arpo27

الدكتور ياسين يتحدث عن الحوار ورؤية الاشتراكي للفدرالية من إقليمين (حوار)‏

ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي، الأكاديمي والسياسي المخضرم الذي ‏يشار إليه بالبنان في قاموس الساسة اليمنيين، خلال نصف القرن الماضي كان ياسين سعيد ‏نعمان صاحب صولات وجوالات في غمار السياسة في اليمن .. كان رئيساً للوزراء عام 1986م، ‏وترأس أول مجلس نواب بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م حتى إبريل ‏‏1993م. ‏

الدكتور ياسين يعتبر في حوار في مع صحيفة "الوطن" القطرية إن الحوار الوطني استطاع ‏أن ينجز الكثير من مهامه رغم العراقيب ، وتحدث عن مشروع الحزب الاشتراكي الذي قدم ‏للحوار الوطني، ودافع عن فكرة الدولة الاتحادية من إقليمين، معتبرا أنها تحمي الجنوب ‏وتحمي الشمال..‏
‏ تفاصيل أوفى في ثنايا الحوار التالي..‏

‏*ما هي قراءتك للحالة السياسية اليمنية في الأيام الأخيرة من عمر مؤتمر الحوار الوطني؟
‏ - نحن على مشارف عقد الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني، لا زالت بعض القضايا ‏معلقة. قضية شكل الدولة وحل القضية الجنوبية وقضايا أخرى متفرعة من بعض اللجان ‏الأخرى، ولكن إجمالاً أستطيع أن أقول أن المؤتمر استطاع أن ينجز خلال الفترة الماضية ‏الجزء الأكبر من عمله.‏

‏* بشكل أوضح قراءتك للحالة السياسية العامة التي تمر بها اليمن؟
‏- يترافق مع مؤتمر الحوار الوطني وضع عام فيه كثير من التعقيدات. تعقيدات أمنية، ‏وتعقيدات سياسية واقتصادية، ومصدر هذه التعقيدات واقع الأمر هو عدم الالتزام من قبل ‏بعض الأطراف بإنجاز مهام المرحلة الانتقالية.‏

‏* ماذا يمكن أن تسمي هذه الأطراف التي تعرض عليها؟
‏ - أعتقد أن الطرف الرئيسي الذي كان مشاركا في المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية هو ‏حزب المؤتمر الشعبي العام، ولذلك تعثر المؤتمر الشعبي العام في إنجاز أهم مهمة في ‏المرحلة الانتقالية وهي نقل السلطة بشكل كامل حسب ما تم الاتفاق عليه في المبادرة الخليجية ‏والآلية التنفيذية.‏

‏* لكنه في النهاية نقل السلطة.. أين العوائق التي شكلها إذن؟
‏ - لا لم تُنقل السلطة حتى الآن، لأنه لا يزال المعني بنقل السلطة- خاصة الرئيس السابق- لا ‏يزال يمارس السلطة، حصل على الحصانة مع طاقمه، ولا يزال يمارس السلطة من خلال ‏المؤتمر الشعبي العام. المؤتمر موجود في الحكومة والسلطة بموجب الاتفاقية، وكونه يرأس ‏المؤتمر هو عمليا لم ينقل السلطة.‏

‏*هل أفهم أن علي صالح له الدور الكبير في قيادة وتوجيه وزراء المؤتمر المشاركين في ‏حقائب الحكومة؟
‏- طبعا، المعروف أن الحكومة مشكلة من 50 % من حزب المؤتمر، وهؤلاء تقودهم اللجنة ‏العامة برئاسة الرئيس السابق علي صالح، أيضا هناك في مختلف المؤسسات التي ما زالت ‏تسيطر عليها قيادات المؤتمر، تحصل هذه القيادات على توجيهاتها من اللجنة العامة والرئيس ‏السابق، مع العلم أن الاتفاق هو أن تنتقل السلطة حينها إلى نائب الرئيس عبدربه منصور ‏هادي الذي أصبح اليوم رئيساً توافقياً للبلد. والسلطة لا تُجزأ بين سلطة سياسية وحزبية، ‏وسلطة إدارية، لكن في واقع الأمر جرى تجزئتها، وهذا الذي أخل بالوضع بشكل عام.‏

