تجري شركة طيران الإمارات، التي تعد أسرع شركات الطيران الخليجية نموا، مفاوضات مع شركة بوينج الأمريكية لشراء نحو 100 طائرة من طائرات المسافات الطويلة ذات الممرين، وذلك وفقا لما أكدته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر أمس.
وإذا ما اكتملت هذه الصفقة، فإنها ستكون الأكبر في تاريخ "بوينج"، إذ تُقدَّر قيمتها بما يُراوح بين 30 و32 مليار دولار، وكانت أكبر صفقة عقدتها "بوينج" في تاريخها حتى الآن قد تمت مع شركة " ليون" الإندونيسية بقيمة 22.4 مليار دولار، وتضمّنت 230 طائرة من طراز "بوينج 737" ذات الممر الواحد.
وقال ل «الاقتصادية» روي فولي الخبير في مجال الطيران المدني: عندما نتحدث عن صفقات في مجال الطيران المدني، فإننا نتحدث في أقل تقدير عن صفقات بمليارات الدولارات، والأغلب أننا نتحدث عن صفقات بعشرات المليارات.
وأضاف أن شركات الطيران الخليجية تعتبر الرائدة الآن في مجال الطلب العالمي على الطائرات المدنية، سواء من شركة بوينج أو "أيرباص"؛ "إلا أنهم يفضلون بوينج".
وتقف "الخطوط الجوية السعودية" ضمن الشركات الرائدة والساعية إلى المنافسة الدولية، وهو ما يدفعها إلى تطوير أسطولها من طائرات "بوينج".
وكان عبدالله الأجهر، مساعد مدير عام "الخطوط السعودية" التنفيذي للعلاقات العامة، قد صرح قبل عدة أشهر بأن ضم "الخطوط السعودية" طائرات من طراز «بوينج B777-300ER » يمثل طفرة نوعية في قدرات الشركة.
وأضاف أن الشركة تسلمت من "بوينج" منذ عام 2009 حتى الآن 65 طائرة، وأنها ستتسلم مزيدا من الطائرات الجديدة من طرازي "بوينج" و"أيرباص" تباعا، وأن هناك 21 طائرة لم يتم تسلمها بعد، منها 13 طائرة من طراز «بوينج B777-300ER »، وثمانية طائرات من طراز "بوينج B787-9 دريملاينر"، وسيتم تسلمها في الأعوام القليلة المقبلة.
وتُقدِّر شركة بوينج أن شركات الطيران في المنطقة تحتاج إلى نحو 2,520 طائرة تبلغ قيمتها 450 مليار دولار بحلول عام 2030.
وكانت تقديرات الشركة في عام 2011 أن أسطول طائرات نقل الركاب في الشرق الأوسط سيشهد نموا من 1,040 طائرة موجودة إلى 2,710 طائرات، بزيادة قدرها 160 في المائة.
وسيكون 34 في المائة من هذا الطلب المتوقع طائرات جديدة تحل محل الطائرات القديمة، في حين ستكون 66 في المائة جزءا من خطط توسيع الأساطيل بطائرات جديدة، وذلك في إطار تأهب شركات الطيران في المنطقة لتحقيق نمو كبير في العقدين المقبلين.
وتعتبر شركات «طيران الإمارات» و«الاتحاد« و«الخطوط الجوية القطرية» بمثابة «رأس حربة» شركات الطيران الخليجية في عقد الصفقات الضخمة، وذلك من منطلق استراتيجيتها القائمة على منافسة الشركات الأوروبية والآسيوية العملاقة، وضرورة الاستثمار في الطائرات الأحدث والأعلى كفاءة. وقال ل «الاقتصادية» طيار سابق واستشاري في شركة بريتش أيرلاينز: إن المسؤولين في "طيران الإمارات" يفتخرون بأنهم الشركة الوحيدة في العالم التي تمتلك جميع أنواع طائرات "بوينج"، لكنهم أيضا يسعون لشراء طائرات من طراز « A380 » سوبر جامبو من شركة "أيرباص"، والطراز الجديد الذي الشركة لإنتاجه وهو « A350 ».
