عقدت هيئة علماء اليمن أمس السبت مؤتمرا صحفيا موقف الهيئة ورؤيتها لوثيقة بن عمر لحل القضية الجنوبية في اليمن وفي البداية تحدث الشيخ عارف الصبري عن وثيقة بن عمر بمقدمة مختصرة..
قال فيها إنها الوثيقة أختزلت المختزل بعد أن أختزل مؤتمر الحوار الوطني الشعب اليمني في أعضاء المؤتمر الذين لا يمثلون اليمن تمثيلا حقيقيا وبعد أن شكل أعضاء مؤتمر أعضاء فريق القضية الجنوبية من أربعين عضوا ثم اختزلت في فريق 8 + 8 ولما عجزوا عن الوصول إلى حل للقضية الجنوبية أختزلت في شخص بن عمر الذي خرج علينا بهذه الوثيقة الأخيرة التي أطلعتم عليها وأطلعت عليها هيئة علماء اليمن فكان لزاما على علماء اليمن أن يقفوا عند هذه الوثيقة.
ثم أحال الشيخ عارف الصبري الحديث للشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس الهيئة الذي رحب بالحضور في المؤتمر الذي ينعقد مع نخبة من علماء اليمن في هيئة علماء اليمن والذي ينعقد حول القضية القائمة والأحوال التي تمر بها بلادنا وأكد الشيخ الزنداني أن علماء اليمن يخافون أن يكونوا من الملعونين لأن الله توعد العلماء الذين لم يبينوا باللعن قال تع إلى : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) لذلك العلماء كلما رأوا أن هناك أمرا يوجب عليهم البيان لشعبهم ولحكومتهم بادروا إلى ذلك وهم يقومون بمتابعة الأمر وإعداده وأمرنا اليوم أمر كبير كما ستسمعون في البيان فنحن طلب منا أن نشارك في مؤتمر الحوار ولكن بشروط لما سمعنا عن هذه الشروط وجدنا أن الذي يقدم تلك الشروط ويشرف على هذه هي جهة أجنبية وليست جهة يمنية ثم قالوا لنا عن طريق مسئول يمني كبير رشحوا ثلاثين عالما نختار منهم خمسة ثم قلنا لهم :
إذا اختلفنا في النقاش هل سنرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله ونتحاكم إلى دين الله كما أمرنا الله به في القرآن قال تع إلى : (فإن تنازعتم في شي فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) وقوله تع إلى وما اختلفتم فيه من شي فحكمه إلى الله ) فهل أنتم على استعداد أن يكون هذا هو الموقف ؟!!
قالوا : لا سقف للحوار وقال احدهم لا سقف أيدلوجي للحوار وأيدلوجي يعني عقائديا مقدسا ولا يوجد عقائدي مقدس غير الإسلام يعني لا سقف أيدلوجي إسلامي ولا سياسي يعني لا نلتزم بالوحدة فعلمنا أن النية مبيتة على أمور عظيمة فبينا موقفنا هذا مبكرا وحذرنا من ان يسير الأمر في هذا الاتجاه ثم وجدنا ان الذين يستدعون الفئات والمكونات قد أسقطوا مكونين من أهم المكونات في البلاد وهم العلماء ومشايخ وأعيان ووجهاء البلاد من الذي يفرض على الشعب هذه الأسماء ؟!!
نحن نعلم أن الشعب يختار نوابه في مجلس النواب بانتخاب فمن الذي أختار هؤلاء أعضاء مؤتمر الحوار ؟!!
