برعاية وحضور سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، اختتمت أمس الأربعاء بمركز قطر الوطني للمؤتمرات فعاليات البطولة الدولية الثانية لمناظرات المدارس التي نظمها مركز مناظرات قطر.
حضر الحفل سعادة المهندس سعد بن إبراهيم المهندي، رئيس مؤسسة قطر، إضافة إلى وفود الدول المشاركة في البطولة والبالغ عددها 22 فريقاً من 18 دولة عربية و4 دول أجنبية.
وتنافس في الجولة النهائية للبطولة كل من اليمن وتركيا بعدما تأهلتا إلى للنهائيات بعد منافسات شرسة مع قطر والأردن.
وفي المناظرة النهائية تم التناظر حول: "يؤمن هذا المجلس أن تدهور اللغة العربية سببه اللهجات المختلفة"، ومثل الفريق التركي المعارضة، والفريق اليمني الموالاة..وتكونت لجنة التحكيم من كل من وضحة الهاجري، من قطر، وأمينة جمعه من مصر وعلي السويدي من قطر ونبيل المفرح من الكويت ومحمد سلمان من ماليزيا وإبراهيم القرقوري من تونس وفهد السبيعي من الكويت وسعد الأسد من السودان.
وفي كلمتها بالحفل الختامي، ثمنت الدكتورة حياة معرفي، المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر، رعاية سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني للبطولة وتشريفها بالحضور.
ووصفت في كلمتها البطولة بأنها "كانت بمثابةِ الغذاء الذي أمدَّنا بالخبرةِ العلميةِ والعمليةِ "..وقالت: "كلُّنا أمل أن نكونَ حققنا الفائدةَ المرجوةَ منها في مجالِ المناظرةِ والحوارِ الراقي".
ووجهت حديثها إلى الطلاب والطالبات قائلة: "أنتم أجيالُنا الصاعدة نراكم بعينِ الأمل تحملون للعالم رسالةَ العمل والحوارِ المُخاطِب للعقل بمهارات المناظرة والتي نَعتبرُها عاملاً فاعِلاً لإعادة اللغة العربية إلى عصرِها الذهبي على أيديكم فأنتم الاستثمارُ الحقيقي ليَزف إلينا بُشرى تألقِها" .
وقالت: إن الاكتفاءَ بالقولِ "إن اللغةَ العربية بخيرٍ" لن يحققَ للُغَتِنا نهوضاً ومواكبة لركبِ العلمِ المتقدم والمتسارع، فاللغة العربية لن تنهضَ بذاتها وإنما يَنهَضُ بها أبناؤها، وإننا بكُم ومعكُم نسعى لأن يكونَ حاضِرُنا خيراً من ماضينا، ومستقبلُنا خيراً من حاضِرنا. لنصلَ للمكانةِ المرموقةِ حيث نتميزُ بعقيدتِنا الشامخة ونعتز بهُويتنا ونفتخرُ بأصالتِنا".
بعد ذلك تفضلت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني بتكريم الفائزين، حيث تم الإعلان عن فوز الفريق التركي، وجاء في المركز الثاني فريق اليمن. وحصل الفريق القطري على المركز الرابع في البطولة بعدما خسر من نظيره الأردني في مناظرة تحديد المركزين الثالث والرابع.
كما تم الإعلان عن قائمة أفضل المتحدثين، حيث جاء في المركز الأول سلسبيل بنت سعيد من سلطنة عمان، وفي المركز الثاني اليقين بن خالد من عمان، وفي المركز الثالث أسامة حيدر من اليمن، وفي المركز الرابع ضياء السعيد من اليمن وفي المركز الخامس "مكرر" غنا العلاج من الكويت، وفي المركز الخامس المهلب البوسعيدي من سلطنة عمان، وفي المركز السابع مؤيد عبدالله من اليمن، وفي المركز الثامن كريم حسن بدر من لبنان، وفي المركز التاسع "مكرر" فرح صلاح الدين السيد من الأردن، وفي المركز التاسع حسان جمال من تركيا، وفي المركز التاسع عمر صلاح الدين من لبنان، وآمنة منصور العلي من قطر في المركز الـ12 مكرر، وفي المركز الـ12 عبدالوافي بن إسماعيل من ماليزيا، وشريهان محمد من فلسطين في المركز الـ13، وحسن محمد العزاوي من العراق في المركز الـ15 مكرر، وفي المركز الـ15 يوسف أحمد فاضل من العراق.
وخلال الحفل الختامي دشن سعادة المهندس سعد بن إبراهيم المهندي رئيس مؤسسة قطر كتاب "المدخل إلى فن المناظرة" وهو الإصدار الثالث لمركز مناظرات قطر وقد ألفه الدكتور عبد اللطيف سلامي، مدير البرامج التعليمية بالمركز وراجعته الدكتورة حياة عبدالله معرفي المدير التنفيذي للمركز.
ويتناول الكتاب الخطابة والمناظرة على نطاق واسع..وعقب التدشين قام المهندس سعد المهندي بتكريم مؤلف الكتاب الدكتور عبداللطيف سلامي تقديراً لجهده في أجل إثراء المكتبة العربية، كما تم تكريم السيد سالم الحلبدي ممثل شركة كونوكوفيليبس الراعي الذهبي للبطولة.
وتم عرض فيلم تسجيلي تناول رحلة البطولة من بدايتها إلى نهايتها مع عرض لقطات من جولات البطولة ولحظات جميلة ستظل عالقة في أذهان المشاركين جميعاً.
ويسعى المركز من خلال تنظيم البطولة إلى توثيق وتعميق الروابط والصلات في مجالي الشؤون التعليمية والثقافية بين مدارس الدول المشاركة، وإتاحة الفرص لتوطيد أواصر الصداقة وتوثيق روابط الإخوة والعمل على التقارب بين الشباب العربي، وترسيخ ثقافة الحوار الهادئ البناء الذي ينتج المعرفة ويفسح المجال للاختلاف والتنوع الثري.
وجاءت البطولة ضمن الجهود التي يبذلها المركز من أجل دعم ونشر فن المناظرة والحوار باللغة العربية وبناء أسس وقواعد راسخة لهذا العلم في محيطنا العربي، حيث تندرج هذه البطولة في نسختها الثانية في إطار مساعي المركز لنشر هذا الفن وتوعية الشباب بأهميته في إعداد الأجيال الصاعدة وتهيئة قادة المستقبل انطلاقاً من أسس عربية أصيلة مما يصب في خدمة لغتنا وهويتنا وثقافتنا.