أكد رئيس المؤتمر الجنوبي الأول علي ناصر محمد على حل الفيدرالية من إقليمين في اليمن ودعا إلى مؤتمر وطني شامل للقوى الجنوبية وذلك للخروج برؤية سياسية ومرجعية توافقية.
وقال ناصر في كلمته التي ألقاها في اختتام فعاليات الهيئات التنفيذية للمؤتمر الجنوبي الأول في المكلا وحصل نشوان نيوز على نسخة منه، مواصلة الجهود مع علي سالم البيض وحسن أحمد باعوم وهي القيادات التي لم تشارك بلقاءات القاهرة.
وأضاف ناصر: لعل أبرز المحددات اليوم تكمن في أن الفراغ المعبر عنه بأكثر من حالة في صنعاء يريد أن يجتاح الجنوب وهذه نظرية معاكسة لسنن الطبيعة فهي محكومة بالفشل حتماً ويأتي ذلك في ظل ماتشهده الساحة اليمنية من تحولات ملحوظة في مراكز النفوذ ومستوياتها".
وقال: يكتسب اجتماعكم اليوم أهمية كبيرة ويأتي في مرحلة غاية في الأهمية ، وبقدر ما نحثكم على توخي المسؤولية وعظمتها في ظل هذه الظروف الاستثنائية ننصح كل قوى الحراك أن تنفتح على بعضها وتتخلى عن القوقعة التى اوصلتها إلى الأنا الذاتية المدمرة للذات أولا ثم العاجزة عن صيانة الأهداف النبيلة لشعبنا وايصاله إلى مرفأه الأمن من أجل بناء غد مستقر آمن ومزدهر".
وفيما يلي نشوان نيوز ينشر النص:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين محمد ابن عبدالله وعلى آله وصحبه افضل الصلاة وأتم التسليم.
الأخوة الأعزاء أعضاء اللجنة التنفيذية
الضيوف الكرام
تحية خالصة لكم ومن خلالكم لشعب حضرموت التاريخ والحضارة التى تحتضن عاصمتها المكلا الجميلة بدفء شواطئها كدفىء قلوب اهلها الطيبين اجتماعكم المبارك هذا متمنيين لكم النجاح والتوفيق والسداد من الله سبحانه وتعالى، واسمحوا لي أيضا ومن خلالكم أن أوجه تحية لجماهير شعبنا المناضلة والصامدة والمرابطة على الحق، والمنتصرة به إن شاء الله.
الأخوة الكرام...
لقد اظهر شعبنا بنضاله السلمي قضيته على كل المستويات المحلية والاقليمية والدولية، ونال بجدارة شرف المبادرة للنضال السلمي الحراكي فكانت طريقاً سلكته شعوبنا العربية في ثورات الربيع العربي حتى جاء دور انطلاقة ثورة الشباب التغييرية بتعز وصنعاء التي الهمت بقية محافظات الشمال.
إننا على ثقة بأن صمود الشباب في ثورة التغيير ستمكنهم من تحقيق اهدافهم، كما أن صمود الحراك الجنوبي السلمي الواعي سيمكن شعبنا في الجنوب من الانتصار لقضيته العادلة، ومع الأسف أنه جرى الالتفاف على هذه الانتفاضة المباركة في اليمن شمالاً وجنوباً من قبل بعض القوى المتنفذة عسكريا وقبلياً والتي تمثل امتداداً لنظام الحكم السابق فمن لاتدل عليه أسماؤه تدل عليه أفعاله ، وما يجري اليوم من ممارسات قمعية وملاحقات أمنية وعسكرة الحياة المدنية واستهداف المواطنيين الأمنين في الضالع الباسلة وعدن التاريخ والحضارة وبقية المحافظات الاخرى الا دليلاً واضحاً وصارخاً على همجية النظام وضرب مكتسبات الثورة التي انطلقت ضد الظلم الطغيان والفساد ، بل إن ما تتعرض له المؤسسات الإعلامية والصحفيون من انتهاكات وعدوان يعد ارتداداً إلى عهود ماضوية وانقلابا على الالتزامات المعلنة للداخل والخارج وآخر ذلك ماتعرضت له صحيفة عدن الغد من انتهاكات مزدوجة ونحن هنا نندد بهذه التصرفات الهوجاء وغير المسؤولة ونعلن تضامننا الكامل مع ناشرها الصحفي فتحي بن لزرق وطاقم الصحيفة والموقع وهو امتداد لما جرى لصحيفة الايام وناشريها الشرفاء، ونشد على أيادي حملة الأقلام لأن يستمروا في نضالهم السلمي بالكلمة الحرة والهادفة حتى تأتي واحة الديمقراطية التي ينشدونها لا تلك التي تتشدق بها السلطات والقوى المتنفذة وتمارس نقيضها على الواقع .
الاخوة الاعزاء..
