أرشيف محلي

الاتحاد الأوروبي يقدم نصائح «مسمومة» لليمن بإصلاح دعم المشتقات وتعميد نتائج الحوار

أعلن بيان صادر الاتحاد الأوروبي عن ترحيبه بالتقدم الذي أحرزه مؤتمر الحوار الوطني في ‏اليمن حتى الآن. وأثنى على الدور الذي تقوم به حكومة الوفاق الوطني تحت قيادة الرئيس عبد ‏ربه منصور هادي، لضمان تنفيذ ونجاح هذه العملية الصعبة.‏

وتأتي هذه الإشادة على الرغم من أن الكثير من المراقبين اليمنيين يحذرون من أن ما يجري ‏في الحوار يهدد بمزيد من الصراعات والأزمات المعقدة في اليمن، وليس حلها. ‏

وحث الاتحاد الأوروبي في بيان أصدره وزراء الخارجية الأوروبيون في ختام اجتماعهم في ‏لكسمبورغ اليوم أعضاء مؤتمر الحوار الوعلى تتويج أعمال مؤتمر الحوار في جلسته العامة ‏الثالثة التي بدأت مؤخرا ب"النجاح التام لتعزيز النتائج التي توصلوا لها خلال الفترة السابقة من ‏اعمال المؤتمر.. داعيا جميع الأطراف إلى مقاربة التحديات المقبلة و معالجة القضايا الحرجة ‏المتبقية، ولا سيما فيما يتعلق بالشكل المستقبلي للدولة، بروح من الواقعية والتوافق".‏

وقال وزراء الخارجية الأوروبيون :"إن أي اتفاق بشأن القضايا العالقة يجب ان يعقبه اعتماد ‏رسمي وتنفيذ حقيقي لنتائج وتوصيات مؤتمر الحوار الوطني ".. معتبرين أن "استكمال أعمال ‏مؤتمر الحوار الوطني سيكون خطوة أساسية في العملية الانتقالية في اليمن".‏

ويحذر خبراء مراقبون يمنيون وأجانب، من أن أي تدخل في شكل الدولة في ظل الأزمات ‏الحالية، بنقلها من دولة بسيطة إلى دولة فيدرالية مركبة، كما اتجه إلى مؤتمر الحوار، يحذرون ‏من أن ذلك قد يؤدي إلى انهيار سياسي وإداري شامل للدولة وليس إقامة دولة جديدة. ‏

وقد أكد بيان الاتحاد الأوروبي على "تشجيع الاتحاد للسلطات اليمنية من اجل التنفيذ السريع ‏لمطالب بناء الثقة المتفق عليها والخاصة بالقضية الجنوبية على النحو المبين في العشرين ‏نقطة المقدمة من قبل اللجنة الفنية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني وكذلك النقاط الـ11 ‏المرفوعة من فريق عمل القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار وبما يكفل بناء الثقة بين كافة ‏المواطنين في اليمن وتجسيد النتائج الإيجابية للعملية الانتقالية".‏

كما أكد على أهمية المضي قدما بعزم في مسار المرحلة الانتقالية بشكل سلمي ومنظم ‏وشامل بما يفضي إلى إجراء الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد يليه انتخابات عامة وفقا ‏لمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي واليتها التنفيذية المزمنة.. مبديا استعداد الاتحاد لدعم ‏انتخابات شاملة وذات مصداقية وشفافة في اليمن.‏

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء الأعمال التخريبية التي تهدف إلى تقويض وعرقلة ‏سير العملية الانتقالية في اليمن.‏ ودعا حكومة الوفاق إلى إجراء "الإصلاحات اللازمة على وجه السرعة بهدف الحد من ‏الفساد في القطاع العام وتحسين الإدارة العامة لاسيما إزالة الموظفين الوهميين من القطاعين ‏المدني والعسكري واتخاذ خطوات نحو إصلاح برنامج دعم المشتقات النفطية تدريجيا مع ‏مراعاة تعزيز شبكة الضمان الاجتماعي وتنفيذ خطة عمل لتوظيف الشباب. . مطالبا حكومة ‏الوفاق أيضا بالإسراع في التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي لضمان الدعم لليمن".‏

واردف الاتحاد الأوروبي قائلا:" وبدون اتخاذ هذه الخطوات، فإن الانتعاش الاقتصادي ‏وتحسين الوضع الإنساني المتردي في اليمن لن يكون ممكناً".‏

كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء الوضع الأمني الهش في اليمن والزيادة في ‏الهجمات الارهابية.. معلنا إدانة الاتحاد بشدة للإعتداء الذي وقع في صنعاء في السادس من ‏اكتوبر الجاري ونتج عنه مقتل احد موظفي السفارة الألمانية وطالب السلطات اليمنية القيام ‏بتحقيق سريع في هذه الحادثة وغيرها من الحوادث السابقة وتحسين الأوضاع الأمنية في ‏العاصمة صنعاء و في كل أنحاء البلاد .‏

وعبر في ذات الوقت عن قلقه البالغ إزاء تزايد عمليات خطف الأجانب في اليمن من قبل ‏العناصر الارهابية، منبهة من المخاطر المترتبة على الاستجابة لمطالب تلك العناصر ودفع ‏فدية في سبيل الافراج عن المختطفين كون ذلك يوفر السيولة المالية للعناصر الإرهابية لتعزيز ‏نشاطاتها الإرهابية. وشدد أن الأمن هو عنصر أساسي في نجاح العملية الانتقالية في اليمن. . ‏مؤكدا أن الاتحاد سيواصل دعم جهود الحكومة اليمنية لتحسين الوضع الأمني .‏

وفي تعليقهم على البيان، استغرب مراقبون سياسيون في حديث لنشوان نيوز من تشديد ‏الاتحاد الأوروبي على خطوات الاصلاح الاقتصادية، وتحديداً ما يخص "إصلاح برنامج دعم ‏المشتقات النفطية"، بما يفضي إلى جرعة سعرية تزيد من سخط المواطنين على الحكومة ‏وتحملهم تبعات الأزمات الأزمة الاقتصادية.. معتبرين أن بعض التوصيات الأجنبية يجب ‏وضع الدوائر حولها ودراسة جدواها.‏

مضيفين أن نصائح ودعوات مثل هذه ليست بالضرورة معبرة عن سياسات الدول الأوروبية ، ويمكن اعتبارها "وصفة مسمومة" تزيد الأزمات وإن كانت غير مقصودة، ‏خصوصاً إذا أنها أتت بالإشادة بنتائج مؤتمر الحوار الوطني حتى الآن، والتشديد على اعتمادها ‏رسمياً، دون الدعوة إلى دراسة واقعية تبين إمكانية نجاحها في الوصول إلى يمن آمن مستقر ومستقل، ‏وليس بالاعتماد على أوهام قد تؤدي إلى نتائج معاكسة. ‏

زر الذهاب إلى الأعلى