arpo27

القربي: الأقاليم معالجة سياسية ولا مصلحة للسعودية في تقسيم اليمن

أكد وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي أن إن مسؤولية دول الخليج تزداد تجاه ‏اليمن بعد إقرار وثيقة تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم، وقال إنها معالجة سياسية للأوضاع في ‏الجنوب وصعدة. ‏

ورفض القربي الاتهامات التي وجهها الحوثيون إلى السعودية واعتبروها المستفيدة الأولى ‏وقال: «لا أعتقد بأن السعودية هي المستفيدة، وإنما التقسيم اختارته اللجنة برئاسة الرئيس ‏لمصلحة اليمنيين، والمملكة متمسكة باستقرار اليمن ووحدته».‏

وأكد القربي في حوار مع «الحياة» اللندنية أمس الأول أن «النظام الاتحادي الجديد سيمكن ‏اليمنيين من تجاوز الصراعات السابقة التي تعصف في صعدة أو المحافظات الجنوبية من ‏خلال الدعوة إلى الانفصال»، داعياً إلى «ألا ينشغل اليمنيون بالسياسة، وأن يوجهوا طاقاتهم ‏لبناء دولتهم وطي صفحة الماضي».‏

وهنا نص الحوار:‏
‏> كيف ترون إعلان تقسيم اليمن إلى أقاليم، وما مدى بسط الأمن والاستقرار بعد هذا ‏التحول؟
‏- التقسيم إلى أقاليم جاء نتيجة مؤتمر الحوار الوطني، بعد الاتفاق على أن يكون اليمن دولة ‏اتحادية، وتم تفويض الأخ رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة وضعت خريطة جديدة لليمن من ‏ستة أقاليم، والهدف من الدولة الاتحادية أن تمكن اليمنيين من المشاركة في الحكم بإدارة ‏أمورهم في الأقاليم، وتحقيق توزيع عادل للثروة.‏
وأهم من ذلك أن النظام الاتحادي سيمكن اليمنيين من تجاوز الصراعات السابقة التي تعصف ‏في صعدة أو المحافظات الجنوبية من خلال الدعوة إلى الانفصال، وهي معالجة سياسية ‏للأوضاع.‏

‏> هل كان التقسيم باتفاق جميع الأطراف، خصوصاً أن ممثل الحوثيين أعلن تحفظه؟
‏- في كل الأمور لا يمكن أن نرضي كل الأطراف، ولكن في النهاية على الأطراف أن تلتزم ‏بكل ما تم الاتفاق عليه في مخرجات الحوار الوطني، ولتفويض الرئيس بهذه الأمور، ‏والمعالجة بالطبع ستأخذ أعواماً وليست أياماً كما يتصورها بعضهم مع إمكان التعديل إذا ‏استدعى ذلك مستقبلاً.‏

‏>إذاً التقسيم ليس محصناً نهائياً، وقد تجرى عليه تعديلات؟
‏-الموضوع محصن، واليمن أصبح اتحاداً من ستة أقاليم، وإن كانت هناك حاجة إلى إجراء ‏تعديلات جغرافية بين الأقاليم، فهي قضية سينظر فيها لاحقاً إذا كان هناك مبرر لذلك، وأتمنى ‏ألا يكون هناك ضرورة، والدساتير والقوانين ليست جامدة وإنما تعدل.‏

‏> متى يلمس اليمنيون الفوائد ؟
‏- صعب أن أحدد فترة زمنية لذلك، وأعتقد بأن تقسيم الأقاليم مرتبط بصياغة الدستور ‏والاستفتاء عليه والانتخابات المقبلة لرئيس الجمهورية والبرلمان، وبعدها سيبدأ وضع الآليات ‏لتشكيل الأقاليم، لأنها ستبني قدراتها ومؤسساتها وتوضع القوانين لها لتمارس سلطاتها، ‏وستعتمد على مدى تفاعل المواطنين والأجهزة التشريعية في البلاد، لكن الخطوات ستبدأ ‏مباشرة بعد إقرار الدستور.‏

‏> يطرح حالياً أن التقسيم أفرز أقاليم فقيرة وأخرى غنية، كيف تعلقون على ذلك؟
‏- لا أعتقد ذلك، لأننا لو نظرنا إلى الأقاليم وفي كل محافظة في اليمن نجد ثروة طبيعية ‏وبشرية، والعاملان موجودان في كل الأقاليم التي ستتشكل.‏

‏> الحوثيون يتهمون السعودية بأنها المستفيدة الأولى من التقسيم؟
‏- لا أعتقد بأن السعودية هي المستفيدة، وإنما التقسيم اختارته اللجنة المشكلة برئاسة الرئيس ‏لمصلحة اليمنيين، لوضعهم في الإطار الذي يكون فيه الامتزاج الحقيقي بين الأرض والبشر، ‏والمملكة يهمها في المقام الأول والأخير استقرار اليمن، وهي متمسكة بوحدته واستقراره، ولا ‏يمكن أن تنظر إلى هذه الأقاليم لأجل مصلحتها الخاصة، وإنما لمصلحة اليمنيين.‏

‏> ماذا عن الدعم الخليجي، وكذلك الدول التي لم تبدِ اهتماماً بالوضع الجديد في البلاد؟
‏- بكل تأكيد لا نريد التهاني، وإنما نريد الدعم الحقيقي لبناء البلاد ومؤسساتها القوية التي ‏تحقق التنمية والاستقرار في هذه الأقاليم، والدور الآن كبير على مجلس التعاون الخليجي، ‏وسيزداد ضخامة تجاه إخوتهم، كون مستقبلها ومستقبلهم مشتركاً، ولا نريد أن نتحمس ‏للتهاني، وإنما نكون متحمسين للدعم المطلوب في المرحلة المقبلة. واليمنيون اليوم متفائلون ‏بعد تشكيل الأقاليم ونتائج الحوار الوطني، ودعوتي لهم ألا ينشغلوا بالسياسة، وإنما أن يوجهوا ‏كل طاقاتهم إلى بناء دولتهم وطي صفحة الماضي.‏

Back to top button