‏* ضوابط وقواعد للحوار
‏* ألا يمكن أن يكون الحوار الوطني قد ساهم في تقارب الأحزاب والقوى السياسية وعادت ‏المياه إلى مجاريها.. أم أن المشاحنات لا تزال موجودة ولم ينجح الحوار في فك هذه العقدة؟
‏ - أولاً: القضية ليست شخصية بين هذه الأحزاب، بحيث تكون معجبة ببعضها وبشخصيتها، ‏هي تتحاور حول قضايا، بقدر أن تكون هذه القضايا معقدة، بقدر أن يتم الاتفاق والاختلاف. ‏لكن يحكم الحوار قواعد وضوابط محددة يجب أن يتم الاتفاق عليها.‏

‏*ما هي هذه الضوابط؟
‏ - العملية السياسية محكومة باتفاقية، هذه الاتفاقية مكونة من جزأين: المبادرة الخليجية ‏بصفتها الأولى، والآلية التنفيذية وقرارات مجلس الأمن، هذا الإطار الأول الذي يفترض أن ‏نحتكم عليه في ما يخص العملية السياسية. النقطة الثانية: الضوابط التي وضعناها للمؤتمر ‏والمتمثلة في النظام الداخلي، هذه القواعد علينا أن نلتزم بها، أي عمل من خارج هذه القواعد ‏والضوابط هو عمل مناف أو مناقض لتلك الضوابط.‏

‏* هل تجد أن هناك خروجا من هذه اللوائح والضوابط من قبل بعض القوى المشاركة في ‏مؤتمر الحوار؟
‏ - طبعا، التهديد الذي يمارس من قبل بعض القوى بالامتناع عن حضور الاجتماعات، أو ‏بتعليق المشاركات، هو نوع من الضغوط التي تستهدف بدرجة رئيسية إرباك الحوار، ولذلك ‏البعض مستفيد من حجمه الكبير في الحوار من أجل تعطيل الحوار. الوضع الطبيعي أن ‏نتحاور حول ما اختلفنا عليه، إذا جاءت بعض القضايا مرفوعة من بعض الفرق إلى لجنة ‏التوفيق، علينا في هذه الحالة أن نُسلِم أن لجنة التوفيق معنية لخلق التوافق الذي اختلفت فيه ‏فرق العمل، لكن أن نسبق هذا بالحديث أني أفرض موقفي أو سأعلق العمل فهذه عرقلة ‏واضحة.‏

‏* على سبيل المثال.. الحراك الجنوبي في فترة من الفترات علق مشاركته في الحوار.. ‏وتسبب بعرقلة وتأخير للحوار لفترة تصل إلى قرابة شهر؟
‏ - أنا أتكلم بشكل عام، الحراك لم يعلق عضويته بسبب خلاف حول قضية محددة، الحراك ‏علق عضويته حينها بسبب مسار الحوار، كان يرى أن مسار الحوار لن يؤدي إلى مناقشة ‏عادلة لقضيته، لكن بالنسبة لبعض المكونات الأخرى تعلق عضويتها في بعض الأحيان لأنه ‏يوجد كلام لا يعجبها. مثلا بعض القضايا التي رفعها فريق الحكم الرشيد حول قانون العزل ‏السياسي والحصانة، هذا موضوع مرفوع من فريق واحد، إذا كان هناك فريق آخر، أو مكون ‏آخر، لا يعجبه ما تم الاتفاق عليه، من حقه أن يرفعه إلى لجنة التوفيق، ولجنة التوفيق تقوم ‏بمحاولة التوفيق، لكن أن نسبق هذا العمل بتعليق العمل بالحوار، بعقد مؤتمرات صحفية أو ‏بالضغط، أو ربما بممارسات أخرى.‏

