اعتبرت صحيفة تركية أن الهجمة الإعلامية التي يتعرض لها رئيس جهاز الاستخبارات التركية "هاكان فيدان" من قبل الصحف الأميركية (واشنطن بوست، تايمز، وول ستريت جورنال) والصحف الإسرائيلية، تأتي بعد أن قامت استخبارات تركيا بسحب البساط من تحت الموساد.
وسلط الكاتب التركي "ياسين أكطاي" في مقاله بجريدة "يني شفق" التركية وزعتها وكالة الأنباء التركية (الأناضول(.. سلط الضوء أكثر على أسباب وتداعيات وتوقيت هذه الهجمة الإعلامية.
وركز على الخبر الذي كتبه "ديفيد إغناطوس" في صحيفة "واشنطن بوست" ومفاده أنَّ جهاز الاستخبارات التركية الذي يترأسه فيدان زود إيران بأسماء عشرة عملاء لها في تركيا يعملون لصالح الموساد الإسرائيلي، ورغم نفي هذا الخبر من قبل وزير الخارجية التركية "أحمد داود أوغلو" يقول أكطاي إنها كشفت خيوط اللعبة والأطراف التي تحيكها.
ورأى أنَّ الهجمة الإعلامية التي تشن بحق فيدان تقف وراءها إسرائيل لعدة أسباب ليست مقتصرة على تركيا فحسب، بل تكمن وراءها عدة قضايا دولية أخرى، إحداها حسب رأي الكاتب هي التقارب الإيراني الأميركي والمستهدف من ورائه الرئيس الأميركي "باراك أوباما" أمام الرأي العام الأميركي،
والسبب الثاني، كما ذكر الكاتب، هو التقدم الكبير الذي أحرزه جهاز الاستخبارات التركية في الحد من النشاط الاستخباراتي الإسرائيلي في تركيا.
والسبب الثالث هو عدم ارتياح إسرائيل من السياسة الخارجية التركية في المنطقة، واللاعب الأساسي في صياغتها رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان".
وسلطت الصحيفة الضوء على القضية من زاوية أخرى، من خلال حجم الدعاية التي كسبها جهاز الاستخبارات التركي من جراء الهجمة الإعلامية، وظهوره كلاعب أساسي في صياغة سياسة الدولة التركية.
واختتم المقال في الصحيفة بالحديث عن طبيعة عمل الاستخبارات التركية في هذا الوقت، حيث يؤكد الكاتب أن الجهاز لم يعد أداةً لمراقبة المواطن التركي بل يشارك في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة ويحلل القضايا السياسية وفق منظور تركيا، وأهم شيء حسب رأيه، أنَّ جهاز الاستخبارات التركية بات يعمل وفق منطق الدولة.