ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي، الأكاديمي والسياسي المخضرم الذي يشار إليه بالبنان في قاموس الساسة اليمنيين، خلال نصف القرن الماضي كان ياسين سعيد نعمان صاحب صولات وجوالات في غمار السياسة في اليمن .. كان رئيساً للوزراء عام 1986م، وترأس أول مجلس نواب بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م حتى إبريل 1993م.
الدكتور ياسين يعتبر في حوار في مع صحيفة "الوطن" القطرية إن الحوار الوطني استطاع أن ينجز الكثير من مهامه رغم العراقيب ، وتحدث عن مشروع الحزب الاشتراكي الذي قدم للحوار الوطني، ودافع عن فكرة الدولة الاتحادية من إقليمين، معتبرا أنها تحمي الجنوب وتحمي الشمال..
تفاصيل أوفى في ثنايا الحوار التالي..
*ما هي قراءتك للحالة السياسية اليمنية في الأيام الأخيرة من عمر مؤتمر الحوار الوطني؟
- نحن على مشارف عقد الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني، لا زالت بعض القضايا معلقة. قضية شكل الدولة وحل القضية الجنوبية وقضايا أخرى متفرعة من بعض اللجان الأخرى، ولكن إجمالاً أستطيع أن أقول أن المؤتمر استطاع أن ينجز خلال الفترة الماضية الجزء الأكبر من عمله.
* بشكل أوضح قراءتك للحالة السياسية العامة التي تمر بها اليمن؟
- يترافق مع مؤتمر الحوار الوطني وضع عام فيه كثير من التعقيدات. تعقيدات أمنية، وتعقيدات سياسية واقتصادية، ومصدر هذه التعقيدات واقع الأمر هو عدم الالتزام من قبل بعض الأطراف بإنجاز مهام المرحلة الانتقالية.
* ماذا يمكن أن تسمي هذه الأطراف التي تعرض عليها؟
- أعتقد أن الطرف الرئيسي الذي كان مشاركا في المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية هو حزب المؤتمر الشعبي العام، ولذلك تعثر المؤتمر الشعبي العام في إنجاز أهم مهمة في المرحلة الانتقالية وهي نقل السلطة بشكل كامل حسب ما تم الاتفاق عليه في المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية.
* لكنه في النهاية نقل السلطة.. أين العوائق التي شكلها إذن؟
- لا لم تُنقل السلطة حتى الآن، لأنه لا يزال المعني بنقل السلطة- خاصة الرئيس السابق- لا يزال يمارس السلطة، حصل على الحصانة مع طاقمه، ولا يزال يمارس السلطة من خلال المؤتمر الشعبي العام. المؤتمر موجود في الحكومة والسلطة بموجب الاتفاقية، وكونه يرأس المؤتمر هو عمليا لم ينقل السلطة.
*هل أفهم أن علي صالح له الدور الكبير في قيادة وتوجيه وزراء المؤتمر المشاركين في حقائب الحكومة؟
- طبعا، المعروف أن الحكومة مشكلة من 50 % من حزب المؤتمر، وهؤلاء تقودهم اللجنة العامة برئاسة الرئيس السابق علي صالح، أيضا هناك في مختلف المؤسسات التي ما زالت تسيطر عليها قيادات المؤتمر، تحصل هذه القيادات على توجيهاتها من اللجنة العامة والرئيس السابق، مع العلم أن الاتفاق هو أن تنتقل السلطة حينها إلى نائب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي أصبح اليوم رئيساً توافقياً للبلد. والسلطة لا تُجزأ بين سلطة سياسية وحزبية، وسلطة إدارية، لكن في واقع الأمر جرى تجزئتها، وهذا الذي أخل بالوضع بشكل عام.
* ضوابط وقواعد للحوار
* ألا يمكن أن يكون الحوار الوطني قد ساهم في تقارب الأحزاب والقوى السياسية وعادت المياه إلى مجاريها.. أم أن المشاحنات لا تزال موجودة ولم ينجح الحوار في فك هذه العقدة؟
- أولاً: القضية ليست شخصية بين هذه الأحزاب، بحيث تكون معجبة ببعضها وبشخصيتها، هي تتحاور حول قضايا، بقدر أن تكون هذه القضايا معقدة، بقدر أن يتم الاتفاق والاختلاف. لكن يحكم الحوار قواعد وضوابط محددة يجب أن يتم الاتفاق عليها.
