أرشيف محلي

مداخلة الإصلاح: إنجاز وثيقة بنعمر يمثل أرقى محتوى سياسي في تاريخ اليمن (النص)

اعتبرت مداخلة التجمع اليمني للإصلاح إن وثيقة المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر والتي سميت وثيقة الحلول للقضية الجنوبية، تمثل "أرقى محتوى سياسي في ‏تأريخ اليمن المعاصر شمالاً وجنوباً".

وقال الإصلاح في مداخلتها التي قدمها بمؤتمر الحوار في جلسة اليوم: ‏- نشعر اليوم من خلال هذه الوثيقة أن مؤتمر الحوار الوطني وضع اللبنة الأساسية التي بها ‏أكتمل بناء مخرجات مؤتمر الحوار الوطني..و نعتقد أن الانجاز الذي يتحقق اليوم يمثل أرقى ‏محتوى سياسي في تأريخ اليمن المعاصر شمالاً وجنوباً لتجسيد روح الشراكة الوطنية ‏والتوزيع العادل للثروة والسلطة وهو مالم يتم ولم تحتويه أي وثيقة سياسية بين الشمال ‏والجنوب..".‏

وفيما يلي النص:
مداخلة التجمع اليمني للإصلاح على تقرير فريق القضية الجنوبية
‏( وثيقة الحلول والضمانات )‏
الاخوة رئيس واعضاء هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل الاخوة اعضاء مؤتمر ‏الحوار الوطني الشامل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أسمحوا لي أصالة عن نفسي ونيابة عن اخواني واخواتي في كتلة الاصلاح بمؤتمر ‏الحوار الوطني الشامل أن أتقدم لفخامة الأخ / رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار الوطني ‏وكذلك لفريق القضية الجنوبية بكل مكوناته السياسية والشبابية وفي مقدمتها الحراك السلمي ‏الجنوبي ممثلاً بالمؤتمر الوطني لشعب الجنوب على الجهود المضنية التي بذلوها طيلة فترة ‏مؤتمر الحوار لتحقيق التوافق للخروج بهذا التقرير الذي تناول القضية الجنوبية بكل ابعادها ‏وكافة مراحلها وأستطاع أن يضع لها حلاً عادلاً.. كما أن الشكر موصول لكافة فرق مؤتمر ‏الحوار الوطني التي كانت مخرجاتها جميعاً تمثل معالجات حقيقية لصلب القضية الجنوبية ‏خصوصاً تلك المظالم ولاختلالات التي عانى منها أبناء الجنوب والتي بدون شك ستعيد ‏الاعتبار لا بناء الجنوب وستجسد كل معاني الشراكة الحقيقية والعدالة والمساواة ولعلا طلائع ‏تلك المعالجات التي بدأت تتجسد على الواقع بالمساواة في القبول في الكليات العسكرية ‏والامنية ومعالجة أوضاع المسرحين والمتقاعدين العسكريين والامنيين قسراً وغير ذلك.‏
‏- إن مما ينبغي التأكيد عليه انه لولا تضحيات الحراك السلمي الجنوبي المبارك والثورة ‏الشبابية الشعبية السلمية التي قدم فيها الجنوب عموماً وعدن خصوصاً اول شهدائها الابرار ‏الشهيد محمد علي شاعن في 16 فبراير 2011 م في مدينة المنصورة لما تحقق هذا الانتصار ‏للقضية الجنوبية حقوقياً وسياسياَ وذلك من خلال هذا التوافق بين كل المكونات على وثيقة ‏الحلول والضمانات والبيان الرئاسي المكمل لها.‏