لقد عقدنا المؤتمر الجنوبي الأول في نوفمبر من العام 2011م وحضره طيف من مختلف الانتماءات والتيارات جسد الوحدة الوطنية في المحافظات الجنوبية من الداخل والخارج، وخرج بقرارات هامة بشأن مستقبل شعبنا ووطننا وبحث في شكل الدولة واقترح الفيدرالية من اقليمين كحل منطقي لمشاكل اليمن شمالاً وجنوباً، ووجه دعوة صادقة لبقية القوى الجنوبية التي لم تشارك من اجل عقد مؤتمر وطني شامل للخروج برؤية سياسية ومرجعية سياسية توافقية وقد بذلنا منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم سلسلة من اللقاءات والاجتماعات في مصر ولبنان والامارات ولازلنا نواصل جهودنا حتى اليوم واخرها لقائنا في بيروت مع الأخ علي سالم البيض والأخ حسن باعوم ، وقبلها لقائي بالمسؤولين في لجنة إدارة الأزمات وقد التقينا مع الأخ صالح بن فريد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع ودعونا إلى لقاء عاجل في بيروت للقيادات الجنوبية ولم نستثن احداً منها من اجل التشاور بشأن عقد مؤتمر وطني شامل وجامع لكل الجنوبيين وسوف نواصل اتصالاتنا من اجل تحقيق هذا الهدف.
لقد أشرت في كلمتي لاجتماع الهيئات التنفيذية (القاهرة 18 يناير 2012) إلى ضرورة التعاطي الإيجابي مع التطورات المتسارعة وتحديد الاولويات وموقفنا الواضح منها ولئن حددنا التطورات وقتذاك بأنها كانت متمثلة في جملة محددات منها : الموقف من المبادرة الخليجية وآليات تنفيذها وحكومة الوفاق الوطني ، و الموقف من الانتخابات البرلمانية وانتخاب الرئيس ، فإننا نجد اليوم إرهاصات تلك المحددات، قد أفرزت جملة من التطورات التي لا يمكن مقاربة مستقبلها ومدى تأثيرها على القضية الجنوبية إلا باستقراء شديد وقراءة واعية مستفيدة من معطيات الراهن بمختلف تحولاته وكذلك أخطاء وعثرات الماضي ولعل أبرز المحددات اليوم تكمن في أن الفراغ المعبر عنه بأكثر من حالة في صنعاء يريد أن يجتاح الجنوب وهذه نظرية معاكسة لسنن الطبيعة فهي محكومة بالفشل حتماً ويأتي ذلك في ظل ماتشهده الساحة اليمنية من تحولات ملحوظة في مراكز النفوذ ومستوياتها وعليه فإننا معنيون اليوم أكثر من أي وقت مضى للانتقال من مرحلة الانفعالات إلى مرحلة الأفعال ، وأن تكون أفعالنا مدروسة وقادرة على استيعاب الموقف الراهن والمتغيرات في مراكز صنع القرار والتعاطي الايجابي والمنفتح سياسياً والذي يخدم القضية الجنوبية ويهيئ طريق الانتصار لها .
يكتسب اجتماعكم اليوم أهمية كبيرة ويأتي في مرحلة غاية في الأهمية ، وبقدر ما نحثكم على توخي المسؤولية وعظمتها في ظل هذه الظروف الاستثنائية ننصح كل قوى الحراك أن تنفتح على بعضها وتتخلى عن القوقعة التى اوصلتها إلى الأنا الذاتية المدمرة للذات أولا ثم العاجزة عن صيانة الأهداف النبيلة لشعبنا وايصاله إلى مرفأه الأمن من أجل بناء غد مستقر آمن ومزدهر.
إن الجنوب لكل أبنائه وسينتصر بهم وسيبنى مستقبله الآمن والمتطور بهم أيضاً، فمن يعيق وحدة مسارهم انما يعيق ويؤخر انتصار شعبنا لكنه لن يمنعه طويلا فسينتصر بخطى ثابته غير مرتعشة تؤسس كل خطوة للخطوة اللاحقة ليشاد البناء على قواعد متينة تقيه الهزات وتصدعات الزمن.
ايها الاخوة..
مرة اخرى نتمنى لاعمالكم النجاح والتوفيق ، وأن تكون من حضرموت التي تجتمعون فيها هبة للنصر تُسمع أرجاء الجنوب كله .. الجنوب الموحد والذي لا يقبل القسمة على أي رقم من أرقامهم التي تحاول عبثاً إنكار حقائق التاريخ والجغرافيا فتتحول أصفاراً لا قيمة لها .
النصر للشعب
والخلود للشهداء الابرار اللذين ضحوا من اجل مستقبل اجيالهم، نسال الله ان يتغمدهم بواسع رحمته ويلهم اهلهم وذويهم الصبر والسلوان
وندعو ا للجرحى والمعوقين الشفاء العاجل
والحرية للمعتقلين ..
و(قل اعملوا فسيرى الله اعمالكم ورسوله والمؤمنون) .. صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته