استقبل الرئيس عبد ربه منصور هادي وفي اطار لقاءاته بشخصيات على علاقة بالأقاليم في اليمن عدد من أعضاء مؤتمر الحوار والشخصيات والفعاليات الثقافية والاجتماعية من أبناء محافظتي تعز واب .
وفي مستهل اللقاء رحب الرئيس بهم جميعا .. مبديا ارتياحه للنتائج الطيبة والرائعة والروح المعنوية العالية التي يتمتع بها الجميع في ظل انجاز وطني تاريخي سيكون له بعدا استراتيجيا من مختلف مناحي الحياة وبما يلبي طموحات الشباب والجماهير العريضة التي انتظرت طويلا مخرجات الحوار الوطني الشامل.
وأشاد الرئيس بالروح الوطنية العالية لأبناء محافظات تعز واب في مختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية منذ قيام الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر وحتى المشاركة في معالجة الازمة الطاحنة التي نشبت مطلع العام 2011 .
ونوه رئيس الجمهورية بالمآثر والتضحيات التي قدمت من قبل أبناء محافظتي تعز واب في سبيل الانتصار للوطن والثورة وحتى نجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل .
واكد ان تلك المشاركة الفعالة قد أسهمت اسهاما رائعا في اخراج اليمن إلى بر الأمان.
وقال الرئيس عبد ربه منصور هادي "اهنئكم جميعاً من القلب إلى القلب بما تحقق لنا جميعا من اقصى اليمن جنوبا إلى أقصاه شمالا ومن أقصاه غربا إلى أقصاه شرقا .
وأضاف " لقد تم تجاوز كافة التحديات التي كانت تعبث بالأمن والاستقرار وتحاول ان تنال من إرادة الشعب وكسر طموحاته وآماله وخلق الاحباطات من خلال افعالها الاجرامية بكل صورها ومراميها" .
واشار إلى ان هناك أيضا قوى لم يكن يروق لها ان يخرج اليمن من ازمته فقط بل واسهمت في خلق الأعباء والمشاكل من خلال التخريب المتعمد لمقدرات الوطن الاقتصادية على الرغم من تدنيها وضآلتها" .
وشدد على ان من دأبوا على الفوضى وعدم التقيد بالانظمة والقوانين لا يريدون قانون ولا نظام .. منوها بانه ومنذ قيام الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر واليمن يعاني من دوامة الازمات والاقتتال والمنعطفات سواء قبل الوحدة أو بعدها .
وأكد بالقول " لكننا اليوم نؤكد للجميع ان صفحة جديدة قد بدأت في تاريخ اليمن الحديث وطي صفحة الماضي إلى الأبد والعمل على المواكبة العصرية والحداثة بكل صورها وجوانبها ".
ولفت إلى ان العالم يتطور بصورة مضطردة ونحن هنا نستجر الماضي بكل الآمه وماسيه ولذلك لا بد من الانطلاق صوب المستقبل المشرق وتجاوز كافة اشكال التحديات والابتعاد عن المكايدات والمناكفات .
ونوه بأن الناس كانت تعقد آمالا كبيرة عند قيام الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو عام 90 من القرن الماضي إلا ان الحسابات الخاطئة والتذاكي كل كيفما يرى وعدم الجدية والإخلاص في تبني خط التنمية والتطور كان سببا في خلق تداعيات جديدة واحباطات ومكايدات ساقت الأمور إلى احداث حرب صيف 94 وتراكمت الازمات بعد هذه الاحداث واحدة بعد واحدة وتوسعت رقعة المشاكل وتذمرت الناس هنا وهناك وجرى ما جرى من احداث حتى ازمة 2011 التي كانت الاسواء ونتاج لتراكمات ماساوية على مختلف المستويات والصعد.
واستعرض الأخ الرئيس مجريات الاحداث والاتصالات التي تمت خلال الازمة والأجواء المشحونة بالتشنجات والمتارس المنتشرة في كل الشوارع والانقسامات التي لم يشهد التاريخ اليمني المعاصر لها مثيلا نتيجة تلك التناقضات والتراكمات.
وكشف الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي عن الاتصالات التي جرت مع البيت الأبيض الأمريكي وزعماء الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن وكذلك الاتصال بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية الذي كان لمبادراته ومساعداته اثر بالغ جدا خصوصا فيما يتعلق بالمشتقات النفطية حيث كانت في اوج الازمة منقطعة وغير متوفرة وكانت معاناة الناس في المستشفيات ومختلف الخدمات الأساسية معاناة شديدة للغاية.
وسجل الأخ الرئيس في هذا المنحى تقديره البالغ لخادم الحرمين الشريفين.
وقال الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي لعل الجميع يعرف بان أبواب الحوارات كانت مفتوحة على مصراعيها وبدأت في 2008 على مستوى مائة في مائة ثم خمسين في خمسين ثم تصغرت 15 في 15 وفي اخر المطاف كانت رباعية وفي كل حالة لها مخاضاتها ومالاتها وحصل ما حصل بعد ذلك من تجاوزات للقانون والنظام وظهر قطاع طرق والفوضويون هنا وهناك وعلى مختلف المستويات وبما خلق أجواء فوضوية لم يعد الامن قادرا على السيطرة في بعض المناطق .
واكد الأخ الرئيس ان التاريخ لن يرحم المتهاونين أو المتخاذلين"
وقال " نحن اليوم نحتفل بحدث استراتيجي وتاريخي بارز سيشكل علامة فارقة في مستقبل اليمن وتطوره ونهوضه وعلى أساس الدولة الاتحادية التي ترتكز على المشاركة الواسعة في المسئولية والثروة والسلطة والعدالة والمساواة وفقا لمتطلبات الحكم الرشيد بعد تخطي مخاطر الظروف الاستثنائية وتحقيق النجاحات المطلوبة.
وشدد الرئيس على ان المبادرة الخليجية واليتها التنفيذيه المزمنة ومجلس الامن الدولي الذي تبنى تنفيذها بتأييد دولي واقليمي كانت ترتكز على الحفاظ على امن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة اراضية وكان ذلك كل ما يهمني.
واكد رئيس الجمهورية انه لن يسمح بأي تقسيم أو تشطير لليمن ما دام على كرسي السلطة وهناك أسس دستورية وأنظمة وقوانين محلية ودولية وقبل هذا وذاك النظام الاتحادي هو أضمن للوحدة بكل معنى الكلمة .
ودعا الرئيس إلى التوعية الشاملة بمخرجات الحوار و المنجز الوطني العظيم بكل مواصفاته الحداثية. وقال: ستتاح الفرصة لليد العاملة المشاركة في كافة مستويات المسئولية والسلطة وستتاح فرص التنمية ، لأن الأقاليم ستكون ذات أنظمة إدارية مستقلة وبصورة شفافة وعادلة تضمن الانصاف وستكون هذه المنظومة الجديدة ذات طابع حديث تتجاوز إشكاليات الصراع الدائم على المناصب والكراسي وبحيث سيكون هناك شبه حكومات مصغرة لكل إقليم تراقب عن كثب قضايا التطور والتنمية والاقتصاد والامن ومكافحة الثار والجريمة والإرهاب .
وكان قد تقدم الاخوة الحضور ببيان طلب اشهار إقليم الجند كما قدموا إلى الرئيس أيضا وثيقة اعلان إقليم الجند ممهورة بتوقيع العديد من أعضاء الحوار والشخصيات الاجتماعية والثقافية تم تسليمها كمطلب لابناء تعز واب إلى الأخ الرئيس .