قال ناشطون حقوقيون إن نحو 25 ألف من المغتربين اليمنيين في السعودية وصلوا عبر منفذ الطوال البري بمديرية حرض غربي اليمن خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين عقب انتهاء المهلة الأخيرة المحددة لتصحيح أوضاعهم، مشيرين إلى أن العديد منهم في أوضاع إنسانية صعبة.
وكشفت منظمة (يمانيو المهجر) في تقريرها الذي حصل نشوان نيوز على نسخة منه، عن جانب من الأوضاع المأساوية للمرحلين بملاحظات أولية، مشيرة إلى أن "قلابات" حرس الحدود السعودي تواصل نقل المخالفين المرحلين، ودعت إلى "سرعة انشاء مخيم طبي أو عيادة متنقلة لتقديم خدمات الإسعافات الأولية والتنسيق مع مستشفيات حكومية لاستقبال الحالات الحرجة".
وأشارت إلى أنها كلفت فريقاً فنياً إعلامياً حقوقياً للنزول إلى منفذ حرض من أجل الاطلاع على أوضاع المغتربين اليمنيين المرحلين وتلمس احتياجاتهم "في الوقت الذي تغييب كلياً عن هذا المنفذ جهات الاختصاص الرسمية ممثلة في وزارتي المغتربين وحقوق الإنسان بل وحتى المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام المحلية والدولية".
والجدير ذكره أن المعلومات الواردة والنقاط الورادة هي معلومات وملاحظات أولية وقد أوضحت المنظمة إنه "ورغم كل تلك الصعوبات والعراقيل فقد خرج الفريق بمجموعة ملاحظات ومشاهدات وكذلك بعض التوصيات والمقترحات التي تتلخص في التالي:"
أولاً: الانتهاكات من الجانب السعودي:
- حجز حرية غالبية اليمنيين المرحلين لأكثر من 24 ساعة داخل أماكن غير مهيأة أو لائقة.
- الاعتداء بالضرب والإهانة بالسب والشتم بحق المرحلين اليمنيين.
- قيام أفراد من حرس الحدود السعودي داخل أماكن الاحتجاز بانتقاء بعض اليمنيين المرحلين وإخفاءهم قسرياً.
- إطلاق الرصاص على المرحلين الذين رفضوا البصمة وحاولوا اقتحام البوابة التي تفصل بين المنفذين السعودي واليمني وأنباء عن إصابة البعض منهم.
- حشر اليمنيين المرحلين داخل قلابات بأعداد هائلة تفوق أضعاف طاقتها الاستيعابية.
- نهب الممتلكات الشخصية للمرحلين اليمنيين من قبل أفراد في حرس الحدود السعودي (فلوس – هواتف – شواحن – أقلام – بطاريات – وغيرها).
- تعرض بعض المرحلين لعملية نهب منظم من قبل مهربين سعوديين وبتواطؤ من حرس الحدود السعودي.
- توثيق شهادات عن وفاة أربعة مرحلين يمنيين يعاونون من أمراض مزمنة نتيجة لسوء الحجز والنقل وذلك قبل ثلاثة أيام من تاريخ كتابة هذا التقرير.
ثانياً: الانتهاكات من الجانب الرسمي اليمني:
- الاهمال الرسمي لموضوع اليمنيين المرحلين وعدم اتخاذ أي تدابير لاستقبالهم أو حتى حصرهم وإثبات حالات المظلومية..
- عدم توفير الخدمات الطبية الأولية للمرضى والمنهكين جراء عناء السفر باستثناء بعض الأدوية البسيطة التي تقدمها منظمة الهجرة الدولية..
- عدم توفير وسائل نقل للمرحلين العالقين في حرض والذين لا يملكون أجور مواصلات إلى مناطقهم.
- الاعتماد على الجانب السعودي في نقل المرحلين اليمنيين إلى داخل الأراضي اليمنية..
- عدم توفير شربة ماء أو غذاء أو مأوى للمرحلين الذين لا يمتلكون ما يسد رمقهم..
