أرشيف محلي

رئيس الوزراء يفوز بميدالية مهاتما غاندي لجهوده في بناء الدولة المدنية

منحت مجموعة دول الـ77 والصين رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة، ميدالية مهاتما غاندي تقديرا لجهوده السلمية من اجل بناء الدولة المدنية الحديثة والمساهمة في تأسيس مثال للشراكة والحوار والديمقراطية والمواطنة المتساوية، وقيادته حكومة المرحلة الانتقالية في اليمن.

وفي هذا الإطار أقيم اليوم بصنعاء بحضور عدد من الوزراء والمسئولين حفل تكريم للأستاذ محمد سالم باسندوة بمناسبة اختياره ضمن الشخصيات العالمية المكرمة من مجموعة دول الـ77 والصين بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسها، حيث جرى خلال الحفل تسليمه الميدالية.

وفي الحفل ألقى رئيس الوزراء كلمة عبر في مستهلها عن اعتزازه بمنحه هذه الميدالية التي تحمل اسم شخصية عالمية اشتهرت بنبذ العنف، ونهجها الداعي إلى اللاعنف.. مؤكدا أن هذا التكريم هو تكريم لكل أعضاء حكومة الوفاق الوطني الذين عملوا بروح الفريق الواحد خلال فترة حرجة من تاريخ الوطن.

وقال " أقوم بالعمل مع أبنائي وإخواني أعضاء مجلس الوزراء وسعيد أننا استطعنا خلق جو من التآخي وأصبحنا نعمل كفريق واحد هدفه خدمة المصلحة العامة للوطن".

وأعرب الأخ باسندوة عن سعادته بتسلم هذه الجائزة .. مقدما التهنئة لكل الوزراء في حكومة الوفاق الوطني بهذه المناسبة.. مشيرا إلى إن إيمان الشخص بقضية ما يجعله يقدم كل ما لديه من أجلها مؤكدا أن تحمل حكومة الوفاق الوطني لمسئولياتها في ظل ظروف صعبة يعلمها الجميع ، جعلها محل تقدير واحترام الكثيرين على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية .

ولفت رئيس الوزراء إلى أهمية أن نضع جميعا مصلحة الوطن في الدرجة الأولى قبل كل مصلحة، فالوطن للجميع.. مشددا على أهمية أن ننبذ التعصب بكل أنواعه وكذلك الحقد والعداء فيما بيننا باعتبار أن ذلك هو الأساس السليم لبناء الوطن وتحقيق تطلعات أبنائه في التطور والازدهار.

وأكد أن الوطن سينتصر وان اليمن سائرة على الطريق الصحيح للخروج إلى بر الأمان.. مشيرا إلى أن معاناة الناس في ظل هذه الظروف هي محل إدراك وتفهم من الحكومة والتي تعمل بكل جهدها رغم الظروف المالية والاقتصادية الصعبة، على إيجاد الحلول لها.

وقال " اليمن مليئة بالثروات، ويجب ان لا يتملكنا اليأس، فإذا وحدنا إرادتنا وطريقنا سنصل إلى ما نطمح إليه في بناء يمن جديد آمن ومتطور ومستقر ومزدهر، وأؤكد لكم أن ثروات اليمن ستظهر، لكن على كل جيل أن يراعي احتياجات الجيل الذي بعده وذلك بترشيد عملية الاستغلال للموارد ".

وأكد رئيس الوزراء في سياق كلمته ، أن حزبه اليوم هو الوطن، وانه ينطلق في مهامه في خدمة الوطن من هذا المنطلق .. لافتا إلى من يقومون بالإعمال التخريبية التي تستهدف أنابيب نقل النفط وأبراج الكهرباء لا يمكن أن يكون لديهم ذرة انتماء إلى الوطن، وإلا لما اقترفوا مثل هذه الإعمال التي يتضرر منها الاقتصاد والملايين من أبناء الوطن.

