أرشيف محلي

مفوضية اللاجئين تأسف لوفاة 44 مهاجراً أفريقياً غرقاً قرب اليمن ‏

أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن حزنها العميق جراء حادثة ‏انقلاب قارب في خليج عدن نهاية الأسبوع المنصرم وعلى متنه 77 شخصاً من المهاجرين ‏واللاجئين بينهم أطفال و نساء من الجنسيتين الصومالية (31) و الأثيوبية (46). وقد تم إنقاذ ‏‏33 شخصاً خلال عملية البحث، فيما لا يزال 44 آخرون في عداد المفقودين ويُخشى أنهم قد ‏قضوا غرقاً

وبحسب بيان المفوضية، فإن التقارير تفيد بأن القارب الذي كان قد غادر منطقة بوساسو في ‏بونتلاند على الساحل الشمالي للصومال في وقت مبكر من مساء الجمعة 7 مارس تعرض ‏لرياح وأمواج قوية قبالة سواحل محافظة شبوة اليمنية. ووفقاً لما ذكره أحد الناجين من ‏الحادث، فقد غمرت المياه القارب بسرعة كبيرة، ما أدى إلى انقلابه.‏

وفى صباح يوم الأحد 9 مارس، عثرت الدورية البحرية التابعة لجمعية التكافل الإنساني ‏‏(‏SHS‏)، الشريك التنفيذي للمفوضية، على عدد من الناجين وتم إنقاذ اثنين وثلاثين شخصاً ‏منهم قبل ظهر الأحد، تلاه انقاذ شخص أخر في نفس اليوم، فيما لايزال البقية مفقودين.‏

وقد تم نقل الناجين الذين كانوا جميعاً من الرجال باستثناء امرأة واحدة إلى شاطئ منطقة ‏مجدحة بمحافظة شبوة من قبل العاملين في جمعية التكافل الإنساني، حيث تلقوا هناك ‏الإسعافات الأولية والغذاء والمياه والملابس قبل نقلهم إلى مركز العبور في منطقة ميفعة. وقال ‏أحد الناجين يبلغ من العمر 45 عاماً من جنوب الصومال إنه فقد طفليه في هذه المأساة و لم ‏يتمكن من الوصول إليهم أو إنقاذهم بفعل الظلام. وقالت المرأة الوحيدة من بين الناجين إنها ‏فقدت ابنتها خلال الحادث، وأضافت أن المهربين رفضوا إيقاف القارب عندما بدأت تغمره ‏المياه.‏

واعتبرت المفوضية أن هذه المأساة التي حلت باللاجئين والمهاجرين هي الأعظم منذ العام ‏الماضي الذي شهد انخفاضاً ملحوظاً في عدد الأشخاص الذين يقومون بمثل هذه الرحلة ‏المحفوفة بالمخاطر إلى اليمن، حيث انخفضت أعداد الوافدين من القرن الأفريقي إلى اليمن ‏العام الماضي 2013 إلى 65, 319 شخصاً، مقارنة بـ107,532شخصاً وصلوا إلى اليمن ‏في العام 2012. ‏

وكشفت مفوضية اللاجئن أنه خلال الشهرين الأولين من العام الجاري 2014 ، تم تسجيل ‏وصول 2,717 شخصاَ، ولا تزال عملية العبور إلى اليمن متواصلة وسط فقدان وموت ‏الكثير من هؤلاء الذين يخوضون غمار هذه الرحلة عبر البحر، الأمر الذي يتطلب من جميع ‏الجهات المعنية من الحكومات والمنظمات الدولية وإلإقليمية والجهات المانحة والمجتمع ‏المدني العمل على تطوير استجابات شاملة للحد من هذه الرحلات الخطرة وصولاً إلى منعها ‏بشكل كامل.‏

وخلال السنوات الخمس الماضية، عبر أكثر من نصف مليون شخص (من الجنسية ‏الصومالية والإثيوبية والإريترية) المياه الخطرة في خليج عدن والبحر الأحمر للوصول إلى ‏اليمن، وتشير تقارير عديدة إلى وقوع حوادث إساءة و سوء معاملة واغتصاب وتعذيب بحقهم ‏على أيدي عديمي الضمير المشتغلين بالتهريب وعصابات الاتجار بالبشر. وتكون القوارب ‏التى تعبر إلى اليمن مكتظة وسط تقارير عن قيام المهربين برمي الركاب في عرض البحر ‏لمنع انقلابها أو لتجنب اكتشافها. ويقول مسؤولو البحث والإنقاذ أن هذه الممارسات أدت إلى ‏موت و فقدان المئات من الضحايا في السنوات الأخيرة و لم يتم حتى توثيقهم.‏

وفي هذا الخصوص، حثت المفوضية دول الأقليم على تنفيذ التدابير التي من شأنها المساعدة ‏في تحديد اللاجئين وغيرهم من ذوي احتياجات الحماية من بين الذين يقطعون هذه الرحلة في ‏البحر، كما ناشدت الدول المانحة ومنظمات المجتمع المدني إلى الاهتمام أكثر بقضايا الهجرة ‏المختلطة في القرن الأفريقي، وذلك لتحسين الاستجابات الإنسانية و المساعدة في إنقاذ ‏الأرواح.‏

وقد عملت المفوضية على تعزيز الخدمات المقدمة للوافدين الجدد بالتعاون مع فرق العمل ‏المعنية بالهجرة المختلطة وغيرها من الشركاء التنفيذيين بما في ذلك الحكومة اليمنية ‏والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية والمجتمعات المضيفة في نقاط الوصول.‏

معلومات أضافية
‏ في نوفمبر 2013، نظمت اليمن، مع المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة، المؤتمر الإقليمي ‏حول اللجوء والهجرة في صنعاء ناقش خلاله المشاركون، الذين كان من بينهم حكومات من ‏‏14 دولة من منطقة القرن الأفريقي ومجلس التعاون الخليجى، التحديات والحلول الممكنة ‏لقضايا الهجرة و اللجوء. وخرج المؤتمر بإعلان صنعاء الذي أكد على الحاجة إلى تعزيز نظام ‏حماية اللاجئين في المنطقة مع معالجة الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى اللجوء، كما شدد على ‏مبدأ عدم الإعادة القسرية وأهمية تعزيز مبادرات الحماية في عرض البحر من خلال تعزيز ‏الإمكانيات المتعلقة بالبحث التي تمكن من الوصول الآمن، بالإضافة إلى العمل على وضع ‏آليات التعاون الدولي الفعال وتقاسم الأعباء.‏

‏ إعلان صنعاء شدد أيضاً على ضرورة تضافر الجهود من أجل إنفاذ القانون ضد شبكات ‏التهريب والاتجار بالبشر، وعلى الجهود المبذولة لتوعية المواطنين في المجتمعات بجميع ‏المخاطر التي تنطوى عليها، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي فيما بين الحكومات لمعالجة ‏هذه القضايا بما في ذلك عودة المهاجرين من الغير طالبي اللجوء إلى بلدانهم الأصلية وتعزيز ‏خطط الهجرة القانونية للمساهمة في عدم تجريم عمليات الهجرة عبر خليج عدن.‏

زر الذهاب إلى الأعلى