arpo27

الدبلوماسي السابق أحمد ناشر في «حوار» هام: الدولة مستهدفة في اليمن وعلى الخليج ‏رعاية حوار جديد ‏

حذر الدبلوماسي اليمني السابق أحمد عبده ناشر من تداعيات التقارب الإيراني الأمريكي ‏على دول المنطقة مؤكدًا أنه سيكون على حساب الخليج.. وأكد استمرار الاتصالات الإيرانية ‏الأمريكية الاسرائيلية لاحتواء سورية وأن الدول العربية خارج التغطية، موضحًا أن التهديد ‏بضرب سورية مجرد تخدير للمعارضة وللشعوب العربية.‏

وتحدث ناشر في حوار مع جريدة «الشرق» القطرية عن الوضع الذي يمر به اليمن قائلا: ‏إن صعدة تحولت لدولة داخل اليمن وباتت تشكل نقطة انطلاق تهدد الامن القومي. العربي، ‏حيث توجد عناصر إيرانية عراقية ولبنانية يقودون معسكرات التدريب بالجنوب، حيث تتقاطع ‏مصالح الإيرانية وبعض الاحزاب اليسارية كما تسعى القاعدة لإشعال حرب أهلية تقود لدولة ‏فاشلة في اليمن. ‏

وطالب ناشر دول الخليج بالاسراع في تحقيق الوحدة الخليجية، واقترح ضم شيوخ القبائل ‏اليمنية إلى الهيئة الاستشارية الخليجية، ودعوتهم إلى اجتماع في احدى الدول الخليجية بصورة ‏عاجلة للدخول في حوارات استراتيجية جادة، تعيد الاستقرار إلى اليمن.‏

إلى النص: ‏
‏* كيف ترى الأزمة في اليمن في ظل تصاعد التوترات في صعدة واتجاه الحراك الجنوبي ‏‏نحو المطالبة ‏
‏- أزمة اليمن أعمق مما يتصور بعض الناس، القضية ليست قضية انفصال ومشكلة جنوب ‏‏ومشكلة شمال، لكن هناك مخطط لجعل اليمن دولة فاشلة، وتكون منطقة لتصدير أعمال ‏‏العنف والإرهاب ومنطقة للضغط، لتشكل حزاما على الجزيرة العربية، أما فيما يتعلق ‏‏بالجنوب فان الحزب الاشتراكي ليس هو اللاعب الوحيد في الساحة، والحزب الاشتراكي عدة ‏‏احزاب، حزب البيض وحزب علي ناصر وحزب ياسن سعي نعمان ومجموعات تابعة لعلي ‏‏عبد الله صالح، فهناك لاعبون آخرون بقايا الأحزاب الأخرى، اضافة إلى الجماعات الارهابية ‏‏المسلحة التي لها نفوذ كبير في المنطقة والجيش الجنوبي السابق لم يعد عنده وجود، ولكن ‏‏هناك قوى مسلحة تحمل السلاح تنتمي إلى الجماعات المتطرفة.‏
وبلا شك فإن هناك لاعبا جديدا في الجنوب اليمني، إنهم الإيرانيون من خلال معسكرات ‏‏التدريب التي يقوم عليها الإيرانيون وحزب الله ويريدون ان يحولوا التوتر إلى حرب اهلية، ‏‏وهم يعرفون انه اذا انفصل الجنوب لن تكون هناك فئة قادرة على تولي السلطة، ولكن ‏‏ستتحارب الفئات وتتقاتل، إضافة إلى الصراعات، وهناك تمت تغذية الروح الانفصالية ‏‏والعرقية، واهل اليمن قبائل واحدة تستظل بالدولة الواحدة بلا فروق أو اعراق مختلفة، وان ‏‏كان الحديث عن المعاناة فهي موجودة في كل انحاء اليمن، والهدف ايجاد صراع، وهذا منه ‏‏صراحة سلطنة عمان بأنه اذا كان هناك انفصال في اليمن، سيكون اثره خطيرا للغاية على ‏‏استقرار المنطقة، لأن المنطقة مطلة على البحر الاحمر وبحر العرب، اضافة إلى شرق إفريقيا ‏‏من الاريتريين والصوماليين، وهذا كله سيكون من العوامل التي تساعد على عدم استقرار ‏البحر ‏الاحمر، وايجاد خلل خطير في المنطقة، فالوضع يختلف عن 1994 عندما كانت هناك ‏خلافات ‏وصراعات مع النظام فالوضع الان يختلف، فهناك لاعب جديد وهو الخوف من ان ‏تكون ‏المنطقة منطقة تجمع للفئات الارهابية، والتي تهرب المخدرات والاسلحة وهو امر ‏خطير يهدد ‏استقرار وامن المنطقة، كما حذرت منه عدة جهات.‏
‏ ‏
‏* هل ترى أن نفوذ القاعدة يزداد رغم الغارات المتواصلة للقوات الأمريكية والقوات اليمنية؟
‏- اليمن لا توجد به دولة قوية وهناك من يمول القاعدة والجماعات الانفصالية، وعلى رأسها ‏‏إيران فهي تمول الجميع.‏
‏ ‏
‏* لكن القاعدة لها اهداف تختلف عن اهداف إيران؟
‏- هناك مصالح تتقاطع، كما هو في العراق، الان الهدف هو ايجاد دولة فاشلة في اليمن، وهو ‏‏امر يخدم المصالح الإيرانية التوسعية في المنطقة، فإيران ليست في خلاف على الحدود مع ‏‏العراق، أو غير ذلك، ولكن لها برنامج توسعي في المنطقة، فاذا كانت اسرائيل تتكلم من النيل ‏‏ إلى الفرات، فإيران لديها نفس الأفكار التوسعية. ‏