‏- نشعر اليوم من خلال هذه الوثيقة أن مؤتمر الحوار الوطني وضع اللبنة الأساسية التي بها ‏أكتمل بناء مخرجات مؤتمر الحوار الوطني..و نعتقد أن الانجاز الذي يتحقق اليوم يمثل أرقى ‏محتوى سياسي في تأريخ اليمن المعاصر شمالاً وجنوباً لتجسيد روح الشراكة الوطنية ‏والتوزيع العادل للثروة والسلطة وهو مالم يتم ولم تحتويه أي وثيقة سياسية بين الشمال ‏والجنوب.. وبذلك يكون الشعب اليمني قد مكن من صناعة حاضره ومستقبله من خلال ‏مضامين ومبادئ لصياغة الدستور جديد الذي يؤسس لدولة اتحادية مدنية قائمة على الشراكة ‏والثقة المتبادلة مجسداً الانتماء لليمن وشعبه العظيم ومعززاً للوحدة المباركة.‏
‏- إننا نؤكد على ضرورة حفظ كافة الحقوق لكل ابناء شعبنا وفي مقدمتها الحقوق السياسية ‏والاجتماعية واعطاء عدن وضعاً يليق بمكانتها الاقتصادية والتجارية.‏
‏- لقد تضمنت مخرجات فرق مؤتمر الحوار الوطني الاخرى معالجات لكثير من المظالم ‏والاختلالات والتشوهات , التي وقعت في المحافظات الجنوبية وعانى منها ابناء الجنوب عامة ‏‏, وإن هذه المخرجات قد اعادت الاعتبار للجنوب وجسدت الشراكة والعدالة والمساواة.‏
‏- إن هذه الوثيقة بما احتوته من افكار ووسائل ومعالجات و في مقدمة ذلك التأسيس للانتقال ‏من المركزية إلى اللامركزية بما في ذلك متطلبات بناء الدولة الاتحادية والتأكيد على وضع ‏جدول زمني لمعالجة جميع مظالم الماضي كل الماضي وما انتجته كافة الصراعات في ‏المحافظات الجنوبية خلال فترة الانتقال إلى الدولة اليمنية الاتحادية وعلى وجه الخصوص ‏النقاط العشرين والنقاط الاحدى عشر واعادة الملكيات المصادرة والمنهوبة وتعويض ‏المتضررين التعويض العادل وذلك من خلال التأكيد على سعي والتزام جميع المكونات ‏السياسية والجماهيرية المنضوية في الحوار الوطني على تنفيذ هذه المطالب نحو بناء يمن ‏جديد خالي من هذه المظالم وتوفير الدعم اللازم لجبر الضرر وضمان تنفيذ ذلك من خلال ‏مبادئ العدالة الانتقالية ومن دون تمييز للتأسيس لمستقبل يتجاوز مظالم الماضي ويحقق ‏المصالحة الوطنية.‏
‏- وان من ضمانات عدم العودة إلى الماضي ان يضمَن في دستور الدولة الاتحادية ان تكون ‏ادارة وتنمية الموارد الطبيعية ومنها النفط والغاز , ومنح عقود الاستكشاف والتطوير من ‏مسئوليات السلطات في الولايات المنتجة بالتشارك مع السلطات في الاقليم والسلطة الاتحادية.‏
‏- وأن يمثل الجنوب بنسبة 50 % في كافة الهياكل القيادية في الهيئات التنفيذية والتشريعية ‏والقضائية بما فيها الجيش والامن والمساواة في الكليات العسكرية والامنية وكذلك يمثل ‏الجنوب بنسبة 50% في عضوية مجلس النواب الاتحادي.‏
وأي اجراءات للتعديل في الدستور فيما يخص الجنوب أو يغير شكل الدولة لا يعتمد الا عبر ‏ضمان وموافقة اغلبية ممثلي الجنوب في مجلس النواب الاتحادي.‏

أيها الاخوة والاخوات
‏- إننا اليوم نقف في لحظة فارقة في التأريخ اليمني السياسي.. وهي محطة هامة من ‏محطات النضال الوطني.. نقف جميعاً لنرسي دعائم الحق ولإنصاف.. نؤسس لمرحلة جديدة ‏عنوانها الشراكة والبناء والنماء.. كما اننا امام اختبار حقيقي لمصداقيتنا على تجاوز العقبات ‏التي تقف في طريقنا جميعاً لطي ملفات الماضي ومعالجة كل السلبيات التي رافقت مسيرتنا.. ‏نقف لنعلن قطيعة كاملة مع الآم وماسي الماضي.. نجعل من الانسان في إنصافه وإسعاده ‏وتنميته هدف نضالنا وجهدنا.. لقد ان الاوان أن ينعم شعبنا في الجنوب والشمال بالاستقرار ‏والرخاء.‏
‏- ومن هذا المنطلق ولما ذكر سابقاً فإننا في التجمع اليمني للإصلاح نعلن بكل وضوح ‏تأييدنا لهذه الوثيقة والبيان الرئاسي وندعو كافة القوى السياسية والمكونات المجتمعية والشباب ‏في الساحة الوطنية عموما وفي الساحة الجنوبية على وجه الخصوص إلى الالتفاف حولها ‏وبذل الجهود لإنجاحها سيراً نحو بناء جنوب جديد في إطار يمن موحد.. يمن الحرية والعدالة ‏والمواطنة المتساوية.. يمن الدولة المدنية الحديثة يمن الوحدة والوئام والسلام.‏
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

زر الذهاب إلى الأعلى