‏* العزل السياسي لم يكن حصرياً على فريق الحكم الرشيد.. من خلال بعض التسريبات كان ‏هناك حديث للرئيس هادي مع هيئة رئاسة مؤتمر الحوار وتحدث عن الحصانة؟
‏- ليس صحيحاً، نحن في هيئة الرئاسة ناقشنا الموضوع باعتباره مشكلة، وفي هذا النقاش ‏الذي دار في هيئة الرئاسة بحضور الرئيس هادي، قلنا إنه ممكن ألا نتحدث في اللحظة الراهنة ‏عن العزل السياسي إلا بشروط المستقبل وليس بشروط اللحظة الراهنة.‏

‏* كيف؟
‏- إذا أردنا أن نتحدث عن العزل السياسي مستقبلاً، يجب أن تكون هناك قواعد دستورية ‏ومنظمة للعزل السياسي، على من يُطبق العزل السياسي؟ أما الحالة الراهنة التي تم بموجبها ‏اتفاق فينطبق عليها الحديث عن الحصانة ونقل السلطة، هناك حصانة أعطيت لمن كانوا في ‏السلطة أو للرئيس السابق وأعوانه، نقف هنا أمام نقطة مهمة، وهي: هل جرى نقل السلطة أو ‏لا؟! حتى يبقى الموضوع محصوراً في هذا الإطار. ثانيا: هل الجرائم والانتهاكات المرتكبة ‏المنسوبة تسقط، أو أن هناك قانون العدالة الانتقالية المعني بالوقوف أمام هذه القضايا من ‏منطلق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية وجبر الضرر، بمعنى أنه لا يبقى أي مسؤول ‏شارك في أي انتهاكات، ولكن هذا الموضوع سيكون منظما بقانون العدالة الانتقالية وليس ‏بقانون آخر.‏

‏* أطراف تخشى نجاح الحوار
‏* في ما يخص قانون العزل السياسي.. كان هناك ردة فعل قوية من حزب المؤتمر الشعبي ‏العام.. وهدد بخيارات منها النزول للشارع وخيارات دبلوماسية.. هل من تفسير لهذه الحالة؟
‏- للأسف أسلوب الضغط الذي يُستخدم مع أي قضية لا يقبلها المؤتمر أو غيره في بعض ‏الأحيان، هو اللجوء إلى هذا التصعيد الإعلامي، من حق أي مكون أن يذهب للشارع ولكن ‏القواعد المنظمة للحوار على الجميع أن يلتزم بها، ردة فعل المؤتمر طبعا أخذت شكلا- في ‏تقديري- مبالغا فيه، وعندما شعر البعض أن مؤتمر الحوار يسير نحو النجاح أراد خلط ‏الأوراق، وبالتالي استخدام هذه القضية من أجل قضايا أخرى.‏

‏* هل يخشى المؤتمر الشعبي من نجاح الحوار؟
‏- لا أتحدث عن المؤتمر كحزب كامل، ولكن لا شك أن هناك قوى داخل المؤتمر لها مصلحة ‏في أن يفشل الحوار لأنها ضد التغيير، نحن نطلب من حزب المؤتمر أن يتصرف كمكون ‏سياسي من مصلحته أن ينجح هذا الحوار، ونبدأ بالحديث عن دولة يتطلع لها كل أبناء الشعب ‏اليمني.‏

‏* يمن من إقليمين شمالي وجنوبي
‏* في ما يخص شكل الدولة.. هناك رؤى مختلفة.. بعضها مع يمن بإقليمين شمالي وجنوبي.. ‏وبعضها تذهب إلى الأقاليم المتعددة.. ما هي الرؤية التي تجد أن اليمن ذاهب إليها؟
‏- أعتقد أننا وصلنا إلى شبه اتفاق أن الدولة البسيطة سقطت إلى غير رجعة، وفشلت فشلاً ‏ذريعاً، ولم تفشل على صعيد اليمن كلها، وإنما فشلت على صعيد كل جزء من اليمن بسبب ‏المركزية الشديدة التي رافقت هذا النوع من الحكم، وجرى النقاش أن ما حدث خلال الفترة ‏الماضية من تعقيدات في الحياة السياسية بالذات منذ عام 94 أوصل الوضع في الجنوب إلى ‏حالة من الاعتقاد أنه لا يمكن ترميم الوضع القائم، لا ترميم الوحدة بالوضع القائم، ولا ترميم ‏الدولة بالوضع القائم.‏

