استمرت في عدة محافظات مصرية المظاهرات والمسيرات المنددة بالانقلاب العسكري، واعتقلت فتيات لمشاركتهن في مظاهرة، وصدرت أحكام بالسجن على 136 من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بتهمة التظاهر، في حين رفض القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي تعليمات بوقف إضرابه عن الطعام المستمر منذ تسعة أيام احتجاجا على سوء معاملته.
ففي حي المعادي بالقاهرة خرجت مسيرة لرافضي الانقلاب جابت شوارع الحي، وردد المتظاهرون فيها هتافات ضد العسكر وحكمهم، وانتهاكات قوات الأمن بحق المتظاهرين، وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين.
كما خرجت مظاهرة في المنصورة بمحافظة الدقهلية انطلقت من مسجد النور وجابت عددا من المناطق، ورددت هتافات تطالب بمحاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين، وتندد بالقمع المتواصل لطلاب الجامعات لا سيما في جامعة الأزهر.
أما في الفيوم، فقد نظم التحالف الوطني لدعم الشرعية مسيرة حاشدة في مركز إطسا انطلقت عقب صلاة العصر من أمام مسجد الدعوة مرورا بشوارع المدينة، ثم توجهت المسيرة إلى قرية دفنو المجاورة، وذلك تنديدا بحملات المداهمات والاعتقالات والاعتداء على طلاب الجامعات.
وفي سوهاج، نظم رافضو الانقلاب سلسلة بشرية على طريق قرية الشطورة بالمحافظة، وذلك رفضا لانتهاكات قوات الأمن للجامعات واعتدائها على الطلاب، خصوصا في جامعة الأزهر.
اعتقال فتيات
وقد اعتقلت قوات الأمن المركزي 11 فتاة بينهن ثلاث قاصرات في مدينة 6 أكتوبر أثناء فض مظاهرة مناهضة للانقلاب أمام مسجد الحصري.
وذكر ذوو إحدى الفتيات القاصرات أنه تم اعتقال ابنتهم تحت تهديد السلاح وأمام المارة، بحيث تم ربط أيديها بالأصفاد واقتيادها بعد الضرب إلى عربة الاعتقال.
وانتقد أهالي الفتيات حبس بناتهم مع مسجونين جنائيين وعدم التعامل معهن كقاصرات.
وقد أظهر مقطع فيديو نشر على الإنترنت قيام قوات الأمن المركزي بالاعتداء بالضرب على طالبات في جامعة الأزهر، وذلك قبل أن تعتقل عددا منهن أثناء محاولتها تفريق مظاهرة داخل الحرم الجامعي.
أحكام بالسجن
في غضون ذلك، عاقبت محكمة جنح باب الشعرية المنعقدة في أكاديمية الشرطة 136 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين المتهمين في أحداث اشتباكات ميدان رمسيس الأولى، بالحبس عامين مع الشغل ودفع كفالة خمسة آلاف جنيه، وأحالت طفلا لمحكمة الأحداث.
وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على متظاهرين مؤيدين لمرسي، ووجهت لهم اتهامات بارتكاب أعمال عنف وشغب بمنطقة "باب الشعرية" وسط القاهرة، على نحو تسبب في اندلاع اشتباكات عنيفة امتدت إلى ميدان رمسيس، بحسب التلفزيون المصري.
وفي سياق متصل، قال تحالف دعم الشرعية الرافض للانقلاب في مصر إن القيادي بجماعة الإخوان محمد البلتاجي المعتقل حاليا رفض تعليمات من إدارة السجن بوقف إضرابه عن الطعام الذي بدأ قبل تسعة أيام احتجاجا على سوء معاملته.
ونشر على صفحة البلتاجي على فيسبوك أنه أجاب على مبعوث إدارة السجن قائلا إنه لن يوقف إضرابه طالما استمرت ما وصفها بالممارسات غير العادلة من قبل الانقلابيين.
من ناحية أخرى، أعلن مصدر أمني إلقاء القبض على 79 شخصا ينتمون لجماعة الإخوان في ست محافظات اتهموا بالاعتداء على مراكز للشرطة والتحريض على العنف بمديريات الأمن والتظاهر دون تصريح.
وفي المنحى ذاته، قرر رئيس محكمة جنح الخانكة، التي تنظر في محاكمة أربعة ضباط متهمين بقتل عشرات من أنصار مرسي في سيارة ترحيلات سجن أبو زعبل، التنحي عن النظر في القضية وذلك لاستشعاره الحرج.
وتشير هذه القضية إلى الأحداث التي قتل فيها 38 معتقلا من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، يوم 18 أغسطس/آب الماضي جراء إلقاء قوات الشرطة القنابل المدمعة داخل سيارة الترحيلات المغلقة بإحكام.
وقالت وزارة الداخلية حينها إن عددا من المحتجزين حاولوا الهرب أثناء نقلهم من سيارة الترحيلات في سجن أبو زعبل، مما أدى إلى مقتل 38 محتجزا منهم، في حين قالت جماعة الإخوان وتحالف دعم الشرعية وحقوقيون إن المعتقلين تعرضوا للتعذيب والحرق بهدف إخفاء الأدلة.