arpo27

لمياء الإرياني: نسعى لتحسين أوضاع المرأة اليمنية في الدستور

لدى لمياء الإرياني، التي تولّت أخيراً منصب الأمينة العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، مهام كثيرة في ظل تفاقم معاناة المرأة والطفل. "العربي الجديد" التقت الإرياني وسألتها عن تصوراتها العملية لتفعيل دور المجلس.

* ما هي الملفات التي تنوين متابعتها ضمن منصبك الجديد؟

-الملفات كثيرة. يعاني الأطفال أوضاعاً صعبة تعكس المشهد المقلق للطفولة في بلادنا (عمالة، تهريب، ذوي الاحتياجات الخاصة...). لكن لابد أولاً من التركيز على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي يرعي ويحمي حقوق ‏الطفل. كما أنني أعمل على دعم مسار حقوقي يحمي الأطفال في الدستور الذي يصاغ حالياً.

* كيف تُقيمين وضع المرأة في اليمن، وتحديداً الأم؟
-نجحت المرأة اليمنية في تبوء مناصب رفيعة. ومع ذلك، تقدر نسبة الأمية بين النساء بـ74 في المائة. نظام "الكوتا" (30 في المائة) الذي خرج به ‏الحوار الوطني أسعدنا. لكننا لا نزال نعول كثيراً أن يمنح الدستور الجديد حقوقاً أكثر للنساء، وخصوصاً الأمهات‎.

* هل اعتماد "كوتا" نسائيّة في المشاركة السياسيّة تحجيم لدور المرأة أو العكس؟ ‏‎

-نحن في مرحلة تأسيسية لضمان حقوق المرأة. لذلك، لابد من تمييز إيجابي لفترة من الزمن حتى نصل إلى مرحلة ‏تتقارب فيها نسبة مشاركة المرأة في الحياة السياسية مع الرجل. حينها لن يكون هناك حاجة لـ"الكوتا" ‏وستكون الكفاءة هي المعيار.

* ما هي أبرز المعوقات أمام المرأة في اليمن؟

لا شك أن انتشار نسبة الأمية بين النساء هو العائق الأهم باعتبار أن التعليم مفتاح باب الحقوق. كذلك، تشكّل الموروثات الثقافية بحق النساء عائقاً إضافياً يؤثر على نضال المرأة لتحقيق المواطنة المتساوية والعيش ‏بكرامة. جميع الملفات الخاصة بالمرأة مهمة. لكن المشاركة السياسية تتيح لها فرصة ‏الوصول إلى مواقع صنع القرار، وضمان الحقوق.

* ‎لماذا تقلّص دور مجلس الأمومة والطفولة إلى حد كبير؟ هل المشكلة مالية أم إدارية؟ ‎

-يمكن القول إنّه قلّ حضور ‎المجلس خلال السنوات الماضية. لكن خلال قيادتها له لأكثر من اثني عشر عاماً، نجحت الدكتورة نفيسة الجائفي في تحقيق الكثير رغم شح الإمكانيات. للأسف الشديد، ورغم كثرة المشاكل التي تواجه الأطفال، لا تتجاوز ميزانية المجلس ثلاثين مليون ريال سنوياً (ما يعادل 140 ألف دولار أميركي). ماذا يمكن أن نقدم لصحة الطفل وتعليمه وحمايته ‏ونشر حقوقه بهذا الفتات. المشكلة مالية بامتياز‎.

* هل هناك خطة لإنتاج مواد إعلامية تُحقق ‏غايات المجلس وتزود وسائل الإعلام بالمادة التوعوية؟

-الإعلام يجب أن يكون شريكاً استراتيجياً للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة كونه يمثل قنوات ‏التوعية المباشرة للتعريف بأهمية شريحة الأطفال ومشاكلهم. نحن في المجلس الأعلى للأمومة ‏والطفولة لدينا طموح يتجاوز الإمكانيات المتاحة، ويعتمد على خلق علاقة متينة مع القطاع الخاص. وسنسعى للتعامل مع محطة تلفزيونية فضائية ومجلة شاملة.

* كيف تُقيمين دور المنظمات المانحة في دعم قضايا الأمومة والطفولة؟ ‎

-شهد دور المنظمات المانحة تراجعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، ربما بسبب تغير ‏مسارات التنفيذ وأولويات البرامج المعتمدة وآليات الدعم‎. لا نزال نأمل أن يعود الدعم الأجنبي إلى وتيرته السابقة، ‏ويضع نصب عينيه التركيز على البرامج الهادفة إلى تضمين حقوق الطفولة والأمومة في الدستور الجديد، ‏والمشاركة في إنجاح تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل الخاصة بالطفولة والأمومة‎.

* كيف السبيل إلى محاربة ‎العنف ضد المرأة؟

-يتحكم بقضية العنف أسباب عدة اقتصادية وثقافية واجتماعية، منها تدني نسبة ‏التعليم، والعادات والتقاليد البالية. كما أن ‏الخلافات الزوجية، والفهم الخاطئ للعلاقة بين الرجل والمرأة، وضعف ‏تطبيق القوانين والاتفاقيات الدولية، تؤدي جميعها إلى تفاقم المشكلة‎. لذلك يجب العمل على حلحلة هذه المشاكل.

* هل ترين أنّ جهود الحكومة والمنظمات الدولية لمحاربة الأمية شحيحة للغاية؟ ‎

-نعم. تتراجع نسب تعليم الفتيات بسبب تنامي الفقر والنزاعات المسلحة. ‏ورغم جهود الحكومة والمنظمات الدولية، إلا أننا لا نزال بحاجة إلى جهود أكبر ونوايا أصدق لحل هذه المشكلة ‏ومناهضة النظرة الدونية حيال المرأة‎.

* كونك كنت وكيلة وزارة التعليم الفني لقطاع تدريب الفتاة، فما هي نسبة التحاقهن بهذا النوع من التعليم؟ ‏‎

-‎انطلق قطاع تعليم وتدريب الفتاة في وزارة التعليم الفني والتدريب المهني نهاية عام 2009ولم تتجاوز نسبة التحاق الفتيات به 9 في المئة. ونتيجة لجملة من السياسات والبرامج التي قام بها القطاع، ارتفعت نسبة المشاركة اليوم إلى ثلاث عشرة في المئة .

‎* بوصفك شاعرة وروائية، هل ستولين أدب الأطفال اهتماماً أكبر؟

لأدب الطفل أهمية كبيرة من الناحية النفسية والتربوية. فهو يوفر للطفل عالماً منوعاً يوسع آفاقه وينمي قدراته ‏اللغوية‎. كما لأدب الطفل وظائف اجتماعية عدة على صعيد تنمية المهارات الاجتماعية والقدرة على التواصل والبعد عن الأنانية ‏والانطواء. لذلك، سيكون من ‏أولويات المجلس الأعلى للأمومة والطفولة‎.

زر الذهاب إلى الأعلى