‏* إذن لا بد من صيغة جديدة؟
‏- لا بد من إعادة بناء الدولة وإعادة صياغة الدولة، هذه كقاعدة عامة، كلنا انطلقنا في ‏مشاريعنا من داخل الوحدة وليس من خارجها.‏
‏* ماذا عن مشاريع استعادة الدولة وفك الارتباط التي قدمت من ضمن بعض فصائل الحراك ‏الجنوبي؟
‏- يمكن أن يكون أيضا من داخل الوحدة وليس من خارجها، لكن السؤال الصحيح أي وحدة؟! ‏ليست الوحدة التي تعسفت بالناس وقهرتهم وأوصلتهم إلى هذا الوضع، لكن أن ينبري فريق ‏ويبدأ يشعل الدنيا حديثاً عن الوحدة وهو الذي قتل وذبح الوحدة ودفنها تحت الأرض، ويظهر ‏بلباس الراهب الذي يخشى على الوحدة من الانهيار. أنا أعتقد أن هذا نوع من المجازفة ‏بالمستقبل والتجني على التاريخ، نريد منطق الواقع، ونتحدث عن أن مشروعك هذا الذي ‏قدمته تدعي أنه يحافظ على الوحدة، أيضا عليك أن تحترم المشروع الآخر الذي يدعي أنه ‏يحافظ على الوحدة، لكن الانتقال في مواجهة المشاريع الأخرى التي لا تعجب البعض، والقول ‏أنها مشاريع انفصاليه، هذا هو بيت القصيد الذي يؤدي إلى هدم الحوار.‏

‏* مشروع يحمي الشمال والجنوب
‏*واقعياً ما هو المشروع المناسب الذي يعكس الوضع العام التي يعيشه اليمن.. من دون أن ‏يؤدي إلى مشاكل وانهيارات أكثر مما وصلنا إليه؟
‏- أعطيك مثالا، نحن في الحزب الاشتراكي قدمنا مشروع دولة اتحادية من إقليمين، ولنا ‏مبرراتنا، وأعتقد أن هذا المشروع هو الذي يحمي اليمن ويحمي الوحدة.‏

‏* دائما تكرر هذه العبارة أن مشروعكم يحمي اليمن ويحمي الوحدة.. ما هي توضيحات لهذا ‏التبرير لأن هناك مخاوف كبيرة من فكرة الإقليمين؟
‏- أنا سأسأل: هل الوحدة الاندماجية حمت الوحدة؟! والإجابة واضحة، أضرت بها أكثر مما ‏نفعتها.. نحن في الحزب الاشتراكي طوال عشرين سنة لم ندخل سوق الشعارات السياسية لا ‏من قريب ولا من بعيد، وكان الجنوب يتهمنا بأننا عملاء للشمال، والشمال يتهمنا بأننا ‏انفصاليون، لكننا كنا نحمل مشروعا سياسيا، مشروع الحفاظ على اليمن والحفاظ على الوحدة، ‏وهذا الموضوع درسناه بتمعن بعيدا عن كل المزايدات التي رافقت العمل السياسي خلال ‏الفترة الماضية، حتى بعض القوى السياسية التي كنا نعمل معها خلال الفترة الماضية للأسف ‏عندما تريد أن تتجنى على الحزب الاشتراكي تذهب تعبئ الشارع في الجنوب وتقول إن ‏الاشتراكي تخلى عن القضية الجنوبية. لكن جاء الوقت الذي استطعنا فيه ووجدنا اللحظة ‏المناسبة لكي نطرح المشروع الذي من شأنه أن يحمي مشروعنا السياسي نحن كاشتراكيين، ‏المشروع الوطني والمشروع السياسي المرتبط بالوحدة. في هذا الوضع أنا لن أسمح لأحد أن ‏يقول مشروعك انفصال، أريد أن يتحاور معي من منطلق أنني أنا الذي حملت جزءا من ‏المشروع الوطني وضحيت من أجله خلال الفترة الماضية وتخليت عن كل المشاريع التي ‏كانت تؤدي إلى تفكيك اليمن، قاومت المشروع العائلي الذي حمله النظام السابق وهو الذي كان ‏سببا رئيسيا لإيصال اليمن إلى هذا الوضع، قاومت المشاريع المجهولة التي كانت تقدم ‏للجنوب الاستقلال على طبق من ذهب، وقاومت كل المشاريع التي كانت ترى أن الجنوب ‏مجرد ملحق بالشمال، على هذه القاعدة أنا قدمت هذا المشروع، مشروعي هذا أنا أعتقد أنه ‏يحافظ على الجنوب، ويحافظ على الشمال.‏

