قال الرئيس عبدربه منصور هادي إن النظام الاتحادي وتحويل اليمن من دولة موحدة إلى دولة اتحادية فيدرالية سيصون الوحدة، وقال إنه لن يكون هناك أي مساس للوحدة في فترة رئاسته.
جاء ذلك في الاجتماع الأول برئاسته للجنة تحديد الأقاليم وذلك بغرض البدء في التنفيذ العملي لمهام اللجنة. حيث تقرر ان يكون هناك نائبان لرئيس اللجنة هما الدكتور عبدالكريم علي الارياني وخالد أبو بكر باراس.
وأكد الرئيس ان "هذا اللقاء يمثل أولى مهام تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل كخطوات عملية نحو الترجمة الفعلية لمخرجات الحوار، مشيرا إلى أن النظام الاتحادي هو النظام الحديث على مستوى العالم ومعظم الدول من أجل ضبط العملية الإدارية والتنموية والاقتصادية والعمل عن قرب بعيدا عن المركزية وذلك بغرض المشاركة في المسئولية والثروة والسلطة".
وقال الرئيس "هذا النظام هو الأفضل والأنسب للحفاظ على الوحدة اليمنية، وستكون الوحدة مصانة في هذا النظام ولن يكون هناك أي مساس للوحدة طالما وأنا على كرسي الرئاسة".
وأشار إلى ان "الذين يتحدثون عن التمزيق انما يتهربون من المسئولية الوطنية بصورة صادقة بل ويصدرون الاشاعات الكاذبة من اجل الحفاظ على هيمنتهم ومصالحهم الشخصية واستحواذاتهم على أكبر قدر من المصالح الخاصة كما جرت العادة".
واعتبر الرئيس ان "المركزية كان لها أسباب كارثية على مصالح الناس ومسار التنمية والاستثمار.. وقال "اليوم نحن نختط نظاما حديثا بالاستفادة من تجارب الاخرين واتخاذ الطرق العلمية الحديثة لمواكبة العصر الجديد عصر القرن الواحد والعشرين".
وأضاف "على سبيل المثال فمحافظتي إب وتعز لديها ما يزيد على سبعين ألف موظف ومدرس، وهنا تساؤل في كيفية إدارة هذا الكم من البشر من قبل المركز، هذا بالإضافة إلى الكثير من التدهور الإداري والتنموي ونحن اليوم بعد مضي أكثر من نصف قرن على الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر لم نستطع ان نوفر الاحتياجات الأساسية من البنى التحتية وفي مقدمتها الكهرباء والصحة العامة والطرقات والتربية والتعليم والمياه وهذه الاحتياجات مرتبطة بحياة الإنسان ومعيشته كما وان اليمن ظل ينتقل من مشكلة إلى أخرى في المسائل الأمنية والقضائية والإدارية".
واستطرد قائلا "الدولة الاتحادية تستطيع تقديم الحلول بصورة سريعة وعن قرب نظرا لوجود الصلاحيات الكاملة والإدارة القريبة والمعرفة الاكيدة بأحوال المنطقة باعتبارها متجانسة وقريبة من بعضها".
وشدد الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية على أهمية دور الاعلام سواء القنوات الفضائية أو الصحافة المقروءة أو المنظورة والعمل الجاد من اجل إيضاح الصورة الحقيقية للجماهير ودعم مخرجات الحوار بكل صوره واشكاله.
وأكد ان "على اللجنة الاستعانة بالخبرات التي تراها من أجل الاستفادة من التجارب في الدول ذات النظام الاتحادي، مشيرا إلى أن اللجنة ستكون ذات اختصاص وطني لا تمثل حزبا او جماعة أو فئة".
وتطرق الرئيس إلى "أهمية تجاوز الجميع مفاهيم الجهوية والقبلية والمذهبية والطائفية باعتبار ان تلك المفاهيم هدامة وسيذوب جميع المفاهيم الخاطئة في النظام الاتحادي حيث ستسن قوانين تتوائم مع الإقليم وتتصل بالمعطيات الوطنية التي تبني ولا تهدم وبما يسهم مباشرة في استقرار وامن ووحدة اليمن وسلامة أراضيه".
وقال رئيس الجمهورية "كم كان الناس يشكون المركزية وعدم العدالة في توزيع المشاريع والثروة والسلطة واليوم نحن على أبواب النظام الحديث الاتحادي الذي يشارك فيه الجميع في المسئولية والثروة والسلطة دون استحواذ أو اقصاء من اقصى الشمال إلى اقصى الجنوب ومن اقصى الشرق إلى اقصى الغرب، وعلى الجميع تغليب المصلحة الوطنية العليا بدلا من استمرار الصراعات على المناصب والكراسي وإتاحة الفرصة واسعة للجميع من لم يكن في المركز يمكن ان يكون في الإقليم".