أرشيف محلي

عُمان تُعارض تأسيس «الاتحاد الخليجي» والقربي: انضمام اليمن متروك للزمن

أكد وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي، أن بلاده طرحت أمام القمة الأمنية الإقليمية (حوار المنامة 2013)، حاليا، جملة من المخاطر والمخاوف الأمنية التي يواجهها اليمن، من بينها تدفق اللاجئين بعشرات الآلاف من القرن الأفريقي على بلاده، واستغلال تنظيم القاعدة لتلك الظروف لتسريب عناصرها إلى الداخل.

وكشف في حوار مع «الشرق الأوسط» في المنامة، أن بلاده تحتاج إلى دعم من أجل القيام بمهمة حماية أهم ممر يربط بين الشرق والغرب في خليج عدن وباب المندب. وتحدث الوزير اليمني عن الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى وقال، إن «دول الخليج واليمن أولى بالمشاركة في المفاوضات بشأنه».

وأعلن القربي أن صنعاء تتطلع منذ سنوات إلى الانضمام إلى دول مجلس التعاون الخليجي، قائلا، إن «بلاده استفادت كثيرا من مشاركاتها على هامش القمم الخليجية منذ سبع سنوات، فانضمت إلى المزيد من المنظمات التابعة للمجلس، ولكنها تترك أمر الانضمام هذا للزمن ودول المجلس لتقرر فيه».

على صعيد متصل وقبيل 48 ساعة من انعقاد قمة الكويت أعلنت سلطنة عُمان معارضتها رسمياً للاتحاد الخليجي. أكد الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان يوسف بن علوي استعداد عُمان «للانسحاب من مجلس التعاون الخليجي» في حال نجاح الجهود لإنشاء اتحاد بين الدول الست بدلاً من مجلس التعاون الخليجي.

وقال ل «الحياة» في أعقاب مداخلة نادرة له في جلسة عامة ل «منتدى الأمن الإقليمي في المنامة»، أنه في حال إنشاء الاتحاد «لن يعود مجلس التعاون الخليجي قائماً لأن الاتحاد هو الجديد الذي يحل محله ليضم أربعة دول أو خمسة أو ثلاثة، وليس ست دول».

وشدد على أنه «إذا أقاموا الاتحاد، لن نكون عضواً فيه» و «لن نكون جزءاً منه»، لافتاً إلى أن الموقف العماني «ليس سلبياً» ذلك «لأننا لن نمنع الاتحاد، مع أن في إمكاننا أن نمنع الاتحاد لأن قرارات مجلس التعاون يتم تبنيها بالإجماع».

ورفض بن علوي شرح خلفية الرفض العُماني القاطع لفكرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الداعي إلى استبدال مجلس التعاون بالاتحاد. ولدى الإلحاح على أن يشرح السبب وراء المعارضة القاطعة لمسقط للاتحاد قال: «أنا ضده لأن الله خلقني ضده... لأن الله خلقنا هكذا... نحن لسنا جزءاً من الاتحاد». وأضاف: «هذا ليس مطلبنا... هم الذين بدأوا».

وكان كلام وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية نزار مدني عن إنشاء الاتحاد والصراعات في المنطقة أثار الوزير العُماني الذي كان يجلس بين المستمعين فيما كان مدني متحدثاً رسمياً في جلسة حول الأمن الإقليمي والنزاعات والدول الكبرى في «حوار المنامة» الأمني السنوي.

وفاجأ بن علوي الحضور بمداخلته غير المعهودة في التداولات الديبلوماسية بالذات بين دول المجلس واعتبرها البعض التمهيد لقنبلة في «قمة الكويت». وطلب بن علوي الكلمة من رئيس الجلسة ليرد على خطاب مدني متحدثاً عن «فشل» مجلس التعاون الخليجي في «بناء منظومة اقتصادية حقيقية... لأننا لم نتمكن من الاتفاق على أهم مرتكزات مجلس التعاون، أي الإطار الاقتصادي... والسبب أننا كنا دائماً نترك الأمر للمستقبل... وعندما تتسارع الأحداث نبدأ في بحث أنواع وأنماط العمل المشترك». وتابع: «نحن لسنا مع الاتحاد إطلاقاً»، مشيراً إلى أن لا رغبة لعُمان فيه «ولا يبدو أن هناك رغبة من الآخرين».

وتعلق الشق الثاني من مداخلة بن علوي بالترتيبات الأمنية، قائلاً: «إذا كانت هناك أية ترتيبات أخرى أو جديدة لدول الخليج نتيجة الصراعات الموجودة أو المستقبلية، فنحن لسنا طرفاً فيها ولن نكون طرفاً فيها». وقال: «ينبغي علينا أن ننأى عن الصراعات الإقليمية والدولية»، مضيفاً: «إن في داخل مجلس التعاون وخارجه نعتقد أن القوة لا تعني بالضرورة أن يتعسكر الناس من أجل الدخول في صراعات».

وقال ل «الحياة» بعد الجلسة: «نحن غير مستعدين للدخول في أية صراعات... ولا علاقة لنا بالمواجهات... ولسنا ذاهبين في الصراعات على الإطلاق لا شرقاً ولا غرباً».

ورفض بن علوي الحديث عن دور إيران المباشر في سورية وإن كان يمثل تدخلاً عسكرياً معلناً وقال: «لن أجيب لأن السؤال غلط». ورد على السبب وراء استضافة عمان مفاوضات أميركية - إيرانية سرية وإن كانت أبلغت أحد حلفائها في مجلس التعاون الخليجي بقوله: «ولماذا؟». مضيفاً: «هل تريدون الحرب؟».

وأدهشت مداخلة الوزير العماني معظم الوفود. ورد مسؤولان من دولتين عضوين في مجلس التعاون على استعداد عمان مغادرة مجلس التعاون الخليجي بكلمة «بسلامتهم».

وكان الوزير السعودي قال: «نأمل أن يكون ما نسمعه من إيران هو الواحة وليس السراب». وأضاف إن «مطلب دول مجلس التعاون هو أن يكونوا على اطلاع على المفاوضات النووية بين إيران و5+1». وتابع: «نؤيد، ونطالب أن تكون دول مجلس التعاون الخليجي على علم بما يحدث في المفاوضات» مع إيران لا سيما في الشهور الستة المقبلة المهمة.

ورد مدني على بن علوي في شأن الاتحاد الخليجي قائلاً إن «الوثيقة الأساسية التي تم إنشاء مجلس التعاون الخليجي عليها هو وصول المجلس إلى الوحدة بين أعضائه... فالعالم المعاصر يحتم علينا توحيد صفوفنا لنكون أكثر قوة وصلابة أمام التحديات».وتابع أن «توحيد الصفوف لا يمكن أن يتم إلا عن طريق الارتقاء من مرحلة التنسيق إلى مرحلة الاتحاد».

زر الذهاب إلى الأعلى