وأعرب رئيس الوزراء في ختام كلمته عن شكره لمجموعة دول الـ77 والصين على هذا التكريم ، وتقديره لجهود رئيس دورتها الحالية.
وكان وزيرا الخارجية والتربية والتعليم قد تحدثا في الحفل التكريمي بكلمتين ، نوها فيهما بالأدوار الوطنية والنضالية المشهودة للأستاذ محمد سالم باسندوة في مسيرة النضال الوطني .. مشيرين إلى انه في الوقت الذي كان يلجأ فيه كثير من السياسيين إلى دول خارجية ، توجه الأستاذ باسندوة إلى شمال الوطن خلال فترة الستينات من القرن الماضي .

ولفتا إلى انه وامتدادا لثقافته الوطنية تمكن وبنجاح وحنكه من أن يقود مجلس الوزراء وان يجعل منه فريق واحد يعمل من اجل خدمة اليمن .. وأكدا انه بحكمته هو والأخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ، وحنكتهما سيقودان المرحلة الانتقالية إلى بر الأمان ..

وأوضح الوزيران ان هذا التقدير من قبل مجموعة دول الـ77 والصين هو تكريم لليمن كله وليس لشخص الأخ رئيس الوزراء .. وثمنا الدور الحيوي الذي تقوم به المجموعة تجاه مناصرة الشعوب الفقيرة وقضاياها العادلة ، رغم ان نشاطها واختصاصها هو اقتصادي بالدرجة الأساسية .

بدوره عبر المندوب الدائم لليمن لدى اليونسكو رئيس مجموعة دول الـ77 والصين السفير الدكتور أحمد الصياد، عن سعادته باختيار الأستاذ المناضل محمد سالم باسندوة ضمن الشخصيات المدنية التي كرمتها المجموعة المكونة من 136 دولة، بمناسبة احتفالاتها هذا العام بالذكرى الخمسين لتأسيسها.

ونوها بالأدوار المشهودة للمناضل محمد سالم باسندوة في تاريخ اليمن السياسي والنضالي وفخره الدائم بانتمائه الوطني، في الوقت الذي يتمترس فيه الكثير خلف الانتماءات القبلية والمناطقية والعشائرية.

وقال مخاطبا رئيس الوزراء " كنت مناضلا جسورا في مقاومة الاحتلال البريطاني ومواقفكم إبان تلك الحقبة التاريخية في غنى عن التعريف.. كنت وزيرا، كنت سفيرا، كنت على الدوام جنديا في خدمة هذا البلد تبحث على الدوام عن انجح السبل من اجل تقدمه وتطوره وانجاز وحدته".

وأضاف " لكن ما يميزك أيضا خلال هذه الفترة الهامة أن صوتك ظل مجلجلا ومواقفك لا تساوم عندما ترى خطأ في التوجه أو سوء في الممارسة أو تعسف وقمع في استخدام السلطة.. قلت لا وألف لا في أكثر من موقف، وعبر أكثر من محطة الأمر الذي سبب لك ولأسرتك الكريمة الكثير من المتاعب والمخاطر".

وتابع قائلا " وأنت اليوم على رأس حكومة الوفاق الوطني، في الوقت الذي يجتهد الكثير في حصر عدد من يحمل السلاح والقنابل والألغام من أبناء القبيلة، تحاول مع عدد قليل من أبناء هذا الوطن العمل على الحد من كثافة العاطلين عن العمل وتخفيف معاناة أولئك الذين ينامون وبطونهم خاوية".

ونقل السفير الصياد في كلمته تحيات وتهاني مجموعة دول الـ77 والصين على الانجاز الحضاري اليمني الجديد المتمثل بإتباع مسيرة الحوار الوطني للوصول إلى قواسم مشتركة، تهدف إلى المحافظة على وحدة التراب اليمني والسعي لبناء دولة حديثة تقوم على أسس الشراكة.

زر الذهاب إلى الأعلى