‏* لكن العقوبات الاقتصادية المشددة على إيران تشير إلى غير ذلك، وانه اذا كان هناك ‏تمويل ‏إيراني للجنوبيني فهو تبرعات ذاتية لا تتبناها الجمهورية؟
‏- إيران لا تعاني من اي عقوبات، لأنها تعتمد على بترول العراق وتستفيد منه في تصدير ‏‏الثورة وتمويل برنامجها التوسعي ؟

‏* لكن أين الدولة اليمنية اذا كان بمقدرة اي طرف اختراق حدودها؟ ‏
‏- الدولة تعاني من عدم اكتمال هيكليتها، إضافة إلى ان الاحزاب انشغلت بالمحاصصة، ‏‏اضافة إلى ان المسؤولين في الدولة لم يفكروا في القضية الامنية، وهي قضية أخطر من اي ‏‏شيء، والان الناس تختلف.. فيحملون السلاح لتخرج الامور عن سيطرة الدولة، وهذا لا يمكن ‏‏معه الحوار، فمن يحمل السلاح ويقتل الابرياء ويطرد موظفي الدولة، ويفرض هيمنته على ‏‏المنطقة التي تحت سيطرته، لا يمكن ان يكون معه حوار.‏

تواطؤ
‏* لكن نفوذ القاعدة يتنامى لدرجة انهم تمكنوا من ‏تفجير مبنى مكافحة المتفجرات؟
‏- هذا دليل على أن هناك جهات داخل الجهاز الحكومي متواطئة مع جهات ودول خارجية، ‏‏هدفها تدمير اليمن وإيصاله إلى الحرب الاهلية، وهذه الدول لا تريد الاستقرار في اليمن، ‏وهذه ‏المشكلة تحتاج إلى ان يتم اللقاء بإشراف من دول مجلس التعاون، وعدد من الدول ‏الاسلامية ‏والمؤسسات تضغط على الاطراف المعنية للوصول إلى قاسم مشترك وميثاق شرف، ‏وايجاد ‏الاستقرار وسيادة الدولة في اليمن، وعند ذلك يتم حل كل المشاكل، أما بدون أمن ‏واستقرار ‏الدولة فنحن نغالط أنفسها. ‏