ثم أن يقولون : لا نعترف بهذا المكون نحن من أبناء الشعب اليمني والله سبحانه وتع إلى يقول : ( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وهؤلاء يقولون لا نعترف بكم ولا بمشاركتكم ولكن ستظهر الأيام الحقائق التي كنا نتوجس منا وأخيرا هاهو ذا مؤتمر الحوار قد أناخ برحاله وانتهى من مقرراته وظهرت جليا نتائج فرقه فلما رأينا ما يوجب البيان تقدمنا بهذا البيان ثم قرأ الشيخ عبده عبد الله الحميدي بيان هيئة علماء ( نشر في وقت سابق ) ثم توالت أسئلة الصحفيين على النحو التالي :
بلال الحدي قناة يسر الفضائية : هل ترون أن مخرجات الحوار الوطني تلبي طموحات أبناء الشعب اليمني ؟
والسؤال الثاني : ما موقفكم من تهمة " دعم الإرهاب" التي وجهتها وزارة الخزانة الأمريكية لعضو مؤتمر الحوار الوطني الشيخ عبد الوهاب الحميقاني ؟
الشيخ الزنداني : بخصوص السؤال الأول فالبيان الصادر عن الهيئة جواب عليه أما موقف هيئة علماء اليمن من اتهام أحد أعضائها الشيخ عبد الوهاب الحميقاني في قوائم "داعمي الإرهاب" فهو شنشنة نعرفها من أخزم أمريكاء إذا ضاقت بقوي حجة ودقيق في بيان وكاشف لظلم وطغيان وقوي في بيان الحق ومعترض على سياستها فالطبخة جاهزة والتهمة جاهزة وهو في الحقيقة وسام شرف تأريخي لكل من يدانون من قبل هذه الدولة التي عرف التأريخ كله أنها ظالمة للشعب وتزن بموازين مختلفة وتكيل بمكاييل متعددة ولا تلتزم إلا بما تراه خادما لمصلحتها على حساب حرية الشعوب وحرية الإنسان التي يتشدقون بها .
محمد القاضي الجزيرة مباشر : هناك من يقول أنكم كهيئة علماء مشاركون في مؤتمر الحوار بحكم أن مدارسكم السلفية أو الإصلاحية مشاركون في الحوار وهم موقعون على هذه الوثيقة ؟!
الشيخ الزنداني : كيف نكون مشاركين في المؤتمر وهم رفضوا الاعتراف بالعلماء كمكون من مكونات الشعب اليمني فهم يقولون لا نعترف بكم وأنت تقول مشاركون ؟
الصحفي مقاطعا : عضو الهيئة الشيخ الحميقاني والشيخ العامري مثلا مشاركون
الشيخ الزنداني : يا أخي هؤلاء لم يدخلو باسم الهيئة ولا باسم العلماء وإنما دخلوا باسم أحزاب .
الصحفي محمد القاضي : هذه المخاوف هي توجسات وليست مخاوف كاملة لأن الوثيقة وثيقة حل القضية الجنوبية هي جزء من كل ثم هناك من يتساءل ويقول : هذا المؤتمر أو هذا الموقف المعلن منكم هو بالأساس سيفرق المفرق الذي كاد أن يجتمع فهناك مطالب بفك الارتباط وهناك هبات شعبية وهناك من يتساءل عن موقف العلماء عن أحداث وزارة الدفاع ؟
أما الجواب على سؤالك فهو : اقرأ بيان هيئة علماء اليمن وستجد فيها الجواب هذا بياننا وتلك أدلتنا اقرأها مرتين وثلاث وأربع وستجد أنها مدللة وستجد أن العلماء سكتوا من قبل كثيرا عن مؤتمر الحوار وكانوا يتوجسون بأن التوجه هو لإقصاء الدين ومصادرة حق الشعب في أن يختار ممثليه وحكامه فالشعب صاحب الحق الأول كنا نعرف أن المقدمات تؤدي إلى ذلك ولكننا انتظرنا حتى تمخض الجبل وأظهر الحقيقة فعرفنا أن هذا لا يخدم مصالح اليمن وإنما يخدم مصالح دول طامعة في أرضه ولا تصل إلا بأهداف شعبنا إلا بتفتيت شعبنا إلى دويلات صغيرة عاجزة عن أن تدفع عن نفسها أي غزو أجنبي وعاجزة عن أن تستغني بمواردها عن أي حصار أجنبي وأما ما حدث بوزارة الدفاع فقد كنا من أول من أستنكر ذلك وأعلن ذلك وبيناه .
محمد القاضي : لم توضحوا بشكل مؤتمر صحفي ؟
الشيخ الزنداني ليس كل شيء نعمل له مؤتمر صحفي لو عملنا مؤتمر صحفي لكل حدث لما جئت أنت أو غيرك بعد ثلاث مرات .
حبيب الضبياني صحيفة إيلاف : هل هناك إجراءات بعد هذا البيان خاصة أن لكم باع في الحشود الشعبية كما نعرف ؟
الشيخ الزنداني : إقرأ البيان وستجد الجواب .