- سوء المعاملة من قبل بعض أفراد حرس الحدود اليمنية وتوبيخهم ونعتهم بألفاظ غير لائقة..
- لا وجود لوزارة المغتربين اليمنيين ولا السلطة المحلية في ميناء الطوال للقيام بأدنى واجباتها تجاه المرحلين.
- عدم السماح لوسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية بالدخول إلى ميناء الطوال البري وتوثيق عملية التسليم بين الجانب السعودي واليمني للمرحلين وما يرافقها من تجاوزات وانتهاكات..
- رفض الجهات المعنية تقديم أي إحصائيات أو معلومات تتعلق بالمرحلين وإحالة ذلك إلى منظمة الهجرة الدولية.
ثالثاً: أوضاع المرحلين (مشاهد من الواقع):
- ترحيل أعداد كبيرة من النساء بينهن أجانب وبدون محارم..
- وجود حالة استياء وتذمر لدى المرحلين من السطات السعودية واليمنية وهو ما قد يسهل على أمراض النفوس استقطابهم وتوظيفيهم لخدمة أهوائهم ونزواتهم الشيطانية.
- وجود بعض الحالات المرضية الحرجة التي تستدعي نقلها إلى المستشفى.
- ظهور آثار لمحاولة انتحار أقدم عليها أحد المرحلين اليمنيين بسبب سوء المعاملة التي تلقاها في مكان احتجازه من قبل السلطات السعودية.
- وصول بعض المرحلين في ثياب رثة وعليها من الأوساخ والأتربة ما يجعلها غير صالحة للاستخدام الآدمي فضلاً عن الأضرار الصحية التي قد تترتب على بقائها فوق جسده..
- شاهدنا بعض المرحلين يفترشون أرصفة الشوارع القريبة من بوابة منفذ حرض بعد أن تعذر عليهم الحصول على مأوى لأسباب مادية..
- الجميع متفاجئ ومصدوم من الطريقة التي استقبلتهم بها حكومتهم والتي قالوا أنها لا تليق بهم كمواطنين يمنيين.
رابعاً: المقترحات والتوصيات:
1. سرعة انشاء مخيم طبي أو عيادة متنقلة لتقديم خدمات الإسعافات الأولية والتنسيق مع مستشفيات حكومية لاستقبال الحالات الحرجة.
2. التخاطب مع الجهات المعنية لتوفير وسائل نقل أو مساعدات نقدية للعالقين في المنفذ وإيصالهم إلى أقرب نقطة لمناطقهم..
3. العمل على توفير مأوى مؤقت ووجبات غذائية للمرحلين الذين لا يملكون ما يسد رمقهم.
4. السماح لمنظمات المجتمع المدني ذات الاختصاص بالتواجد في المنفذ عبر مندوبين أو مكتب لتوثيق حالات الانتهاكات بحق المرحلين اليمنيين من الجانبين السعودي واليمني ورفع تقرير يومي بذلك إلى وسائل الإعلام والجهات المعنية..
5. المطالبة بتشكيل لجنة مشتركة من وزارات المغتربين وحقوق الإنسان والخارجية اليمنية وكذلك ممثلين عن منظمات المجتمع المدني للإشراف على عملية الترحيل والتسليم وتوثيق أي انتهاكات أو مظلوميات.
6. تشكيل فريق قانوني لدراسة المظلوميات الموثقة وتقديم العون القضائي الذي من شأنه إعادة الحقوق لأصحابها..
7. التخاطب مع الحكومة بشأن وضع المعالجات المناسبة لكل من تم ترحيلهم من الأراضي السعودية وبما يمنع انخراطهم في أي تنظيمات أو جهات مسلحة تتربص بالوطن..
8. تنظيم حملة توعية في وسائل الإعلام وعبر البورشورات والبوسترات لتوضيح بعض الملابسات في هذه القضية وتهدئة النفوس ورفع منسوب الولاء الوطني لدى العمالة اليمنية المرحلة من الأراضي السعودية.