاركة في الحوار وأن يطرحون أفكارهم بما فيها استعادة الدولة والاستقلال وغيرهما، وهذا ‏ما حصل وفي ثاني جلسة تحدث الناطق الرسمي عن رؤية تركز على مطالبهم، وكان تجاوب ‏أعضاء المؤتمر حضاريا، ولم ينسحب أحد ولم يخونهم أحد، وقد استمع الجميع إلى رؤيتهم ‏وناقش هذا الرأي فريق القضية الجنوبية، لكنه لا يحظى بتأييد أغلبية أعضاء مؤتمر الحوار ‏الوطني، لذا فإن مجموعة الحراك المشاركة ذهبت للبحث مع إخوانهم في المكونات الأخرى ‏عن حلول توافقية، وتوصلت إلى ضرورة إيجاد دولة جديدة يتم في إطارها حل القضية ‏الجنوبية على أن تكون اتحادية مبنية على أسس حقوق الإنسان وسيادة القانون والمواطنة ‏المتساوية، وهو الاتجاه العام مع أن هناك خلافات حول التقسيم الجغرافي وعدد الأقاليم في ‏إطار الدولة الفيدرالية الاتحادية وهذا شيء طبيعي، وأتمنى أن يصل الجميع إلى صيغة ‏توافقية.‏

اتجاه نحو التوافق
‏• تقصدون أنكم تؤيدون الوحدة اليمنية؟
‏•• نحن في الأمم المتحدة موقفنا واضح، وهو أن هناك قضية عادلة اسمها القضية الجنوبية ‏ويجب حلها عبر الحوار بين جميع الاطراف، ونرى أن هناك اتجاها نحو التوافق في إطار ‏دولة اتحادية موحدة، وهناك تفاصيل كثيرة مهمة لم يتم الاتفاق عليها، أما نحن فليس لدينا ‏اقتراحات محددة بخصوص حل القضية الجنوبية وأصحاب القرار هم اليمنيون ودورنا ‏تشجيعهم على التعاون والتيسير والمساعدة.‏

معارضة الحصانة
‏• هل بالفعل هناك توجه أممي لسحب الحصانة عن الرئيس السابق علي صالح؟
‏•• هناك نقاش جديد حول قضية العمل السياسي والحصانة وواضح منذ البداية أن قانون ‏الحصانة تم الاتفاق عليه بين الأطراف اليمنية عبر قانون أصدره البرلمان اليمني، لكن موقف ‏الأمم المتحدة ومنذ البداية يؤكد أن الحصانة المطلقة تتعارض مع القانون الدولي، ومجلس ‏الأمن لم يزك أي حصانة مطلقة لأحد في اليمن، بل أكد على ضرورة مساءلة مرتكبيها ‏والمسؤولين عن جرائم حقوق الإنسان.‏

دور المملكة ريادي
‏• كيف تنظرون إلى دور المملكة فيما يتعلق بالتسوية السياسية في اليمن؟
‏•• في تقريري الأخير لمجلس الأمن أشدت بدور المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ‏الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دعم العملية السياسية وعملية إعادة الإعمار في اليمن، وقلت إن ‏المملكة هي الدولة الأولى التي تقدمت بأعلى منحة لليمن في مؤتمر أصدقاء اليمن بالرياض، ‏وأول من أوفت بوعودها، ويجب أن لا ننسى أن عملية التغيير باليمن بدأت بالمبادرة الخليجية ‏وبدعم من دول مجلس التعاون الخليجي، كما أن توقيع نقل السلطة تم في الرياض، ودور ‏المملكة منذ البداية رائد ولن ينسى اليمنيون والمجتمع الدولي هذا الدور الفعال والإيجابي لدعم ‏عملية نقل السلطة بشكل سلمي والعملية الانتقالية وإعادة الإعمار.‏

التمديد للرئيس هادي
‏• ثمة حديث عن توجه دولي للتمديد للرئيس اليمني؟
‏•• لقد سردت لمجلس الامن في تقريري الأخير أن هناك عددا من المهام في العملية السياسية ‏والانتقالية لم تستكمل، وهناك تأخير والوقت ضيق، وما هو مطلوب من اليمنيين من مهام ‏بعضها تطلبت شهورا وأخرى أعواما في بلدان أخرى، وتأخر إنجاز عدد من المهام يعود إلى ‏العراقيل التي اعترضت تنفيذها ويجب أن لا ننسى ما حصل من تمرد على قرارات الرئيس ‏العسكرية في الشهور الأولى، كما أن التحضير لعدد من مهام هذه المرحلة يتطلب وقتا أكثر ‏مما كان يعتقد اليمنيون، إذ أنه كان يفترض أن التحضير سيستمر شهرين ولكنه أخذ ستة ‏أشهر. كما أن المؤتمر نفسه كان يفترض أن ينتهي خلال ستة أشهر لكنه أخذ وقتا أطول ‏ونتمنى أن ينتهي في أقرب وقت وبنتائج إيجابية، وهذا ما أخر الالتزامين اللذين كان متفقا ‏عليهما، غير أن الأهم أن هناك تقدما ملموسا في العملية السياسية ولعل خير دليل ما وصل ‏إليه مؤتمر الحوار من مخرجات.‏

الانتخابات الرئاسية
‏• هل تقصد أن الانتخابات الرئاسية لن تجرى في موعدها حسب المبادرة الخليجية؟
‏•• إذا كان الموعد المحدد هو فبراير 2014م ، فإن الانتخابات تتطلب أولا إنهاء مؤتمر ‏الحوار الوطني والاتفاق على دستور يمني جديد ثم استفتاء، ليأتي بعدها الاتفاق على قانون ‏انتخابي جديد إضافة إلى تحضيرات تقنية تتعلق بالانتخابات وهذا ما هو مطروح للوصول إلى ‏صناديق الاقتراع.‏

عقوبات دولية
‏• هددتم المعرقلين باللجوء لمجلس الأمن، هل يعني أن هناك توجها لمعاقبة أطراف محددة؟
‏•• هناك تحديات وعراقيل وعمل يهدف إلى تقويض العملية السياسية، ولهذا أصدر مجلس ‏الأمن بيانا رئاسيا وسمى من أعتقد أنهم معرقلين للعملية السياسية، وفي المجلس هناك إجماع ‏على إنجاح هذه التجربة الفريدة من نوعها في الوطن العربي، والمجتمع الدولي يتحدث ‏بصوت واحد وأن هناك تعاونا بين الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي على دعم عملية نقل ‏السلطة والعملية الانتقالية، ولن يسمح مجلس الأمن للمفسدين والمخربين بتقويض هذه العملية ‏السياسية وسيتخذ الإجراءات الضرورية.‏

زر الذهاب إلى الأعلى