‏* تصاعد نفوذ القاعدة وقطع الكهرباء وتواصل الاعتداءات الا يعني أن الحوار الذي تقوده ‏‏الدولة فاشل؟ ‏
‏- الحوار مع جماعة ليس بيدها إمكانات، وال يملكون السيطرة على الميدان والحوار يجب ‏‏ان يشمل شيوخ القبائل والاعيان والقادة العسكرين ومن بيدهم النفوذ؛ بأن يتفقوا على قرار ‏‏للمحافظة على سيادة اليمن، وال بد ان يبدأ الحوار انطاقا من الاتفاق على سيادة الدولة ‏‏ودستورها وامنها، وهذه ثوابت، وبالخروج عليها ينتفي الهدف من الحوار؟

‏* ما هي الجهات داخل الدولة التي تعوق جهود بناء اليمن وتحقيق المصالحة؟
‏- هناك النظام السابق، اضافة إلى الاحزاب الموالية لإيران، واليسارين، وبقايا الناصرين ‏‏الذين فقدوا دعمهم ووجودهم في المنطقة، فيسعون لبناء تحالف للمصالح المشتركة في اليمن، ‏‏لهدم الدولة وادخالها في متاهة، ولا يهمهم الاستقرار بقدر ما يهمهم نصيبهم من البلد، ‏‏ويتحالفون حتى ولو لم يتفقوا على المنهج والفكر، لكن اليمن ليست واردة في حساباتهم، ‏‏ويبحثون عن المجد الشخصي ومعالجة الأحداث بلغة الستينات. ‏

‏* مؤخرا تم استهداف موكب السفيرة الألمانية في اليمن فهل للتدخل الاجنبي تأثير في ‏‏الاحداث؟ ‏
‏- الهدف هو هز ثقة الدولة، فهناك أجندات كثيرة في اليمن، لا يعنيها الحوار وال سيادة ‏اليمن ‏بقدر ما يعنيها أن تحقق أهدافها في اليمن. ‏

‏* صناع الثورة ‏
‏* أين ذهب صناع الثورة في اليمن؟ ‏
‏- الشباب الذين خرجوا للثورة والاسماء التي كنا نعرفها، لم يعد لها وجود، لأن الاحزاب التي ‏‏تحاصصت في السلطة هي التي حصلت على المكاسب وتحاصصت في السلطة، ولم يعد ‏‏لهؤلاء شيء لأن هدفهم كان تغيير النظام، ولم يكن لديهم منهج وهؤلاء كانوا قد أعدوا برامج ‏‏للقفز على السلطة، وتمكنوا من السيطرة واكتفى شباب الثورة بتغيير النظام، ولم يكن عندهم ‏‏برنامج واضح وال قراءة لاحداث داخليا وخارجيا. ‏

‏* هل بإمكان النظام السابق وأوالد على صالح العودة مرة أخرى؟
‏- هؤلاء مستعدون للتحالف مع الشيطان، وتجار الاسلحة للعودة للسلطة، لكن عودتهم ‏صعبة ‏وتحركاتهم انتقامية مثل الافعى التي ضربت ولم تمت، أو الذئب الجريح، وهم لديهم ‏اموال ‏كان ولى ان يستخدموها في التنمية، ودعم الفقراء بقايا ولكنهم يبغون مصالحهم فقط، ‏وما حدث ‏ان النظام لا تزال تسيطر وإن تغيرت الوجوه. ‏