‏* هل من توضيح أكثر.. لماذا هذا المشروع يحافظ على الجنوب؟
‏- تقسيم الجنوب إلى أقاليم خطر على الجنوب، وتقسيم الشمال إلى أقاليم خطر على الشمال.‏

‏* لماذا؟ ‏
‏- من منطلقات تاريخية ومنطلقات واقعية، أريد أن أسأل الذي يريد أن يقسم الشمال إلى أقاليم ‏على أي أساس سيقسمها؟ حتى الآن ولا أحد قال لي الإجابة. لكن في الجنوب تاريخيا كان ‏الجنوب بلد ممزق إلى عام 67م، وكان مكونا من ولايات وسلطنات بالتالي العودة إلى تجزئة ‏الجنوب بأقاليم هو العودة إلى مسار تاريخي تمت مواجهته في عام 67.‏

‏* وماذا عن الشمال؟
‏- نفس الشيء، بقاء الشمال بإقليم فيه ولايات، والجنوب إقليم بولايات، وتكون دولة اتحادية ‏مكونة من إقليمين، المواطنة واحدة والجنسية اليمنية واحدة، الهوية واحدة، الحقوق واحدة.‏

‏* هل تعتقد أن الحوار يسير إلى هذا الاتجاه.. اتجاه اليمن بإقليمين؟
‏- أنا أتحدث عن مشروعي، القوى الأخرى عليها أن تقول لي أيضا رؤيتها، لكن بشرط ألا ‏تناقشني أن هذا مشروع انفصالي، هذا تجن وليس قاعدة للحوار.‏

‏* في الجنوب مشروع واحد
‏* في ظل تعدد الرؤى على المستوى السياسي.. وفي ظل تعدد المشاريع والمطالب والدعوات ‏الموجودة في الجنوب.. ما هي توقعاتك لمستقبل الجنوب؟
‏- الجنوب يحتاج أن تقدم له مشروعا سياسيا، الذي يتحرك اليوم في الجنوب هو مشروع ‏واحد، مشروع فك الارتباط، هل عندك مشروع آخر قدمته للجنوب من أجل أن يفاضل بين ‏المشروعين، يسمع منك فقط شعارات من قبيل (الوحدة خط أحمر، الوحدة أو الموت)، هذا ‏ليس مشروعاً سياسياً، لا بد أن تقدم له مشروعا سياسيا، إلى اليوم لم يقدم هذا المشروع، تتردد ‏القوى السياسية أن تقدم هذا المشروع، تتخفى وراء الحديث عن الوحدة وكأنها خط أحمر، هذا ‏كلام أوصل الناس إلى حالة من اليأس ولذلك ليس مطلوباً من الجنوب أن يتنازل، ولا مطلوب ‏من الشعب، مطلوب من أصحاب الخطوط الحمراء أن يحولوها إلى خطوط برتقالية وأكثر ‏انفتاحاً.‏

