بعض المراقبين والدبلوماسيين يرون أن علاقة إخوان اليمن بدول الخليج غامضة، فيما يعتبر آخرون أن تلك العلاقة تراجعت وخصوصا بعد التجربة الفاشلة لنظرائهم في مصر.
كثير من الدبلوماسيين في صنعاء وكثير من الكتاب والسياسيين والمحللين يراقبون عن كثب علاقة حزب الإصلاح الإسلامي في اليمن بدول الخليج ويحاولون تفكيك وتحليل تلك العلاقة التي يرى بعضهم أنها غامضة إلى حد كبير، بيد أن مراقبين يرون أن علاقة الحزب بدول الخليج تراجعت عقب وصول الإخوان في مصر إلى السلطة ومن ثم سقوطهم، رغم أن غالبية شباب هذا الحزب لا يحبذون التجربة السياسية لإخوان مصر ويميلون كثيرا لحركة النهضة التونسية ورؤية زعيمها راشد الغنوشي، بل أنهم أيدوا فوز عبد المنعم أبو الفتوح بدلا من محمد مرسي في الانتخابات المصرية، ونظرتهم المنفتحة على الآخرين أعطتهم فرصة للانسجام مع الاشتراكيين والناصريين داخل تكتل المشترك بل وساعدتهم في بناء علاقات قوية مع عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية.
شبكة (إرم) حاولت مناقشة العلاقة بين حزب الإصلاح الإسلامي في اليمن (إخوان اليمن) وبين دول الخليج واستطلعت عددا من الآراء مع بعض المعنيين، والبداية كانت مع القيادي في حزب الرئيس السابق الكاتب سام الغباري الذي قال ل "إرم" في تصوري ليس ثمة ما يدعو للتخوف من انفراط هذه العلاقة، فمازالت السعودية تدعمهم في سوريا واليمن. ستظل مصلحة السعودية قائمة مذهبيا مع الإخوان في اليمن مهما كانت الظروف وهي التي دعت رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان) إلى التبرؤ من إخوانيته وذلك في رسالة تطمين للسعوديين الذين يستمرون في دعمهم لإخوان اليمن .
وربما أن إبعاد رجال الدين من قيادة الحزب وتسلم سياسيين لزمام الأمور فيه ساهم في تجنيب الحزب الانتقادات والانتكاسات التي كانت قد تعصف به.
من جانبه قال العديني نائب رئيس الدائرة الاعلامية في الحزب أن حزبه الاصلاح يرى أن الدولة اليمنية جزء من المجال الجيوسياسي للمحيط الذي يعيش فيه والذي يضم الخليج واليمن، وهو يحملها مسؤولية تنشيط علاقاتها الخارجية باتجاه دول الخليج وبما يمكنها من الانسجام في محيطها والتوائم معه، وأوضح"المهم التأكيد على ضرورة وجود رؤية استراتيجية عليا تضبط السلوك السياسي تجاه محيطه بالقدر الذي يحقق نجاحات ملموسة في تطابق الأداء السياسي مع الروابط التاريخية والتجاور الجغرافي مع دول الخليج وتفعيل هذه الروابط بما يحقق الاستقرار في المنطقة".
وطالب العديني الدولة اليمنية بالاستفادة من خبرة الماضي القريب في هذا الجانب" فكل السياسات الانكفائية أو العدائية التي اختارتها بعض الحكومات اليمنية في ظروف سابقة تجاه محيطها أفقدت اليمن فرص كبيرة وحالت دون تفعيل الشراكة في المنطقة، ويجب على الدولة أن تتصرف مع جيرانها وفقا لمصالح شعبها وبعيدا عن استقطابات المحاور الاقليمية أو الدولية التي قد تكون عاملا يضعف تواجدها في أهم الساحات الخارجية وهي ساحة الإقليم ومجلس التعاون الخليجي".
وأضاف نائب رئيس دائرة الإعلام في حزب الاصلاح أن حزبه يحرص على أن تكون علاقة اليمن بالخليج ممتازة لاعتبارات القرب الجغرافي وروابط التاريخ التي صنعت قدرا مشتركا بين الطرفين، وأي اهمال ينعكس على المنطقة".
إلى ذلك، قال محمد الضبياني عضو الدائرة السياسية في حزب الاصلاح لموقع إرم إن حزبه يرى في دول مجلس التعاون الخليجي وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية عمقا استراتيجيا وتاريخيا وأخويا بالنسبة لليمن واليمنيين" وأنها عنصر أساسي في تدعيم السلام والتنمية والاستقرار والشراكة بالاضافة إلى الدعم السخي والمساندة المستمرة في مختلف الجوانب سواء السياسية والتي تتمثل في المبادرة الخليجية والاقتصادية والامنية".
وأكد الضبياني أن الإصلاح يؤكد في أدبياته على تعميق أواصر العلاقة مع دول الخليج باعتبار اليمن بثروته البشرية وموقعه الاستراتيجي وعلاقته التاريخية والمصيرية بدول الخليج وتجانس شعوب المنطقة اليمن ودول الخليج وتناغمها في الكثير من التطلعات والطموحات والعيش المشترك وفق قاعدة الاحترام والأخوة والعروبية التي تتجذر في تاريخ يفخر بها الانسان اليمني والخليجي معا" ويؤكد حزب الاصلاح على ضرورة التلاحم الخليجي اليمني لمواجهة أي أخطار إذ يعتبر أمن واستقرار الخليج من أمن واستقرار اليمن