*ما هي هذه الضوابط؟
- العملية السياسية محكومة باتفاقية، هذه الاتفاقية مكونة من جزأين: المبادرة الخليجية بصفتها الأولى، والآلية التنفيذية وقرارات مجلس الأمن، هذا الإطار الأول الذي يفترض أن نحتكم عليه في ما يخص العملية السياسية. النقطة الثانية: الضوابط التي وضعناها للمؤتمر والمتمثلة في النظام الداخلي، هذه القواعد علينا أن نلتزم بها، أي عمل من خارج هذه القواعد والضوابط هو عمل مناف أو مناقض لتلك الضوابط.
* هل تجد أن هناك خروجا من هذه اللوائح والضوابط من قبل بعض القوى المشاركة في مؤتمر الحوار؟
- طبعا، التهديد الذي يمارس من قبل بعض القوى بالامتناع عن حضور الاجتماعات، أو بتعليق المشاركات، هو نوع من الضغوط التي تستهدف بدرجة رئيسية إرباك الحوار، ولذلك البعض مستفيد من حجمه الكبير في الحوار من أجل تعطيل الحوار. الوضع الطبيعي أن نتحاور حول ما اختلفنا عليه، إذا جاءت بعض القضايا مرفوعة من بعض الفرق إلى لجنة التوفيق، علينا في هذه الحالة أن نُسلِم أن لجنة التوفيق معنية لخلق التوافق الذي اختلفت فيه فرق العمل، لكن أن نسبق هذا بالحديث أني أفرض موقفي أو سأعلق العمل فهذه عرقلة واضحة.
* على سبيل المثال.. الحراك الجنوبي في فترة من الفترات علق مشاركته في الحوار.. وتسبب بعرقلة وتأخير للحوار لفترة تصل إلى قرابة شهر؟
- أنا أتكلم بشكل عام، الحراك لم يعلق عضويته بسبب خلاف حول قضية محددة، الحراك علق عضويته حينها بسبب مسار الحوار، كان يرى أن مسار الحوار لن يؤدي إلى مناقشة عادلة لقضيته، لكن بالنسبة لبعض المكونات الأخرى تعلق عضويتها في بعض الأحيان لأنه يوجد كلام لا يعجبها. مثلا بعض القضايا التي رفعها فريق الحكم الرشيد حول قانون العزل السياسي والحصانة، هذا موضوع مرفوع من فريق واحد، إذا كان هناك فريق آخر، أو مكون آخر، لا يعجبه ما تم الاتفاق عليه، من حقه أن يرفعه إلى لجنة التوفيق، ولجنة التوفيق تقوم بمحاولة التوفيق، لكن أن نسبق هذا العمل بتعليق العمل بالحوار، بعقد مؤتمرات صحفية أو بالضغط، أو ربما بممارسات أخرى.
* العزل السياسي لم يكن حصرياً على فريق الحكم الرشيد.. من خلال بعض التسريبات كان هناك حديث للرئيس هادي مع هيئة رئاسة مؤتمر الحوار وتحدث عن الحصانة؟
- ليس صحيحاً، نحن في هيئة الرئاسة ناقشنا الموضوع باعتباره مشكلة، وفي هذا النقاش الذي دار في هيئة الرئاسة بحضور الرئيس هادي، قلنا إنه ممكن ألا نتحدث في اللحظة الراهنة عن العزل السياسي إلا بشروط المستقبل وليس بشروط اللحظة الراهنة.
* كيف؟
- إذا أردنا أن نتحدث عن العزل السياسي مستقبلاً، يجب أن تكون هناك قواعد دستورية ومنظمة للعزل السياسي، على من يُطبق العزل السياسي؟ أما الحالة الراهنة التي تم بموجبها اتفاق فينطبق عليها الحديث عن الحصانة ونقل السلطة، هناك حصانة أعطيت لمن كانوا في السلطة أو للرئيس السابق وأعوانه، نقف هنا أمام نقطة مهمة، وهي: هل جرى نقل السلطة أو لا؟! حتى يبقى الموضوع محصوراً في هذا الإطار. ثانيا: هل الجرائم والانتهاكات المرتكبة المنسوبة تسقط، أو أن هناك قانون العدالة الانتقالية المعني بالوقوف أمام هذه القضايا من منطلق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية وجبر الضرر، بمعنى أنه لا يبقى أي مسؤول شارك في أي انتهاكات، ولكن هذا الموضوع سيكون منظما بقانون العدالة الانتقالية وليس بقانون آخر.
