أنهى رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، مساء أمس السبت، زيارة قصيرة للخرطوم استمرت لثلاث ساعات، ناقش خلالها مع نظيره السوداني عمر البشير، جملة من القضايا تصدرها الملف الأمني، فيما لفتت مصادر إلى أن الضيف الزائر طلب العون العسكري من السودان بطريقة غير مباشرة.
واتفق الطرفان على وضع اتفاقات التعاون التسعة، التي وقعها البلدان أخيراً، حيّز التنفيذ، على رأسها اتفاق الترتيبات الأمنية، عبر تحديد الخط الصفري والمنطقة العازلة منزوعة السلاح، وإعادة انتشار قوات البلدين، ونشر فرق المراقبة على الشريط الحدودي.
وتعد زيارة سلفاكر إلى الخرطوم الأولى بعد الحرب المشتعلة التي شهدتها بلاده منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وعقد البشير مع ضيفه الجنوبي مباحثات ثنائية مغلقة، أعقبها اجتماع ضم وفود الطرفين من وزراء الدفاع والنفط والمالية ناقشوا القضايا المتعلقة باتفاقات التعاون المشتركة التي وقعها الطرفان العام الماضي.
وأبلغ مصدر مسؤول "العربي الجديد" أن الرئيس سلفاكير طلب مساندة الخرطوم عسكرياً بطريقة غير مباشرة، عبر تشديد الرقابة على الشريط الحدودي الممتد بين البلدين.
وأكد أن الطرفين ناقشا قضية حماية مناطق البترول من أي هجمات متوقعة من قبل المتمردين بدولة الجنوب. وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أكد، في تصريحات مقتضبة في مطار الخرطوم، على أن الطرفين اتفقا على التعاون لتحقيق السلام والأمن في البلدين.
واشار إلى تطرق اللقاء المشترك للأوضاع الأمنية في البلدين وتنفيذ اتفاقات التعاون التسعة المتعلقة بالحدود والنفط والترتيبات الامنية، واعتبر أن زيارة سلفاكير تمثّل دفعة قوية لعلاقات الدولتين.
وقال الرئيس الجنوبي سلفاكير، إن لقائه بالبشير تطرق إلى جملة من القضايا التي تهم دول الإقليم، من دون الإفصاح عن هذه القضايا، كاشفاً عن زيارة أخرى مرتقبة سيجريها إلى الخرطوم تستمر أسبوعاً لمناقشة كافة القضايا المشتركة بين البلدين بشكل أوسع. وعبّر ميارديت عن رضاه بقرار الخرطوم معاملة مواطني دولته، الفارين من الحرب إلى أراضيها، كمواطنين سودانيين لا كلاجئين. واضاف: "لن ننسى ذلك للحكومة وللشعب السوداني".
وأكد سفير دولة السودان في جوبا، مطرف صديق، توصّل البشير وسلفاكير إلى تفاهمات كبيرة بشأن بدء تنفيذ اتفاقات التعاون بدءاً من الاسبوع المقبل. وأشار إلى زيارة مرتقبة لوزير الدفاع الجنوبي، جون ميانق جوك، إلى الخرطوم بهدف وضع الاتفاق العسكري حيّز التنفيذ. وأكد أن مباحثات البشير وسلفاكير تطرقت إلى الدور الاقليمي المطلوب في إطار منظمة "الايغاد" لإيجاد الحل السلمي للحرب الاهلية التي اندلعت في الدولة الوليدة، والحد من التدويل، ونفى تماماً تقدم الخرطوم بعرض للمشاركة ضمن القوة التي أقرتها دول "الايغاد" لتحل محل القوات الأوغندية في دولة الجنوب.