بخصوص الحشود الشعبية ؟
نحن لا نصادر حق الشعب فكلنا نطلب من الشعب أن يعبر عن رأيه وأن يعبر عن حرصه على دينه ووحدة وطنه وحرصه على استقلال قراره وعدم فرض الهيمنة عليه وأن يعبر عن ذلك بكل طريقة مشروعة له وأن لا يكون من الساكتين وعبرنا عن ذلك بالنصيحة وبالأمر بالمعرف و النهي عن المنكر في ظل هذه الظروف الخطيرة التي لا نريدها تصل إلى درجات حادة ومشكلات جديدة وإنما يتوخى فيها ما أشار إليها البيان في آخرة .
الصحفي حبيب الضبياني : إذا لم تنفذ مطالبكم هل ستدعون إلى حشود شعبية ؟
الشيخ الزنداني : يقول العلماء إن الفتوى تختلف زمانا ومكانا وشخصا فلكل حالة ولكل حادث حديث كما يقول السياسيون .
الصحفي أمجد خشافة الرشاد برس : قضية المادة الثالثة من الدستور فبعد أيام قلائل سيتم القضاء فيها واللجنة عدلت فيها بأن الشريعة الإسلامية مصدر التشريعات والاجتهاد يحق للبرلمان والمصادر التشريعية ما موقفكم ؟
نحن بينا هذا الموقف بكل وضوح لعدد كبير من الجهات قبل أن يبتوا فيها وحذرنا وقلنا نحن لدينا دستور وإلغاء هذا الدستور هو انقلاب نحن لدينا دولة ولدينا أجهزة ومؤسسات لهذه الدولة وتغيير هذا البناء في الدولة وتكويناته هذا هو الانقلاب وما هو الانقلاب سوى تغيير نظام الحكم ؟!!
ومن الذي أعطاهم الحق أن يغيروا الدستور بأكمله ؟!!
كان هناك مطالبة واستجاب الناس لها أن هناك بعض المواد نحتاج أن نضيفها في ضوء ما يتم من حوار ولكننا نقول وموقف العلماء أن هناك دستور فلا يمكن تغييره كله ولا نسمي هذا التغيير انقلابا وتعديل الدستور تتم بالطريقة التي بيناها الدستور والدستور ليس فيه هذه المادة فقط التي تختص بالشريعة ونحن متمسكون بهذه المادة و بكل المواد التي تحض على الإسلام وتدعو للتمسك به وتبين مسئوليات الحكام أمام شعوبهم نحن متمسكون بكل هذه المواد الذين يطالبون بتغيير هذه المادة الثالثة إلى الصيغة التي أشرت إليها نقول لهم : ماذا تنقمون وما الذي تعترضون عليه قالوا : لا نريده مصدر جميع التشريعات ونقول لهم التشريع عبادة لله وحده والله يقول : ( ألا له الخلق والأمر ) ( إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ) فالحكم لله وحده لأنه هو الخالق والمالك وله المآب سبحانه وتع إلى ولذلك نحن نحذر من هذا الأمر والله سبحانه وتع إلى يحذر ويقول في كتابه العزيز : ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون * أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) فهذا فإقصاء الشريعة كمصدر لجميع التشريعات اتهام لله بالنقص وبالجهل والانتقاص من هذا باطل والأصل في الدستور هو هذا .
الصحفي أمجد خشافة : كثرت في الآونة الأخيرة قصف الطائرات الأمريكية بدون طيار على المدنيين ما موقف الهيئة من هذا القصف ؟
الشيخ الزنداني : هل تقبل أنت بأن تأتي الشرطة وتأخذك وتحكم عليك بالإعدام بدون أي محاكمة عادلة ونزيهة وهل تقبل بان يحدث هذا لغيرك؟!
ومهمة هذه القوانين والدساتير تأمين حياة الناس ففي الدستور لا يعاقب إنسان إلا إذا ثبت انه أرتكب جرما ويعاقب بعد محاكمة عادلة ولا تعاقب إلا المحكمة بجرم محدد وعقوبة محددة ولذلك يقولون لا جريمة إلا بنص شرعي أو قانوني ولا عقوبة إلا بعد محكمة عادلة والطائرة هذه عقدت المحكمة في الجو وإلا في الرؤى المنامية عملوا لهم محكمة في غرف العلميات حقهم ؟!!