* أطراف تخشى نجاح الحوار
* في ما يخص قانون العزل السياسي.. كان هناك ردة فعل قوية من حزب المؤتمر الشعبي العام.. وهدد بخيارات منها النزول للشارع وخيارات دبلوماسية.. هل من تفسير لهذه الحالة؟
- للأسف أسلوب الضغط الذي يُستخدم مع أي قضية لا يقبلها المؤتمر أو غيره في بعض الأحيان، هو اللجوء إلى هذا التصعيد الإعلامي، من حق أي مكون أن يذهب للشارع ولكن القواعد المنظمة للحوار على الجميع أن يلتزم بها، ردة فعل المؤتمر طبعا أخذت شكلا- في تقديري- مبالغا فيه، وعندما شعر البعض أن مؤتمر الحوار يسير نحو النجاح أراد خلط الأوراق، وبالتالي استخدام هذه القضية من أجل قضايا أخرى.
* هل يخشى المؤتمر الشعبي من نجاح الحوار؟
- لا أتحدث عن المؤتمر كحزب كامل، ولكن لا شك أن هناك قوى داخل المؤتمر لها مصلحة في أن يفشل الحوار لأنها ضد التغيير، نحن نطلب من حزب المؤتمر أن يتصرف كمكون سياسي من مصلحته أن ينجح هذا الحوار، ونبدأ بالحديث عن دولة يتطلع لها كل أبناء الشعب اليمني.
* يمن من إقليمين شمالي وجنوبي
* في ما يخص شكل الدولة.. هناك رؤى مختلفة.. بعضها مع يمن بإقليمين شمالي وجنوبي.. وبعضها تذهب إلى الأقاليم المتعددة.. ما هي الرؤية التي تجد أن اليمن ذاهب إليها؟
- أعتقد أننا وصلنا إلى شبه اتفاق أن الدولة البسيطة سقطت إلى غير رجعة، وفشلت فشلاً ذريعاً، ولم تفشل على صعيد اليمن كلها، وإنما فشلت على صعيد كل جزء من اليمن بسبب المركزية الشديدة التي رافقت هذا النوع من الحكم، وجرى النقاش أن ما حدث خلال الفترة الماضية من تعقيدات في الحياة السياسية بالذات منذ عام 94 أوصل الوضع في الجنوب إلى حالة من الاعتقاد أنه لا يمكن ترميم الوضع القائم، لا ترميم الوحدة بالوضع القائم، ولا ترميم الدولة بالوضع القائم.
* إذن لا بد من صيغة جديدة؟
- لا بد من إعادة بناء الدولة وإعادة صياغة الدولة، هذه كقاعدة عامة، كلنا انطلقنا في مشاريعنا من داخل الوحدة وليس من خارجها.
* ماذا عن مشاريع استعادة الدولة وفك الارتباط التي قدمت من ضمن بعض فصائل الحراك الجنوبي؟
- يمكن أن يكون أيضا من داخل الوحدة وليس من خارجها، لكن السؤال الصحيح أي وحدة؟! ليست الوحدة التي تعسفت بالناس وقهرتهم وأوصلتهم إلى هذا الوضع، لكن أن ينبري فريق ويبدأ يشعل الدنيا حديثاً عن الوحدة وهو الذي قتل وذبح الوحدة ودفنها تحت الأرض، ويظهر بلباس الراهب الذي يخشى على الوحدة من الانهيار. أنا أعتقد أن هذا نوع من المجازفة بالمستقبل والتجني على التاريخ، نريد منطق الواقع، ونتحدث عن أن مشروعك هذا الذي قدمته تدعي أنه يحافظ على الوحدة، أيضا عليك أن تحترم المشروع الآخر الذي يدعي أنه يحافظ على الوحدة، لكن الانتقال في مواجهة المشاريع الأخرى التي لا تعجب البعض، والقول أنها مشاريع انفصاليه، هذا هو بيت القصيد الذي يؤدي إلى هدم الحوار.
* مشروع يحمي الشمال والجنوب
*واقعياً ما هو المشروع المناسب الذي يعكس الوضع العام التي يعيشه اليمن.. من دون أن يؤدي إلى مشاكل وانهيارات أكثر مما وصلنا إليه؟
- أعطيك مثالا، نحن في الحزب الاشتراكي قدمنا مشروع دولة اتحادية من إقليمين، ولنا مبرراتنا، وأعتقد أن هذا المشروع هو الذي يحمي اليمن ويحمي الوحدة.
