استقبل الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليوم المدير المقيم للمعهد الوطني الديمقراطي للشؤون الدولية لورا نيكولس ومديرة برنامج المرأة في مكتب المعهد الديمقراطي بواشنطن سوسن مركام ونائب المدير المقيم للمعهد مراد ظافر ومعهم مجموعه من قيادات المرأة في ائتلاف أمل من مختلف الأطياف الحزبية والمهنية والتخصصية.
وفي مستهل اللقاء اعرب الرئيس عن سروره لما وصلت اليه المرأة في اليمن من تطور ملموس بلغت فيه مكانة رفيعة في مختلف الجوانب الحياتية والعملية وهو امر محل افتخار واعتزاز لمواكبة العصر بكل متطلباته الحديثة.
وقال "اننا في اليمن تميزنا بتغليب مصلحة الوطن العليا بالحل والتغيير السلمي وتبادل السلطة سلميا بانتهجنا الحوار الوطني الشامل الذي استمر عشره اشهر وربما يكون أطول حوار في التاريخ المعاصر وذلك من اجل خروج اليمن سالما من الأزمة الكبيرة التي نشبت مطلع العام 2011".
وأضاف "ان الحوار الذي جاء تتويجا لتنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة درس وناقش كافة مشاكل اليمن بمختلف المراحل منذ قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وما بعد الوحدة المباركة في 22مايو 1990 وما بعد حرب صيف 94 وحتى الخروج بحزمة الوثيقة الوطنية وما تضمنته من قرارات وتوصيات".
وأشار الأخ الرئيس إلى ان الحوار في بدايته كان صعبا وبعد مرور الشهر الأول تلطفت وفي الشهرين الخامس والسادس صارت الأمور أكثر انسجاما وأصبح النقاش والحوار معمقا حول مختلف القضايا والملفات بكل جوانبها وأشكالها وألوانها وصولا إلى القرارات والتوصيات التي خرج بها المؤتمر وشملت مختلف نواحي المنظومة الجديدة للحكم المرتكزة على الحكم الرشيد والمشاركة في المسئولية والثروة والسلطة وعلى أساس الأقاليم الستة لتلبية متطلبات الجماهير من البنى التحتية وغيرها.
وأكد الرئيس عبد ربه منصور هادي أن المركزية لم تستطع منذ 50 عاما تلبية متطلبات الحياة العصرية والبنى التحتية والمتمثلة في الكهرباء والمياه والتربية والتعليم والصحة العامة والطرقات وهي مطالب ما تزال قائمة ربما بأشد مما كانت عليه نتيجة تطور العصر وتوسع الحياة في حين بقت هذه الخدمات في وضعها المتدني بدون مواكبة للتطور بشتى أنواعه.
وقال "ان ما أنجر ليس سهلا ولا بسيطا بل يمثل شوطا كبير وقفزة نوعية نحو التطور والنهوض من اجل يمن جديد قادر على تلبية المتطلبات كافة"، مؤكدا أن الأقاليم ستتنافس فيما بينها لإنجاز مشاريع البنى التحتية وتلبية متطلبات الناس وستعمل بجد في المجالات الأساسية وعن قرب حيث يستطيع وزير الداخلية أو التربية والتعليم أو الصحة العامة أن يزور مكاتبه ومناطقه بسهولة ويسر لتلمس كل الاحتياجات وعمل لإنجازها بكل الجهود الممكنة.
كما أكد الرئيس عبد ربه منصور هادي أن مخرجات الحوار تضمنت 30% للمرأة و20% للشباب وان المستفيد الأول من مخرجات الحوار هما المرأة والشباب، ولا بد من توضيح الوضع الجديد بكل تفاصيله من مخرجات الحوار إلى النظام الاتحادي للإقليم داخل الأسرة والمدرسة والجامعة والمعسكر والتأكيد بان النظام الاتحادي هو الذي سيحافظ على الوحدة ويكرس الأمن والاستقرار ويلبي حاجات الجماهير بكل طموحاتها وأمالها وسيجفف الفساد وستكون الأمور ظاهرة والصورة واضحة بكل معنى الكلمة.
ونبه الرئيس إلى أن الحكومات المصغرة في الإقليم هي حكومات تنمية وتطوير وليس لها علاقة بالسياسة الخارجية والداخلية لاسيما وان هذا الأسلوب قد سجل نجاحات باهرة في الدول التي تتخذ منه نظاما لها وهي كثيرة كالصين وروسيا وأمريكا وألمانيا وأثيوبيا وباكستان والهند ومعظم دول العالم ، متمنيا للجميع المزيد من الجهد الوطني المقرون بالتوفيق والنجاح.
وكانت لورا نيكولاس المدير المقيم للمعهد قد تحدثت معبرة عن تقديرها للأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي ونقلت تحايا مدير المعهد الديمقراطي بواشنطن.. مشيرة إلى البرامج التي ينجزها المعهد في اليمن ومنها خمسة برامج تختص بالمرأة في اليمن توضح أهمية مخرجات الحوار الوطني الشامل ومستقبل اليمن الجديد والمكتسبات العظيمة التي أحرزتها المرأة والشباب.
وأشارت إلى أن هذه الجماعة من قيادات المرأة من خمس محافظات سوف تتوسع لتشمل كل المحافظات والهدف منها يتمحور حول أهمية مفاهيم السلام والاستقرار والتطور والنمو وهي قضايا ترتبط بتقدم الشعوب وامنها واستقرارها.
وقالت أن اليمن يعتبر انموذجا فريدا في بلدان ما سمي بالربيع العربي حيث غلب الحكمة والمصلحة الوطنية العليا وغلّب منطق الحوار بصورة لم يسبق لها مثيل من اجل مستقبل اليمن الجديد وطي صفحة الماضي إلى الابد.
وتحدث عددا من الناشطات حيث عبرن عن تقديرهن البالغ للأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، مستعرضات المهام اللاتي قمن وسيقمن بها بنشاط اكبر، مؤكدات تأييدهن لكافة الخطوات والإجراءات والقرارات التي اتخذها ويتخذها الأخ الرئيس.
حضر اللقاء أمين عام رئاسة الجمهورية الدكتور علي منصور بن سفاع.