و«طيران الإمارات»، وهي شركة تمتلكها إمارة دبي، تأسست في عام 1985، لكنها أصبحت تمثل تحديا حقيقيا لمنافسيها في مجال الطيران للرحلات ذات المسافات الطويلة، وتمتلك الشركة وفقا لاتحاد النقل الجوي العالمي أكبر أسطول من الطائرات العملاقة يقدر بـ187 طيارة.
ويُتوقع أن تقوم شركة طيران الاتحاد، الناقل الوطني لدولة الإمارات، بطلب ما يُراوح بين 25 و30 طائرة من طراز 777 X ، إضافة إلى زيادة طلبيتها من طائرة "787 دريملاينر" بـ30 طائرة، وتبلغ قيمة تلك الصفقة نحو 18 مليار دولار، ويأتي هذا وسط استعداد طيران الاتحاد للاحتفال بمرور عشرة أعوام على أول رحلة لها في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وتشير شركة بوينج إلى أن الطائرات ذات الممر الواحد والممرين ستمثل 90 في المائة من إجمالي الطائرات الجديدة التي سيتم تسليمها للشرق الأوسط على مدى العقدين القادمين، وإلى جانب عمليات الشراء فإن صحيفة "فاينانشيال تايمز" تشير إلى أن طيران الإمارات تجري محادثات مع شركة "بوينج" الأمريكية لتطوير أسطولها من الطائرات العملاقة من طراز «777» لتصبح من طراز «777 X ». وقال رئيس «طيران الإمارات» تيم كلارك: نحن نسبيا في مرحلة متقدمة من المفاوضات التجارية، وأعتقد أنه أيا كان ما سيحدث سيكون هناك طلب كبير من قبل شركتنا على طائرات "بوينج 777".
ومن المتوقع أن يبلغ سعر طائرة "777 X 400 " مليون دولار، إلا أنه في حال طلبت الإمارات عددا كبيرا من الطائرات؛ فإنها يمكن أن تحصل على خصم كبير باعتبارها أول مستهلك لهذا الطراز من الطائرات.
لكن الخبير في مجال الطيران المدني، روي فولي، أكد ل «الاقتصادية» أن طراز "777 X " من طائرات "بوينج" صُمِّم خصيصا لمواجهة احتياجات "طيران الإمارات"، لذلك فإن الطلب لا بد أن يُراوح بين 70 و100 طائرة، وأقل من هذا سيُمثِّل كارثة ل "بوينج".
وتتوقع الشركة أن تقوم بتسليم نحو 1160 طائرة ذات ممر واحد، و1110 ذات ممرين؛ لمنطقة الخليج في الـ20 عاما المقبلة. أما ما يتعلق بطائرات "أيرباص"، فإن طيران الإمارات تعد أكبر مشغل لطائرات "أيرباص" من طراز " A380 "، ومن الجدير بالذكر أن الشركة الأوروبية ومصنعها في مدينة تولوز الفرنسية لم تعلن عن عقد أي صفقة من طائرات طراز "سوبر جامبو"، التي تقل 853 راكبا وتبلغ قيمتها 404 مليون دولار.
وكانت شركة طيران الإمارات قد تقدمت بطلب لشراء 90 طائرة من طراز "أيرباص A380 " العملاقة، لكن الأمر يتوقف على أن يكون لدى "طيران الإمارات" مساحة كافية لاستيعاب تلك الطائرات في مطار دبي الدولي أو مركز دبي العالمي الذي تقوم طيران الإمارات بتطويره.
وتشير صحيفة "فاينانشيال تايمز" إلى أن "طيران الإمارات" طلبت شراء 50 طائرة من طراز " A350-900s " و 20 طائرة من طراز " A350-1000s "، حيث يبلغ سعر الطائرة الواحدة 288 مليون دولار و 332 مليون على التوالي. لكن رئيس الشركة الإماراتية أفاد أن الشركة تدرس زيادة عدد الطائرات من طراز " A350-1000s " التي تقل على متنها 359 راكبا، وخفض عدد الطائرات من طراز " A350-900s " التي تقل على متنها 300 راكب.