* دائما تكرر هذه العبارة أن مشروعكم يحمي اليمن ويحمي الوحدة.. ما هي توضيحات لهذا التبرير لأن هناك مخاوف كبيرة من فكرة الإقليمين؟
- أنا سأسأل: هل الوحدة الاندماجية حمت الوحدة؟! والإجابة واضحة، أضرت بها أكثر مما نفعتها.. نحن في الحزب الاشتراكي طوال عشرين سنة لم ندخل سوق الشعارات السياسية لا من قريب ولا من بعيد، وكان الجنوب يتهمنا بأننا عملاء للشمال، والشمال يتهمنا بأننا انفصاليون، لكننا كنا نحمل مشروعا سياسيا، مشروع الحفاظ على اليمن والحفاظ على الوحدة، وهذا الموضوع درسناه بتمعن بعيدا عن كل المزايدات التي رافقت العمل السياسي خلال الفترة الماضية، حتى بعض القوى السياسية التي كنا نعمل معها خلال الفترة الماضية للأسف عندما تريد أن تتجنى على الحزب الاشتراكي تذهب تعبئ الشارع في الجنوب وتقول إن الاشتراكي تخلى عن القضية الجنوبية. لكن جاء الوقت الذي استطعنا فيه ووجدنا اللحظة المناسبة لكي نطرح المشروع الذي من شأنه أن يحمي مشروعنا السياسي نحن كاشتراكيين، المشروع الوطني والمشروع السياسي المرتبط بالوحدة. في هذا الوضع أنا لن أسمح لأحد أن يقول مشروعك انفصال، أريد أن يتحاور معي من منطلق أنني أنا الذي حملت جزءا من المشروع الوطني وضحيت من أجله خلال الفترة الماضية وتخليت عن كل المشاريع التي كانت تؤدي إلى تفكيك اليمن، قاومت المشروع العائلي الذي حمله النظام السابق وهو الذي كان سببا رئيسيا لإيصال اليمن إلى هذا الوضع، قاومت المشاريع المجهولة التي كانت تقدم للجنوب الاستقلال على طبق من ذهب، وقاومت كل المشاريع التي كانت ترى أن الجنوب مجرد ملحق بالشمال، على هذه القاعدة أنا قدمت هذا المشروع، مشروعي هذا أنا أعتقد أنه يحافظ على الجنوب، ويحافظ على الشمال.
* هل من توضيح أكثر.. لماذا هذا المشروع يحافظ على الجنوب؟
- تقسيم الجنوب إلى أقاليم خطر على الجنوب، وتقسيم الشمال إلى أقاليم خطر على الشمال.
* لماذا؟
- من منطلقات تاريخية ومنطلقات واقعية، أريد أن أسأل الذي يريد أن يقسم الشمال إلى أقاليم على أي أساس سيقسمها؟ حتى الآن ولا أحد قال لي الإجابة. لكن في الجنوب تاريخيا كان الجنوب بلد ممزق إلى عام 67م، وكان مكونا من ولايات وسلطنات بالتالي العودة إلى تجزئة الجنوب بأقاليم هو العودة إلى مسار تاريخي تمت مواجهته في عام 67.
* وماذا عن الشمال؟
- نفس الشيء، بقاء الشمال بإقليم فيه ولايات، والجنوب إقليم بولايات، وتكون دولة اتحادية مكونة من إقليمين، المواطنة واحدة والجنسية اليمنية واحدة، الهوية واحدة، الحقوق واحدة.
* هل تعتقد أن الحوار يسير إلى هذا الاتجاه.. اتجاه اليمن بإقليمين؟
- أنا أتحدث عن مشروعي، القوى الأخرى عليها أن تقول لي أيضا رؤيتها، لكن بشرط ألا تناقشني أن هذا مشروع انفصالي، هذا تجن وليس قاعدة للحوار.
* في الجنوب مشروع واحد
* في ظل تعدد الرؤى على المستوى السياسي.. وفي ظل تعدد المشاريع والمطالب والدعوات الموجودة في الجنوب.. ما هي توقعاتك لمستقبل الجنوب؟
- الجنوب يحتاج أن تقدم له مشروعا سياسيا، الذي يتحرك اليوم في الجنوب هو مشروع واحد، مشروع فك الارتباط، هل عندك مشروع آخر قدمته للجنوب من أجل أن يفاضل بين المشروعين، يسمع منك فقط شعارات من قبيل (الوحدة خط أحمر، الوحدة أو الموت)، هذا ليس مشروعاً سياسياً، لا بد أن تقدم له مشروعا سياسيا، إلى اليوم لم يقدم هذا المشروع، تتردد القوى السياسية أن تقدم هذا المشروع، تتخفى وراء الحديث عن الوحدة وكأنها خط أحمر، هذا كلام أوصل الناس إلى حالة من اليأس ولذلك ليس مطلوباً من الجنوب أن يتنازل، ولا مطلوب من الشعب، مطلوب من أصحاب الخطوط الحمراء أن يحولوها إلى خطوط برتقالية وأكثر انفتاحاً.