‏* هناك خطط لدمج اليمن في منظومة مجلس التعاون لكن هل هناك استهداف للوجود ‏‏الخليجي في اليمن؟ ‏
‏- نعم والامر لم يعد مخفيا بعد العراق وسورية والتدخل في البحرين فإيران تريد التوسع ‏‏وفرض نفوذها في المنطقة وتتخذ من اليمن ركيزة النطاق وما يجري في صعدة لا يعني ‏وجود ‏قوة للحوثيين ولكنه نفوذ الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين الذين يخططون لكل ما يجري في ‏‏صعدة.. وصعدة جيب غابت عنه الدولة بالكامل وباتت تشكل دولة داخل الدولة وهدفهم ‏واضح، ‏ومفروض ان تعي دول المنطقة خطر ذلك على الامن القومي العربي لكن الدول ‏العربية لا ‏تريد ان تستوعب هذه القضية وما تشكله من خطر على امن البحر الأحمر بهدف ‏التحكم في الممرات المائية الحيوية والهيمنة فسياسة الشاه تعود وان حدث تغير في الاسماء ‏لكن نفس السياسة التي كانت تريدها الامبراطورية الإيرانية تطبق من جديد.‏

‏* لكن ما الدالئل على ما تقول من مد إيران لنفوذها في البحر الأحمر؟
‏- كل الدراسات ومراكز البحوث تؤكد ذلك في تقاريرها الامنية وليس هناك شيء مخفي ‏‏وليس في البحر الاحمر فقط بل في الصومال والسودان وافريقيا من حيث استئجار الموانئ ‏‏والدخول في مشاريع اقتصادية تتستر وراءها. ‏

‏* لكن اليس من حق إيران البحث عن علاقات اقتصادية وتجارية في افريقيا أو غيرها من ‏‏القارات؟ ‏
‏- الامور لا تتوقف عند المصالح الاقتصادية لكن يمتد تدخلها في الشؤون الداخلية لأمور ‏‏ترفضها الدول بدليل طردها من جامبيا وطردت من السنغال وثبت تورطها في تجارة الاسلحة ‏‏غير المشروعة والنشاط يتعدى المصالح الاقتصادية الطبيعية بن الدول والحرس الثوري هو ‏‏الذي يتولى ادارة هذه الملفات وانشاء معسكرات التدريب على نحو ما وجدنا في الضاحية ‏‏الجنوبية للبنان فهم يجندون عناصر شيعية للتدريب ومن ثم يدفعون بهم للقتال في الدول التي ‏‏يريدون هدمها واضعاف هيبة الدولة فيها على نحو ما يجري في سوريا حيث يوجد كثير من ‏‏اليمنيين تدربوا في لبنان ويقاتلون مع النظام السوري. وعلى دول المنطقة ان تسعى لدراسة ‏هذه ‏الظاهرة.‏
‏ وللأسف فان الجامعة العربية مغيبة وال وجود لها وعلى دول مجلس التعاون ان ‏تدرس ما ‏يراد لها وهو برنامج قديم فالسياسة الغربية تقوم على النظريات البريطانية القديمة، ‏والعرب لا ‏يقرؤون في هذه الأشياء، لا تستطيع أن تحكم على الحاضر دون العودة إلى الماضي، هناك ‏مصالح تحكم الدول ‏الغربية، الهدف هو أمن إسرائيل فأمنها فوق كل شيء.. ولن تأمن ‏إسرائيل الا بصراعات في المنطقة.. والهدف هو إضعاف جيوش المنطقة فكما دمروا العراق، ‏يحدث الان الامر ذاته في سوريا، ‏وفي نفس الوقت يتكلمون فيه عن المعارضة، يقومون عن ‏طريق المالكي بإدخال الاسلحة إلى الاسد حتى تنهك هذه الدولة بعضها البعض. وظن العرب ‏أن الدول الغربية ستضرب سوريا كأنها جمعية خيرية.. تدخلوا في العراق لأن فيها بترولاً.. ‏مصالحهم ليست كذلك، تدخلوا في ليبيا لنفس السبب، وتدخلت فرنسا ‏في منطقة مالي لأن فيها ‏يورانيوم وهناك مصالح وغير ذلك..‏
‏ لكن سوريا يختلف وضعها عن ‏مصر، ففي مصر لابد من صناعة جماعات متطرفة لخلق ‏الصراع الداخلي حتى تبقى القوات العسكرية في المنطقة تسبح ‏في صراع مع الشعب وصراع ‏مع المنطقة، أي عملية استنزاف حتى تبقى اسرائيل القوة المتفوقة في المنطقة؟

