إن مذابح الأمة ومآسيها في العصر الحديث تحتاج إلى مجلدات لإحصائها والحديث عنها وقد عرف الكثير منها القاصى والدانى، بل حتى أطفالنا قد ألفوها لكثرة تردادها على مسامعهم وأعينهم، ناهيك عن تلك التى لم نسمع عنها والتى حرص أعداؤنا أن يجعلوها في طى الكتمان من مقابر جماعية على سبيل المثال ولكن للتذكير سننوه بعضا من هذه المصائب والنكبات التى تحل بالمسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى.
هنا جمهورية أفريقيا الوسطى.. هنا مأساة إنسانية مرعبة تحدث للمسلمين من قتل وتمثيل بالجثث وقطع الرؤوس واغتصاب النساء وحرق المنازل والتهجير القسرى وسرقه ممتلكاتهم، هذا ما تعيشه "بانجى" الآن صراعات طائفية تنبأ بإبادة جماعية ضد المسلمين، ممارسات وانتهاكات فظيعة ترتكبها الميليشيات المسيحية المسلحة تدق ناقوس الخطر تحت حماية "القوات الفرنسية" التى تدخلت في البلاد مؤخرا بدعوى حماية المسيحيين الذى هم أكثرية بالبلاد حيث يمثلون نسبة 65% ويمثل المسلمون 25% فيما تمثل البقية وهم 10% ديانات أخرى.
وهذه الفواجع كان القتلى فيها بأعداد كبيرة الأمر لم يقتصر على القتل فحسب بل وصل إلى التمثيل والتنكيل بجثثهم في شوارع بانجى ,وارتكبت الميليشيات المسلحة الفظائع من أنواع القتل والتعذيب بما فيها القتل ذبحا حتى للأطفال "يكاد العقل أن لا يصدق بعض ما حدث لولا أن كثيرا منه موثق وبالصور", واغتصب في هذه المآسى الكثير من النساء وهدمت مساجد ودمرت القرى والمدن.
وأفاد تقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان " نافى بيلاى " بأن 12 مسلما أعدموا بدون محاكمة وأن مساجد تحرق على أيدى المسيحيين ظنا منهم باختباء أسلحة داخلها.
وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة "بان كى مون" نداءً شخصيا إلى شعب جمهورية أفريقيا الوسطى، مطالباً إياه بوقف "إراقة الدماء"، ودعا البيان الذى أصدره بان كى مون زعماء المسلمين والمسيحيين هناك إلى العمل "كرسل سلام".
وحذرت "منظمة الأمم المتحدة" من أن جمهورية أفريقيا الوسطى تواجه خطر الانزلاق نحو الإبادة الجماعية وقال مسئول بارز بالأمم المتحدة حسبما ذكر تليفزيون "بى بى سى" البريطانى إنه يتعين على المجتمع الدولى التدخل لوقف الجماعات المسلحة عن إثارة العنف بين المسلمين والمسيحيين.
واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، ميليشيا مسيحية بارتكاب عدد من "الفظائع" مؤخرا بحق مسلمين، شم إلى أفريقيا الوسطى، ووفقا لتقرير نشرته المنظمة الحقوقية الدولية في 34 صفحة، يستند إلى أسابيع من البحث الميدانى، شهدت مقاطعة "أوهام" تصاعدا في أعمال العنف من جانب ميليشيات مسيحية تدعى "مناهضو بالاكا".
وفى رواية ترصد إحدى تلك الهجمات التى شنتها المليشيا المسيحية، قالت امرأة مسلمة للمنظمة: "شرعوا في طعن زوجى بالسواطير في جانبه وظهره قبل أن يقوموا بذبحه".
وأضافت: "أمروا ابنى البالغ من العمر 13 عاما، أن يخرج من المنزل ويرقد على الأرض، ثم قاموا بطعنه مرتين بالسواطير وقتلوه"، وتابعت: "بعد أن قاموا بقتل زوجى وابنى، أضرموا النيران في منزلنا، ثم ألقوا جثة زوجى في النار إلى جانب جثة ابنى".