لا يجوز للدولة نفسها أن تقصف بالطيران وأن تقتل خارج القانون لأن هذه فوضى ويصبح دمك مباح وعرضك مباح وكل شعوب العالم ترعى هذه الأصول وهذه الثوابت ولا تستطيع الدول التي تمارس هذا الأسلوب من القتل أن تمرس هذا بحق شعبها هذا لا يصلح للدولة نفسها أما بالنسبة للدولة الأجنبية التي تخترق أجوائنا وتقتل اليمنيين فهذا انتهاك للسيادة ومن يأذن لها مفرط في حفظه لسيادة البلادة والحمد لله مجلس النواب أصدر قرارا قويا بمنع هذا واعتباره جريمة واختراق لسيادة البلاد وكرامتها واختراق لحقوق المواطنين في هذه البلاد.
أمجد خشافة سؤال أخير : هناك الآن في حضرموت وبعض مناطق الجنوب ما موقفكم مما حدث في حضرموت وغيرها ؟
الشيخ الزنداني : قد أصدرنا بيانا في هذا نحيلك إليه .
الصحفي محمد العمراني : ما موقفكم مما حدث أمس بالضالع من قصف استهدف مخيم عزاء وراح ضحيته أكثر من 22 شهيدا بالإضافة للجرحى ؟
هذا يذكرني بقصيدة للأستاذ الزبيري يوم كنا في برط قال :
والموت من مدفع حر نقول له موت وإن أوهمونا أنه عرس
نقول إذا كان هذا من الجيش فهو عدوان على المواطنين وقتل خارج القانون واختراق للدستور وهو جريمة من الجرائم فكيف يقتل مجتمعين في عزاء ؟!!
وهذا يزيدهم مآتم فوق مأتمهم وهذا معناه أن هناك انفلات في القوات المسلحة وهذا خطر على الشعب من هذا الانفلات والمسئول الأول هو رئيس الدولة الذي أختاره الشعب والمسئولية على الحكومة وعلى مجلس النواب هذا أمر تدارسناه وتناقشنا فيه واستنكرناه وقلنا لابد أن يصدر بيان عاجل بهذا وقد جاءت هذه المناسبة لنوضح بياننا .
الصحفي محمد العمراني : سؤال أخير هل لديكم جهود عن فك الحصار عن دماج ؟
الشيخ الزنداني : نحن أصدرنا بيانا في ذلك وقلنا عن الواجب على الدولة أن تبسط سلطانها على كل أراضي اليمن وأن تقوم هي بحفظ الأمن وأن تكبح من يعتدي من المواطنين على غيره وإن تحاسب المعتدي فغن قصرت فهي آثمة وإن عجزت فان الوجوب يتسع ليشمل جميع القادرين من أبناء الشعب على منع هذه الجريمة وحصارهم في طعامهم وشرابهم وقتلهم وهذا من باب نصرة المظلوم وهو مبدأ عاما كما في الآية : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ) .
ريدان محمد عبد الله رئيس تحرير شبكة إن إن : ما موقفكم من القرار النهائي الذي أصدره رئيس الجمهورية بان التعديل على وثيقة بن عمر مستحيل ؟
الحقيقة أن قول رئيس الجمهورية أن تعديل وثيقة بن عمر مستحيل كلام بحاجة لمراجعة هل قاله بهذه العبارة لأنه إن قال بهذه العبارة فرئيس دولة يقول أنا لا أستطيع أن أغير كلام المندوب الأممي فهذا معناه إعلان أننا تحت الوصاية وهذا أمر كبير وإن كانت زلة لسان وإن شاء الله تكون كذلك فلابد من توضيح البيان لأنه عيب ولو قالها رئيس قسم شرطة للمناه وقلنا له : أنت في دولة لها قوانينها وسيادتها ومواثيق الأمم المتحدة تنص على أنه لا يجوز الاعتداء على سيادة البلدان بأي عذر كان وأنا أرجو أن تكون زلة لسان ونرجو منه أن يصدر بيانا يوضح الأمر هذا .
http://www.youtube.com/watch?v=YraXaHj-pTc