تولت قوات صومالية خاصة تسمى مجموعة "ألفا" ويجري تدريبها تحت إشراف أميركي، حماية الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في زيارته الأخيرة إلى مدينة كيسمايو.
وقد أمّنت "ألفا" زيارة الرئيس رغم وجود قوات تابعة لبعثة حفظ السلام الأفريقية وأخرى كينية في جوبا لاند موالية للحكومة.
ويطرح هذا التوجه تساؤلات عن أهداف القوات الخاصة وطبيعة تدريبها وتسليحها، والفرق بينها وبين الجيش الصومالي ذي الإمكانيات المحدودة.
يذكر أن مجموعة ألفا غير معنية بمقاتلة قوات حركة الشباب المجاهدين إلا أثناء عمليات الطوارئ الناجمة عن استهداف المنشآت الحكومية ومصالح الجهات الأجنبية في الصومال.
توفير الحماية
وأرجع نور شيخ أحمد ديناري مستشار الرئيس الصومالي الاعتماد على مجموعة ألفا في زيارة الرئيس الأخيرة لكيسمايو للثقة في قدرتها على توفير الحماية له، خصوصا بعد حدوث اضطرابات أمنية في المدينة خلال الشهور الماضية.
وقدّر نور شيخ مجموعة ألفا التي رافقت الرئيس بـ110 عناصر إلى جانب أفراد آخرين من الحرس الجمهوري الخاص.
أما الباحث علي سمتر فيرى أن غياب الثقة بين الرئيس الصومالي والقوات الكينية كان السبب في الاعتماد على قوات "ألفا".
ويعود غياب الثقة -الذي تحدث عنه سمتر- إلى اتهام الصومال لكينيا بدعم مشروع جوبا لاند، رغم أن نيروبي نفت ذلك.
ووفق رواية نور شيخ أحمد، فإن قوات ألفا الخاصة أُنشئت في فترة حكومة شريف شيخ أحمد بالتعاون مع أميركا وبريطانيا وأستراليا، وتلقت تدريبات في أراضي البلدان الثلاثة.
ويقع المقر الرئيسي لهذه القوات قرب مطار آدن عدي الدولي في مقديشو. وتعتبر حاليا أفضل وحدة عسكرية صومالية من حيث التنظيم والتدريب، ويقدر عددها بـ300 جندي، في وقت يبلغ الراتب الشهري لكل عنصر فيها حوالي 350 دولارا.
ومع أن مدير المخابرات الصومالي بشير محمد جامع يتولى الإشراف على قوات "ألفا"، فإن نور شيخ أقر بوجود ضباط أميركيين وبريطانيين يشاركون في الإشراف عليها.
مهارات عالية
ويقول عبد الرحمن عثمان الناطق باسم الرئيس الصومالي إن مهمات هذه القوات تتمثل في التعامل مع الأحداث الطارئة التي تتطلب مهارات عالية، وحماية المسؤولين الصوماليين.
وقد تولت حماية رئيس الوزراء التركي رجب طيب أرودغان أثناء زيارته مقديشو يوم 19 أغسطس/آب 2011، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في سبتمبر/أيلول من العام ذاته.
وتدخلت "ألفا" في هجومي محكمة مقديشو في أبريل/نيسان 2013 ومقر الأمم المتحدة في يونيو/حزيران من نفس العام، حيث تصدت لعناصر حركة الشباب المتحصنين داخل الموقعين، وفق رواية نور شيخ.
وحسب عسكريين، فإنه لا وجه للمقارنة بين وقوات "ألفا" والجيش الصومالي الذي يفتقر إلى التدريب والعتاد.
ورغم ذلك يرى العقيد هادي عمر أن من الأفضل إعداد قوات الجيش الصومالي بدل التركيز على "ألفا".
ووفق مراقبين، تعاني القوات الصومالية من إهمال واضح من قبل الحكومة حيث لا يحصل الجندي على حقوقه الأساسية على غرار يحصل عليه مجند في "ألفا".
وكان وزير الدفاع عبد الحكيم حاجي محمود أعلن عن خطة لإنقاذ المؤسسة العسكرية الصومالية، والتزم بإنشاء جيش جديد قوامه 28 ألف جندي خلال السنوات الثلاث القادمة يكون قادرا على توفير الاستقرار والسلام.
وتقود وزيرة الخارجية الصومالية فوزية يوسف حاجي حملة دبلوماسية مكثفة لإقناع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بدعم خطة حكومتها الرامية لإعادة هيكلة الجيش.
وأكدت الوزيرة في تصريح لوسائل الإعلام إحراز تقدم في مساعيها، قائلة إن من المقرر أن يصدر المجلس قرارا بهذا الشأن خلال الشهر الجاري.