arpo28

السوسوة اليتيمة .. قارب نجاة لليمن (بورتريه)

أصدر رئيس مجلس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة قراراً يوم الخميس الماضي (3 أبريل/نيسان 2014)، بتعيين أمة العليم السوسوة مديرة للجهاز التنفيذي لاستيعاب المساعدات والمنح إلى اليمن، خلفاً للخبير الدولي التونسي الهادي العربي، الذي عُيّن أخيراً وزيراً للتجهيز والتهيئة الترابية والتنمية المستدامة في الحكومة التونسية الجديدة.

ويعوّل اليمنيون على الجهاز الذي أُنشئ نهاية عام 2013 بقرار جمهوري، لتحريك عجلة المساعدات المالية من أصدقاء اليمن المقدرة بحو إلى 8 مليار دولار، والتي صل منها حتى الآن 10 في المئة فقط.

وفور تعيينها، أعلنت السوسوة أنها "ستعمل جاهدة على تعزيز قدرات الحكومة الاستيعابية وتسهيل تدفق المنح والمساعدات"فمن هي هذه المرأة،التي يعتبرها الكثيرون الآن قارب نجاة لإنقاذ اليمن .

البداية

بدأت السوسوة (مواليد 1958/ تعز) حياتها المهنية كمقدمة ومعدة لبرامج الأسرة والمرأة، إضافة إلى أخرى إخبارية في إذاعة تعز المحلية بين عامي 1971 و1975. كرّت بعدها المناصب. فكانت أوّل وزيرة لحقوق الإنسان، ووكيلة وزارة الإعلام، ورئيسة اللجنة الوطنيّة للمرأة، ورئيسة إتحاد نساء اليمن، وسفيرة اليمن لدى السويد والدانمرك وهولندا، وممثلة دائمة لبلدها في منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة في لاهاي، وخبيرة استشارية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة، والمديرة المساعدة والمديرة الإقليمية للدول العربيّة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (الأوّل من مارس/آذار 2006).

وحازت السوسوة على العديد من الأوسمة، منها: وسام الشرف الأعلى برتبة ضابط من الحكومة الفرنسية، وميدالية اللجنة المصريّة للتضامن الأفريقي الآسيوي في مصر، وجائزة "إمرأة العام" في الشرق الأوسط لعام 2003. وتجدر الإشارة إلى أن السوسوة تحمل شهادة "بكالوريوس" في الاتصالات الجماهيرية من جامعة القاهرة (1980)، و"ماجيستير" في الإتصالات الدوليّة من الجامعة الأميركية في واشنطن (1984).

عكس التيّار

نشأت السوسوة يتيمة الأب.. فيما واجهت والدتها مجتمعاً محافظاً بمفردها، وأصرت على إرسالها إلى الخارج لمتابعة تحصيلها العلمي. وفي هذا الإطار، تقول السوسوة: "تزداد النساء في العالم العربي اللواتي يعتمدن على ذكائهن الفطري كما هو حال أمي، ويسبحن ضد التيار لتوفير مستقبل أفضل لبناتهن". وهذا ما شجع السوسوة على الاستمرار في نضالها.

ناضلت السوسوة من أجل تعليم فتيات اليمن، إضافة إلى كبح العنف ضد النساء. ونقلت عنها إذاعة "هولندا" قولها إنها "تستمد العزم والدوافع في مسيرتها المهنية من تجاربها الخاصة وحياتها، إضافة إلى القصص التي تسمعها من النساء الأخريات، وتَطلّع الناس في منطقتنا إلى النهوض بحياتهم على غرار جميع البشر في العالم".

زر الذهاب إلى الأعلى