نظم المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات" مساء اليوم أمسية فكرية بعنوان" شواهد التكامل بين اليمن ومصر في نهضة الأمة العربية عبر التاريخ" بمشاركة نخبة من الإكاديميين والباحثين والمهتمين .
وفي الأمسية التي حضرها السفير الليبي بصنعاء رمضان فرج بازامه، والمستشار الثقافي بالسفارة المصرية بصنعاء الدكتور مصطفى الشيخ، وعدد من الدبلوماسيين قدم المؤرخ اليمني علي جار الله الذيب لمحة موجزة عن شواهد التكامل بين اليمن ومصر في نهضة الأمة العربية والتعاون التاريخي بين الحضارتين السبئية والفرعونية منذ قبل الإسلام وحتى الوقت الراهن.
وتطرق إلى أقدم الشواهد التي تشير إلى تواصل البلدين الشقيقين منذ الآف السنين حيث كان الإمبراطور المصري تحتمس الثالث يتلقى الهدايا من التجار السبئيين، وكان التجار اليمنيون المصدرين الرئيسيين للبخور إلى المعابد المصرية القديمة.
وأشار إلى دور القبائل اليمنية في الفتح الإسلامي لمصر وتحريرها من الرومان، بقيادة عمرو بن العاص، وتأسيس عاصمة اسلامية لمصر هي الفسطاط والتي تحمل أحيائها القديمة أسماء يمنية هي شاهدة للعيان حتى الوقت الحاضر والمتمثلة في أحياء" حضرموت، المهرة، وخولان، مذحج، حمير، يحصب، لخم، جذام، غافق" وغيرها من الاحياء التي تحمل اسماء قبائل يمنية شهيرة شاركت في تحرير مصر ودخولها الإسلام.
كما لفت إلى دور القبائل اليمنية في الفتوحات الإسلامية للقاهرة ووصولها إلى الضفة الأخرى بالجيزة، التي اجتازتها قبائل همدان وسكنت غرب النيل مقابل الفسطاط والتي تدل شوارعها على عمق العلاقات التاريخية المتجذرة والمتمثلة " بشارع مراد، و إبن أرحب، وشارع همدان المتواجد بالقرب من ميدان الجيزة، وشارع يافع إبن زيد ، وأبن جشم أمام بوابة حديقة الحيوان الشهيرة".
كما تناول المؤرخ الذيب تاريخ توحد اليمن ومصر في عهد الأسرة الأيوبية، ومواجهة الخطر الصليبي على الأمة ومقدساتها، ومواجهة التتار في عهد الخلافة الرسولية ومعركة عين جالوت سنة 656 هجرية، إضافة إلى تحالف اليمن ومصر لمواجهة الخطر البرتغالي والصفوفي وتوحدهما في عهد الخلافة العثمانية في عهد السلطان سليم الأول .
وفي العصر الحديث أشار المؤرخ الذيب إلى دور جمال عبد الناصر في مساندة حركات التحرر العربية ومنها مساندة ثورة 26 من سبتمبر 1962 في اليمن .
إلى ذلك عقب السفير الليبي بمداخلة أشار فيها إلى دور اليمن والقبائل اليمنية منذ القدم في مساندة حركات التحرر في العالم العربي.. منوهاً بأن اليمنيين تجمعهم أواصر القربى مع مختلف الشعوب العربية .. وقال : اليمن وليبيا تجمعهم اواصر القربى وروابط التاريخ منذ القدم والأمازيغ الذين هم السكان الأصليين لدولة ليبيا يرجع أصولهم إلى قبائل حمير اليمنية .
فيما أشار المستشار الثقافي للسفارة المصرية بصنعاء إلى أهمية هذه الورقة البحثية التي أبرزت الشواهد التاريخية التكاملية بين اليمن ومصر عبر التاريخ، وخصوصاً شواهد الآثار الفرعونية القديمة التي أكدت عمق هذه العلاقة .. مؤكداً أن العلاقات اليمنية- المصرية في تقدم وازدهار وستقوم مصر خلال الفترة القادمة بتأهيل الكادر اليمني في مجال الآثار وتقديم الخبرات المصرية في مجال ترميم المومياء وطرق حفظها .