‏* ما المطلوب من القمة الخليجية بالنسبة لليمن كخطط استراتيجية؟
‏- المطلوب من دول الخليج أهو أن تستدعي القيادات المؤثرة في اليمن — كشيوخ ‏القبائل ‏والقيادات العسكرية ورجالات الاحزاب وغيرهم من أصحاب النفوذ المختلفين — إلى ‏اللقاء ‏في احدى الدول الخليجية، أن تدعوهم إلى جلسة مطولة وتضغط عليهم للوصول إلى ميثاق ‏شرف ‏لعودة الاستقرار والتنمية إلى البلاد، بحيث يكون التركيز على نقطتين، أولهما، محاربة ‏الجماعات الارهابية، والأخرى مقاومة تجارة السلاح في اليمن ووضع تجار الاسلحة ضمن ‏القائمة الدولية للمطلوبين لأنهم يشكلون خطرا ‏على أمن المنطقة. وكذلك أيضا تطوير القوات ‏المسلحة والامن اليمني بحيث يكونون في مستوى يمني يحفظ ‏مكانة اليمن واستقرارها ‏وخيرها، بالاضافة إلى برنامج تنمية وحملة تنمية شاملة جدا ملساعدة ‏الناس والحفاظ على ‏استقرار البلا يجب على دول الخليج أن تتعامل مع اليمن بلغة جماعية ‏وليست فردية.‏

‏ * هل تظن أن الهيئة الاستشارية لمجلس التعاون من الممكن أن تضم ا لشيوخ والقبائل في ‏اليمن مثلاً، وتأخذ بآرائهم ومقترحاتهم؟ ‏
هذا ممكن وليس وحدهم، وإنما جميع فئات ‏اليمن. تستضيفهم ويكون هدفها الحفاظ على أمن ‏الخليج وباستقرار اليمن، وإنها لن تسمح لأية جهة أو أية فئة في الداخل أو الخارج بتهديد ‏استقرار المنطقة، ويكون هذا بالضغط على ‏ هؤلاء الناس للقبول بالعمل على مرحلة انتقالية ‏والاعداد للأوضاع في المستقبل، ‏بالاضافة إلى أن بقايا الحسم معهم في عدم التدخل في ‏الأوضاع الحالية. ‏

‏* في ضوء الاحداث التي تشهدها المنطقة، حدث تقارب أمريكي إيراني في نيويورك، كيف ‏‏تقرأ هذا هل سيكون على حساب المصلحة العربية؟
التقارب هذا موجود من قبل، وليس الان فقط، ولكنه خرج إلى العلن..وهذا يدل على ‏سذاجة ‏الاعلام العربي وسذاجة بعض الجهات. لا يوجد خلافات لأن كثيرا من القادة الإيرانين درسوا ‏في ‏أمريكا، ولهم علاقات، وقنوات، واتصالات، وهناك هم علاقة مصالح مع الدول الغربية؛ لا ‏‏أعني أنهم إخوة ومتحابون لكن المصالح تجمعهم. إيران دولة ذكية وتعرف كيف تلعب لأن ‏لديها قوى متعلمة ومثقفة، وهناك إيرانيون إعلاميون في الخارج وهم ‏قنوات اتصال. ولذلك ‏نجد أن العلاقات لم تتوقف.. وقد تكلمت المواقع الاستراتيجية العسكرية الغربية عن أن إيران ‏تشتري برامج تقنية ‏ومعلوماتية وكل شيء من إسرائيل عن طريق إيرانيين يحملون جنسيات ‏أخرى.. إذا كانت ‏أمريكا وإسرائيل ضد إيران كما ضربوا العراق، لكنهم لا يريدون ضرب ‏هذه الدولة لأن بقاءها يخدم مصالح ‏الولايات المتحدة في منطقة الدول العربية، أي يخدم هذه ‏المصالح الاستراتيجية في ‏تهديد الدول، ويجعل الدول العربية لا تهدد بنفسها وبأوضاعها ‏الامنية الداخلية. هذه القضية لا ‏يزال الاعلام لا يستطيع فهمها وقراءتها، لكنها موجودة بن ‏أمريكا وإيران وهناك ‏تواصل بينهم، وهناك تعاون بينهم في قضية أفغانستان وقضايا المنطقة، ‏ولا يوجد انقطاع في العلاقات،لا يجب أن ننشغل بالتهريجات الاعلامية.. العرب يعيشون ‏خارج التغطية عندما يتحدثون ‏عن قضايا لا وجود لها. تصدم عندما مراكز الدراسات العربية ‏والاعلاميين العرب وقنوات الإعلام العربية تضلل المواطن العربي بمعلومات خاطئة في هذا ‏الجانب، ولا تقدم دراسات واقعية مبنية على أسس سلمية. ‏

