أرشيف محلي

جامعة عدن تنظم ندوة علمية نوعية عن الأديب لطفي جعفر أمان

أعلن الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن عن إعتزام جامعة عدن تنظيم ندوة علمية نوعية عن التراث الثقافي والإنساني للأديب الكبير/لطفي جعفر أمان، وذلك تعبيراً عن إهتمام الجامعة والباحثين بجمع ودراسة وتحليل ماتركه هذا العلم الأدبي وتسليط الضوء عليه كونه أحد أبرز رجالات الفكر والثقافة والفن بعدن والجزيرة العربية.

جاء ذلك خلال ترأس الأخ/رئيس جامعة عدن للاجتماع الأول للجنة التحضيرية لندوة إحياء الإرث الثقافي والإنساني للأديب/لطفي جعفر أمان (1928م - 1971م)، الذي عقد اليوم الثلاثاء (25 مارس 2014م)، بقاعة ديوان رئاسة جامعة عدن..، والذي خصص لوضع التصورات الأولية للإعداد والتحضير للندوة وتشكيل اللجنة العلمية لها.

وأوضح الأخ/رئيس جامعة عدن خلال الاجتماع أن الجامعة ستنظم ندوة عن الأديب لطفي جعفر أمان، في إطار إحتفالات جامعة عدن بالذكرى الـ45 لتأسيسها، والتحضيرات لانعقاد المؤتمر العلمي الخامس لها..، داعياً كل الباحثين والمهتمين والمحبين للأديب لطفي أمان بالمشاركة الفاعلة بالندوة من خلال إعداد الدراسات الجديدة عن مسيرته، وكذا تقديم مابحوزتهم من وثائق وصور ومقتنيات لتوثيقها وإخضاعها للبحث العلمي.

بدوره أكد الدكتور/محمد عبدالله محمد عقلان نائب رئيس جامعة عدن للدراسات العليا والبحث العلمي، أن الأديب/لطفي جعفر أمان لم يك شاعرا أو فنانا بل صرحا ادبيا وفنيا كبيرا، استطاع أن يوثق الكثير من القضايا بأسلوب شعري راقي.

وأوضح الدكتور/محمد عقلان، أن إبراز تراث الأديب/لطفي جعفر أمان ضمن احتفالات جامعة عدن يعد تكريما من الجامعة لتاريخ هذه القامة الأدبية الكبيرة الذي لم يعد تاريخا شخصيا بل تاريخا لحقبة الخمسينيات والستينيات التي شهدت إزدهارا ثقافيا لافتا أثر على كل الجزيرة العربية.

من جهتهم أكد عدد من أعضاء اللجنة التحضيرية على ان الأديب/لطفي جعفر امان شخصية تستحق الالتفاتة العلمية الجادة، بحيث يتم من خلال الندوة البحث عن القصائد والأعمال المفقودة له وإبرازها، ودراسة جوانب من حياته لم يتم الإشارة العلمية لها من قبل في المجال الأدبي والفني والتربوي والاجتماعي والسياسي، وكذا بوصفه فنانا تشكيليا، وملحنا موسيقيا، ومذيعا، وممثلا إذاعيا، وفيلسوفا مفكرا..إلخ.
إلى ذلك اقر المجتمعون تشكيل اللجنة العلمية للندوة لتضم الدكتور/عبدالمطلب أحمد جبر "رئيسا"، وعضوية كل من الدكتور/عبدالحكيم باقيس، والدكتور/علوي عبدالله طاهر، والدكتور/محمد علي يحي.

وأقر المجتمعون عقد الندوة خلال شهر نوفمبر من العام الجاري 2014م، كما أتفقوا على التوجهات الأولى لمحاور الندوة على أن تشمل موضوعات تبين أهمية الأديب/لطفي جعفر أمان ومكانته الشعرية، ودراسة عن حياته وتراثه الفني، وشعره وغنائياته، والاتجاهات المختلفة للنقد الأدبي حوله.

وشدد الأجتماع على ضرورة مصاحبة عقد الندوة العلمية فعاليات أساسية ومكملة لهدف إبراز شخصية وتراث الأديب/لطفي جعفر أمان، وذلك من خلال إنشاء صفحة تفاعلية على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، ووضع إيقونتها بموقع جامعة عدن الالكتروني ليسهل الولوج إليها، وكذا إعداد فلم توثيقي تعريفي له، وتنظيم معرضا للصور والوثائق والمقتنيات.

وأتفق المجتمعون على إقامة حفل تكريمي ومنح شهادات تقدير لكل من كتب وحفظ تراث الأديب لطفي أمان، وإعداد قوائم بالشخصيات التي يمكن أن تشارك بالندوة من داخل وخارج البلاد، إضافة لاقتراح أسماء اللجان الفرعية للجنة التحضيرية للندوة على أن يتم تقديمها للاجتماع المقبل للجنة بعد أسبوعين.