‏* المجتمع الدولي ومخرجات الحوار
‏*من المعروف أن المجتمع الدولي كان حاضراً بقوة في اليمن خصوصا أثناء المبادرة ‏الخليجية، هل تعتقد أنه سيكون حاضراً من أجل الضغط لتنفيذ مخرجات الحوار؟
‏- أعتقد أنه قبل أن يكون المجتمع الدولي حاضراً في تنفيذ مخرجات الحوار، لا بد أن يتفق ‏اليمنيون على ضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار، تجربتنا دائما مع الحوار غير موفقة في الوقت ‏السابق، بمجرد أن ننتهي من الحوار لا يتم تطبيق مخرجاتها.. اليوم نريد أن نخرج من هذه ‏الحالة، القوى التي تحاورت، عليها أن تتحمل مسؤولية الحفاظ على مخرجات الحوار ‏والمساهمة والمشاركة في تنفيذها- على الأقل- لمرحلة معينة، وهذا ليس اغتصاباً للسلطة ولا ‏تمديدا كما يقول البعض، بل هو حفاظ على هذا العمل الكبير الذي قام به الناس، إذا اتفق ‏اليمنيون على هذا الموضوع، بعد ذلك يستطيع التشاور مع المجتمع الدولي ليكون حاضراً ‏للمساعدة.‏

‏* في ما إذا اتفق الشعب اليمني.. هل سيكون المجتمع الدولي حاضرا وضاغطا بقوة؟
‏- أنا أعتقد إذا اتفق اليمنيون، مثلما اتفقوا على أن يسيروا في العمل السياسي أثناء الثورة، ‏نحن أثناء الثورة وقفنا أمام خيارين في الوقت الذي كان البلد معرضا لحرب أهلية، وقفنا أمام ‏خيارين: خيار السلام وبالتالي التضحية بجزء من الثورة أو الذهاب إلى الحرب والتضحية ‏بالثورة كلها، اليوم نفس الشيء، نحن نتحاور وقلنا للمجتمع الدولي تع إلى نحن هذا خيارنا ‏كيمنيين، فالمجتمع الدولي بارك هذه الخطوة.‏

‏*المجتمع الدولي خذل المبادرة
‏ * البعض يقول إن دول المجتمع الدولي والإقليمي لا تريد أن تنزلق اليمن إلى الهاوية.. وفي ‏نفس الوقت لا تريد بناء اليمن وتنميته؟
‏- أعتقد أن هذا الشيء فيه شيء من الصحة، المجتمع الدولي أخذ هذه المسألة بعين الاعتبار، ‏لكن لو لم تكن هناك إرادة يمنية للانتقال السلمي ما كانت تُحقق، الأمر الآخر، أعتقد أن ‏المجتمع الدولي وصل إلى مرحلة معينة وبدأ دعمه شكليا، المجتمع الدولي خذل المبادرة ‏الخليجية وخذل العملية السياسية في أهم حلقاتها، وهي نقل السلطة. وهذا الخذلان ينعكس الآن ‏على الوضع المضطرب والفوضوي التي تعيشه اليمن، لو كان سار بنفس المقدار من الحرص ‏على تنفيذ المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية، لكنه بعد ذلك اختلف، بدأ يجامل، ويحسب ‏حسابات أخرى، ووصلنا إلى هذا الوضع.‏

‏* أخيراً.. كيف تقرأ دور قطر في الثورات العربية.. ودورها في دعم اليمن.. والحوار ‏الوطني؟
‏- قطر لها دور طيب، دور عربي يتجلى في مظاهر كثيرة، وهذه التجليات حقيقة برزت ‏تظهر في مواقف سواء كان من الثورة اليمينية أو غيرها من المواقف الأخرى أو بصور ‏مختلفة، وأرجو بالفعل أن يستمر هذا المسار في إطار رؤية عربية مشتركة للجميع، لا ‏نستطيع اليوم حقيقة أن ننظر إلى التكامل العربي إلا على أنه المسار الذي من شأنه أن يقودنا ‏إلى محطات نستطيع فيها أن نعيد إنتاج الإجابات على أسئلة كثيرة معقدة في حياتنا.. في هذه ‏المحطات نحن سنصل إليها، ولدينا أسئلة كثيرة، لكن الإجابات تحتاج إلى هذا التعاون العربي ‏بشكل عام.‏

زر الذهاب إلى الأعلى