‏* أجندة فكرية ‏
‏* هل ترى ان التضليل والتخاذل العربي هو الذي سمح ببسط إيران نفوذها في العراق ‏‏واليمن؟ ‏
‏- إيران لها اجندة فكرية وثقافية والقضية قضية منهج فكري وثقافي فهي تريد ان تعيد ‏‏الصراعات القديمة ومشكلتنا مع الإيرانيين انهم يريدون اعادة صراعات الماضي ايام كسرى ‏‏والصفويين ولو تخلت إيران عن هذه المفاهيم والافكار العنصرية لاستطاعت بناء الثقة مع ‏دول ‏المنطقة وما يجري في العراق من تهجير واستهداف للسنة معروف فإيران تتشابه مع ‏إسرائيل ‏ اسرائيل في افكار كثيرة فإيران تهجر العراقيين واسرائيل تهجر الفلسطينين وإيران ‏تصدر المياه ‏الملوثة إلى مزارع العراق مثلما تفعل اسرائيل في الاراضي الفلسطينية فهناك ‏برنامج لإقامة ‏دولة ذات اهداف توسعية في المنطقة ومشكلة الإيرانيين والاسرائيليين انهم ‏يعيشون على عقل ‏الماضي واحلام الامبراطوريات وهي نقطة الخلاف بين العرب وإسرائيل ‏وإيران. ‏

‏* هل ترى ان هناك صفقة في سوريا بني أمريكا وإيران لإدارة البرنامج النووي الإيراني ‏‏والازمة السورية؟
‏- البرنامج النووي الإيراني مماطلة والهدف تطويل امد الازمة حتى يتم هدم سوريا نهائيا ‏‏وتدمير الجيش السوري بالكامل وتدمير البلد ومن ثم تكون الحاجة إلى سنوات طويلة للبناء ‏‏وكل هذه الاشياء من حديث عن ضربة مجرد سيناريو مضحك انخدع به العرب فلا توجد ‏‏ضربة لأن هناك مصالح واهدافا استراتيجية يستحيل معها ضرب سوريا وهناك مصالح ‏‏متبادلة تتفق على هدم الدولة اما البرنامج الكيماوي وغير ذلك فالهدف منه تخدير المعارضة ‏‏السورية والشعوب العربية حتى تستمر المعاناة ويستمر القتل والتهجير للسورين والدول ‏‏العربية فشلت في ان تكون دولاً قوية مما سمح لإيران بالعودة كشرطي للمنطقة معتمدة على ‏‏حزب الله وعناصر موالية لها داخل دول الخليج، واصبح اقصى ما تتمناه الدول العربية هو ‏‏ضمان امنها واستقرار أنظمتها ودول الخليج يجب ان تنتبه إلى ما يحاك لها والوحدة في هذه ‏المرحلة لأن الدول الغربية تفكر لمصالحها ولا تفكر في مصالح دول المنطقة.‏

زر الذهاب إلى الأعلى