شارك بالاجتماع الدكتور/مازن أحمد شمسان عميد كلية الآداب، والدكتور/ عبدالحكيم محمد صالح باقيس نائب عميد كلية الآداب، والدكتور/مازن عبدالله فاضل فارع مدير البحث العلمي، والدكتور/عبدالمطلب أحمد جبر الأستاذ المحاضر بكلية التربية، والدكتور/محمد علي يحي الأستاذ بكلية التربية، والدكتور/علوي عبدالله طاهر الأستاذ بكلية التربية، والأخ/نصر مبارك باغريب مدير عام الاعلام، والأخوين/وضاح الخضر، ورافد جهاد لطفي جعفر أمان من أسرة الفقيد لطفي جعفر أمان، والأخ/وسيل حامد شمسان سكرتير اللجنة.

الجدير بالذكر أن الأديب/لطفي جعفر أمان (1347ه - 1391ه) - (1928م - 1971م)، ولد في مدينة عدن، وعاش زمنًا في الخرطوم، وتوفي في القاهرة.
برزت مواهبه في الشعر والرسم والخط، وتلقى العلم إبان تعليمه الابتدائي والمتوسط في عدن، ثم انتقل إلى السودان لمواصلة دراسته، فعاش في غربة كانت دواوين: علي محمود طه، والتيجاني يوسف بشير، وأبي القاسم الشابي، وإلياس أبوشبكة - أنيسه ورفيق صباه.

اجتاز المرحلة الثانوية، فالتحق بكلية غردون بالخرطوم (فترة الأربعينيات) وحصل على دبلوم في الآداب، ثم تاقت نفسه لمواصلة العلم، فسافر إلى لندن ليحصل على دبلوم معهد التربية العالي (1955).

شغل وظائف عدة: محاضرًا في مركز تدريب المعلمين - مفتش مدارس - ضابط معارف - مسؤولاً عن المطبوعات والنشر - مديرًا في التربية والتعليم، ثم وكيلاً لوزارة التربية والتعليم.

أسهم في تحرير «مجلة المعلم» وقد نشر فيها العديد من القصائد والمقالات الأدبية والتربوية.

وفي أوقات إضافية عمل مذيعًا في «محطة عدن للإذاعة» منذ تأسيسها، قدَّم من خلالها أحاديث وبرامج أدبية وتربوية.
كان واحدًا من المجددين في الأغنية العدنية، تغنى بأشعاره عدد من الفنانين، كما مارس الرسم.

- صدرت له الدواوين التالية: «بقايا نغم» - مطبعة فتاة الجزيرة - عدن 1948، و«ليالي» - دار الشعب - عدن 1960(باللهجة المحكية اليمنية)، و«كانت لنا أيام» - المكتب التجاري - بيروت 1962، و«ليل إلى متى؟» - المكتب التجاري - بيروت 1964، و«إليكم يا إخوتي» - المكتب التجاري - بيروت 1969، و«الدرب الأخضر» - المكتب التجاري - بيروت 1970.
- له مقالات نشرت في دوريات عصره منها: «بلا حجاب»: مجلة المستقبل - العدد الثالث - مارس 1949.

شاعر رومانسي الطابع، تُعبِّر قصائده عن غربة الإنسان، وآلام النفس البشرية وترددها بين الشك واليقين، صقلت الغربة نفسه وتجربته الشعرية فكان لها
أثرها الواضح في نتاجه وخاصة ديوانه الأول «بقايا نغم» الذي يعد الخطوة الأولى في رحلة التجديد التي قطعها الشاعر مؤثرًا بها في الشعر اليمني المعاصر، تجاوز تجديده الموضوع إلى اللغة والصورة، والتشكيل الفني للقصيدة، وكان لذلك كله أثره الواضح في ذيوع شعره وانتشاره عبر الغناء.

حصل على الجائزة الأولى لمسابقة هيئة الإذاعة البريطانية -3 عن قصيدته «غزو الفضاء» عام 1965.

منح الرئيس اليمني علي ناصر اسمه وسام الآداب والفنون (1984)، ومنح وسام الآداب والفنون (1996).

عاش حياة أسرية مستقرة وفرت له جواً ثقافياً وفنياً من خلال أخوته في أسرة متوسطة الحال..، فقد نشأ لطفي وسط اخوته الذين يكبرونه سنا فقد كان بينهم من يحب القراءة ويميل اليها, ومنهم من يحب الموسيقى والطرب والرسم, وقد ساعد ذلك على تنمية ميوله الثقافية والأبداعية في فترة مبكرة من حياته، كما ان المناخ الثقافي العام والذي كان مزدهراً في مدينة عدن في حقبة الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كان له دوره في بلورة شخصية الأدبية فظهر نبوغه في الشعر في فترة مبكرة من حياته.

ومما لاشك فيه ان الدارسة في الخرطوم كان لها أيضاً اثرها في صقل موهبته الشعرية وتحديد اتجاهاتها الابداعية وتأثره بتيار الشعر الرومانسي في الادب العربي عموما ومن خلال اطلاعه على إعمال ممثلي ذلك التيار أمثال علي محمود طه وإبراهيم ناجي والتيجاني يوسف بشير وشعراء المهجر وغيرهم، تشبع بالقيم الجمالية الفنية للرومانسية واخذ يتمثلها في شعره وبالذات في أعماله الشعرية الأولى الأمر الذي جعله يحتل مكانة بارزة بين شعراء الاتجاه الرومانسي في عدن واليمن وفي بلاد العرب كلها أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى