arpo28

ملاحظات أولية حول إعلان القاعدة تبنيها عملية الهجوم على مجمع الدفاع (العرضي)

أعددت تحليلا مقتضبا حول بيان القاعدة الذي تبنت فيه الهجوم على مجمع الدفاع مطلع هذا الشهر، ولكنني أحجمت عن نشره حتى أسمع بأذني رأسي ما قاله الناطق للبيان قاسم الريمي، احتراما لدماء الشهداء الأبرياء الذين قضوا على أيدي هذا التنطيم في الهجوم على المجمع.

لكني إجمالا، يمكنني القول: إن تنظيم القاعدة مخترق من أكثر من طرف وإن أناسا بعينهم في السلطة القائمة لهم إرتباطات وثيقة به، ومبرر قولي هذا هو التوقيت الحرج الذي ظهر فيه هذا البيان (المسرب) وطريقة ظهوره المتدرج الذي لم نسمعه وإنما سرب إلى شخص مقرب منه، وهو كما يبدو محاولة لخلط الأوراق على فريق التحقيق في الواقعة الذي قارب على الانتهاء من عمله، وفضلا عن إصرار الناطق بالبيان بأن الرئيس هادي لم يحضر إلى مجمع الدفاع أثناء فترة المواجهة وأن الأمر مجرد تلفيق، مع أن شهود عيان ثقات أكدوا لكاتب هذه السطور أنهم رأوه كفاحا وهو يترجل من موكبه قادما من إحدى بوابات المجمع، ونادوه بكنيته محيّين ومؤيدين إياه: تعيش يا أبا جلال!!

مؤكد 100% أن معلومات القاعدة حول مجمع الدفاع لم تكن دقيقة، إذ أن السيارة المفخخة توقفت قبل حاجز حديدي بنحو متر واحد، وعلى بعد ثمانية أمتار من باب المستشفى، وهو حاجز لم يكن متوقع لدى المنفذين، ذلك أن السيارة كانت في طريقها إلى المباني الخاصة بقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة(بحسب البيان) ولذلك فإنه يبدو لي أن عملية التفجير كانت عن بعد أو بواسطة الانتحاري الذي يقودها، وأن الخطة انهارت في هذه اللحطة وتفرق المهاجمون على غير وجهة.

وفقا لنبرة البيان، أتوقع استهداف منشئات عسكرية وأمنية داخل العاصمة وخارجها خلال الأشهر القادمة، وهنا أدعو الجهات الرسمية إلى فرض رقابة قوية صارمة على الجهات التي تتولى مهام الحراسة في المنشئات العسكرية والأمنية وغيرها، حيث لا رقيب ولا معقب عليها كما هو ملاحظ، كما يعتريها الكثير من الخلل التنظيمي والرقابي.

- علي الذهب كاتب وباحث في شئون النزاعات المسلحة

زر الذهاب إلى الأعلى