حمّل الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، برهان غليون، الدول الغربية المسؤولية عن إطلاق يد الحرس الثوري الإيراني، بقيادة قاسم سليماني، في سورية. وقال غليون،
خلال محاضرة ألقاها في مقرّ منظمة العفو الدولية في لندن بعنوان "ثلاث سنوات من عمر الثورة: المآلات المحتملة والخيارات المطروحة، المعارضة والائتلاف، ودور الجاليات"، إن السياسة الغربية المتخاذلة تجاه الأزمة السورية أدّت إلى زيادة أطماع إيران في المشرق العربي، بل وحتى زيادة أطماع روسيا في أوروبا الشرقية وسعيها إلى استعادة مكانتها كقوة رادعة في العالم".
وأشار إلى أن سياسة الاحتواء التي تعتمدها الولايات المتحدة تجاه الأزمة السورية "هي التي دفعت إيران إلى استبعاد أي نية لنقل الحرب إلى مائدة المفاوضات بعدما تأكدت لديها إمكانية ربح كل شيء في ظل ضعف ردود الأفعال الغربية والعربية على حدِّ سواء".
ورأى غليون أن العرب يتحمّلون أيضاً جزءاً من المسؤولية في القتل الذي يمارسه النظام وحلفاؤه بسبب "عجزهم عن تقديم ردّ فعل متسق ومتوازن تجاه ما يجري". وتابع: صحيح أن إيران لا يمكنها ربح الحرب في سورية، لكن استمرار القتال لسنوات سيؤدي إلى دمار البلاد ويدفع بالمنطقة نحو حربِ إقليمية، على حد تعبيره.
وبحسب تحليل غليون، فإنّ "عدم وجود مصالح أميركية في سورية، وحرص الولايات المتحدة على عدم التضحية باحتمال تفاهم روسي أميركي، هو ما يجعلها تترك القوى المتنازعة في سورية لاستنزاف نفسها، من دون أن تعي أنها بذلك تساهم في تفريخ الإرهاب والتطرف الديني".
ولفت القيادي في المعارضة السورية إلى أنه "لا يمكن استبدال نقد السياسة الغربية بلوم المعارضة"، مشدداً على أن وضع المعارضة السورية الآن "أفضل من السابق، وهناك إمكانية كبيرة للسير في اتجاه توسيع قاعدة التحالف الوطني".
وبرأي غليون، فإنّ "التحالف مع المعارضة الإيرانية في الداخل أمر حتمي، خصوصاً في ظل حالة الاحتجاج التي يشهدها الداخل الإيراني بسبب النفقات التي تكبدتها إيران خلال حربها في سورية، والتي تقدر حتى الآن بأكثر من 14 مليار دولار".