* المجتمع الدولي ومخرجات الحوار
*من المعروف أن المجتمع الدولي كان حاضراً بقوة في اليمن خصوصا أثناء المبادرة الخليجية، هل تعتقد أنه سيكون حاضراً من أجل الضغط لتنفيذ مخرجات الحوار؟
- أعتقد أنه قبل أن يكون المجتمع الدولي حاضراً في تنفيذ مخرجات الحوار، لا بد أن يتفق اليمنيون على ضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار، تجربتنا دائما مع الحوار غير موفقة في الوقت السابق، بمجرد أن ننتهي من الحوار لا يتم تطبيق مخرجاتها.. اليوم نريد أن نخرج من هذه الحالة، القوى التي تحاورت، عليها أن تتحمل مسؤولية الحفاظ على مخرجات الحوار والمساهمة والمشاركة في تنفيذها- على الأقل- لمرحلة معينة، وهذا ليس اغتصاباً للسلطة ولا تمديدا كما يقول البعض، بل هو حفاظ على هذا العمل الكبير الذي قام به الناس، إذا اتفق اليمنيون على هذا الموضوع، بعد ذلك يستطيع التشاور مع المجتمع الدولي ليكون حاضراً للمساعدة.
* في ما إذا اتفق الشعب اليمني.. هل سيكون المجتمع الدولي حاضرا وضاغطا بقوة؟
- أنا أعتقد إذا اتفق اليمنيون، مثلما اتفقوا على أن يسيروا في العمل السياسي أثناء الثورة، نحن أثناء الثورة وقفنا أمام خيارين في الوقت الذي كان البلد معرضا لحرب أهلية، وقفنا أمام خيارين: خيار السلام وبالتالي التضحية بجزء من الثورة أو الذهاب إلى الحرب والتضحية بالثورة كلها، اليوم نفس الشيء، نحن نتحاور وقلنا للمجتمع الدولي تع إلى نحن هذا خيارنا كيمنيين، فالمجتمع الدولي بارك هذه الخطوة.
*المجتمع الدولي خذل المبادرة
* البعض يقول إن دول المجتمع الدولي والإقليمي لا تريد أن تنزلق اليمن إلى الهاوية.. وفي نفس الوقت لا تريد بناء اليمن وتنميته؟
- أعتقد أن هذا الشيء فيه شيء من الصحة، المجتمع الدولي أخذ هذه المسألة بعين الاعتبار، لكن لو لم تكن هناك إرادة يمنية للانتقال السلمي ما كانت تُحقق، الأمر الآخر، أعتقد أن المجتمع الدولي وصل إلى مرحلة معينة وبدأ دعمه شكليا، المجتمع الدولي خذل المبادرة الخليجية وخذل العملية السياسية في أهم حلقاتها، وهي نقل السلطة. وهذا الخذلان ينعكس الآن على الوضع المضطرب والفوضوي التي تعيشه اليمن، لو كان سار بنفس المقدار من الحرص على تنفيذ المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية، لكنه بعد ذلك اختلف، بدأ يجامل، ويحسب حسابات أخرى، ووصلنا إلى هذا الوضع.
* أخيراً.. كيف تقرأ دور قطر في الثورات العربية.. ودورها في دعم اليمن.. والحوار الوطني؟
- قطر لها دور طيب، دور عربي يتجلى في مظاهر كثيرة، وهذه التجليات حقيقة برزت تظهر في مواقف سواء كان من الثورة اليمينية أو غيرها من المواقف الأخرى أو بصور مختلفة، وأرجو بالفعل أن يستمر هذا المسار في إطار رؤية عربية مشتركة للجميع، لا نستطيع اليوم حقيقة أن ننظر إلى التكامل العربي إلا على أنه المسار الذي من شأنه أن يقودنا إلى محطات نستطيع فيها أن نعيد إنتاج الإجابات على أسئلة كثيرة معقدة في حياتنا.. في هذه المحطات نحن سنصل إليها، ولدينا أسئلة كثيرة، لكن الإجابات تحتاج إلى هذا التعاون العربي بشكل عام.