دشن الرئيس عبد ربه منصور هادي يومنا هذا العمل بالخارطة الرقمية الموحدة للجمهورية اليمنية الذي يعتبر من المشاريع الاستراتيجية الهامة التي تخدم جميع الجهات المدنية والعسكرية والأمنية ومجال الصحة التربية والتعليم والزراعة والثروات السمكية والمعدنية ومختلف المجالات التنموية والخدمية.
ويتكون مشروع الخارطة الرقمية الموحدة للجمهورية اليمنية بشكل أساسي من تصوير جوي شامل بالألوان بمقياس 1:50,000 على ارتفاع 25,000 قدم من مناطق التصوير ليغطى جميع أراضي الجمهورية اليمنية بما فيها جميع الجُزر والمناطق الحدودية ، إضافة إلى تصوير جوي بالألوان بمقياس 1:10,000 على ارتفاع 5,000 قدم لجميع عواصم المحافظات إضافة إلى مجسم تضاريسي رقمي بفارق عشرين متر على مستوى أراضي الجمهورية اليمنية وكذلك مجسم تضاريسي رقمي بفارق 10 أمتار لجميع عواصم المحافظات.
وقد تم تحميض جميع الأفلام الجوية وتمت عمليات المسح الضوئي من الأفلام الجوية بدقة 20 مايكرون لتحويلها إلى صور رقمية بدقة وضوح متر واحد على مستوى الجمهورية و20 سم لعواصم المحافظات. ثم تمت جميع الإجراءات الفنية باستخدام أحدث الأجهزة والبرامج المتوفرة عالميا لدمج تلك الكم الكبير من الصور وإجراء جميع الحسابات المساحية باستخدام ملايين الإحداثيات المسجلة من الأقمار الصناعية عند التقاط كل صورة جوية عبر جهاز الجي بي اس المحمول جوا، وكذلك ملايين الإحداثيات التي تم رصدها من الأقمار الصناعية عبر محطات الرصد الأرضية من الأقمار الصناعية أثناء عمليات التصوير الجوي والمثبتة في صنعاء وسيئون وثمود.
وبعد أن تم ربط تلك النقاط بالشبكة الجيوديسية الوطنية تمت عملية التثليث الجوي وتم نشر كل عشرين متر نقطة إحداثيه وارتفاع على مستوى الجمهورية التي تجاوزت عددها مليار ومأتيين مليون نقطة للمشروع العام فقط. حيث تم إنتاج مجسم تضاريسي رقمي من مجمل تلك النقاط بعد ربطها بنقطة الأساس لارتفاعات اليمن المثبتة في ساحل الحديدة ليكون مرجعا لارتفاعات الجمهورية اليمنية وأيضا ليتم إنتاج خطوط الارتفاعات من المجسم بفواصل رأسية مختلفة كما يتم استخدامه عند تحويل الخرائط الرقمية إلى ثلاثية الأبعاد.
وقد تم أنتاج خرائط بمقياس رسم 1:50,000 للجمهورية اليمنية وعددها 717 خريطة كل خريطة تغطي 27 × 27 كم وتم إنتاج خطوط الارتفاعات بفاصل رأسي 50 متر . كما تم انجاز التقسيمات والترقيمات وإعداد القوالب لخرائط بمقاييس 1:10,000 ، 1:25,000 ، 1:100,000 و 1:200,000 لجميع أراضي الجمهورية اليمنية. كما تمت الإجراءات المماثلة لمشروع الخرائط الرقمية لعواصم المحافظات بدقة وضوح الصور 20 سم . وتم أيضا إنتاج خرائط تفصيلية بمقياس رسم 1:2,000 لجميع عواصم المحافظات تغطي كل خريطة 2×1 كم.
وإضافة إلى ما قامت به الشركة المنفذة للمشروع، فقد قامت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، من خلال المركز اليمني للاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية بأعمال كبيرة لانجاز المشروع منذ العام 2006م ، اذ تم رسم جميع الطرقات الإسفلتية والترابية، تجاوز إجمالي طولها 170,000 كيلو متر وكذلك جميع مسميات التجمعات السكانية من القرى والمدن والجبال والوديان ... الخ من الخرائط القديمة إلى الخرائط الرقمية الجديدة حيث بلغت تلك المسميات حوالي 41,000 الف اسم تقريباً . وتم أيضا رسم جميع الوديان التي بلغ إجمالي طولها حوالي 900,000 تسعمائة ألف كيلو متر حتى اللحظة.
ونظرا للاستفادة المثلى من قبل جميع الجهات ذات العلاقة , فقد اصدر مجلس الوزراء قرار بشأن آلية التعامل مع مخرجات المشروع . حيث أقر اعتماد مخرجات مشروع الخارطة الرقمية الموحدة كخلفية لجميع مشاريع الجهات الحكومية المبنية على استخدام وتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية (GIS) ووجه جميع الوزراء ورؤساء الهيئات والمؤسسات الحكومية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجهيز ودعم وحدات نظم المعلومات الجغرافية القائمة أو إنشاء تلك الوحدات في الوزارات التي لا توجد فيها. كما كلف وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالقيام بالربط الشبكي عبر شبكة الألياف الضوئية لجميع الجهات الحكومية المختلفة.
ويشار إلى ان مشروع الخارطة الرقمية الموحدة للجمهورية اليمنية يمكن الاستفادة منه بشكل فعال في موضوع مشروع الأقاليم في اليمن، وكذا التقسيمات الادارية والانتخابية، نظرا للتغطية الشاملة ودقته العالية لتحديد حدود الأقاليم والتقسيمات داخل الأقاليم. ويعتبر الفريد من نوعه في المنطقة من ناحية التغطية الشاملة في وقت واحد بإشادة الجميع. وقد كلف المشروع أكثر من مليار ريال مع مشروع عواصم المحافظات.
وقد أشاد الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال اطلاعه على تفاصيل مشروع الخريطة الرقمية الموحدة الذي يعتبر فريد من نوعه في المنطقة من ناحية التغطية الشاملة في وقت واحد وبصورة علمية ودقيقة مواكبة لأحدث التقنيات في هذا المجال.
حضر تدشين الخارطة مدير مكتب رئاسة الجمهورية نصر طه مصطفى ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور احمد عبيد بن دغر ورئيس هيئة أراضي وعقارات الدولة الدكتور عبد الله الفضلي والرئيس التنفيذي للشركة اليمنية للاتصالات الدولية الدكتور علي ناجي نصاري ومدير المركز الوطني للاستشعار عبد الرحمن الصباحي وعدد من قيادة وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والجهات ذات العلاقة.