[esi views ttl="1"]
arpo37

انتخاب الرئيس اللبناني مؤجل... ولا مبادرات لبري وجنبلاط

لا يملك أحدٌ في لبنان جواباً عن الموعد المنتظر لتحديد تاريخ انتخاب رئيس الجمهوريّة. عُقدت ثلاث جلسات حتى اليوم من دون نتيجة تُذكر، "وستتكرر هذه الجلسات إلى مدى غير منظور"، يقول أحد أقطاب طاولة الحوار في لبنان.

المعادلة بسيطة بنظره: "يتشبث رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون بموقفيهما حتى اليوم. لا يبدو أن أحدهما في وارد التنازل". برأيه، هما المعنيان الأساسيان في انتخاب الرئيس.

في الوقت عينه، لا يبدو أن حزب الله وتيّار المستقبل مستعدان لحوار جدي وللضغط على حليفيهما (عون وجعجع). يزيد هذا القطب بالقول إن "عون يبتز حزب الله، كما يفعل جعجع مع تيار المستقبل". هي حلقة مغلقة لا يُظهر أي من الأطراف اللبنانيّة رغبةً في كسرها. تُجمع مصادر لبنانيّة عدة أن الحوار بين رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري وعون لم يصل إلى نتيجة إيجابية. وتشير إلى أن الحريري اقتنع بعدم إمكانيّة دفع عون إلى الاختلاف مع حزب الله.

في الوقت عينه، يقف رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب وليد جنبلاط، في موقف المتفرجين. الأخير يُصر على ترشيح النائب هنري الحلو. وصفه مراراً بأنه "شاب ممتاز، وابن عائلة مارونيّة عريقة". يرفض جنبلاط أمام زواره أي انتقاد لهذا الترشيح من زاوية أن الدروز يختارون الرئيس الماروني، إذ يؤكّد أن هذا رئيس كل لبنان. عدا ذلك لا يقوم جنبلاط بأي مبادرة سياسيّة. أساساً، علاقته بالحريري مقطوعة حالياً، وبالتالي لا قدرة له في التأثير على الرجل.

من جهته، لا يقوم بري بجهد يلبي حساسية الوضع، لكن حواره مع حزب الله مستمر. يقول العارفون ببري إنه لا يملك حلولاً ليطرحها في الوقت الحالي، وخصوصاً أن حزب الله يقع تحت الضغط العوني، ولا يُمكنه الخروج من هذه العباءة.

ماذا عن التدخلات الخارجيّة؟ يقول عضو طاولة الحوار إن مختلف القوى الخارجيّة تُراقب الوضع اللبناني من دون القيام بتدخلات مباشرة. ويُضيف أنه بالنسبة لهذه القوى يكفيها أن الوضع مستقر. هذا هو السقف المطلوب للبنان. بهذا المعنى، يؤكّد هذا السياسي، الفاعل لبنانياً، أن المساحة المعطاة للقوى اللبنانيّة، وخصوصاً حزب الله وتيار المستقبل، تسمح بانتخاب رئيس جمهوريّة، بشرط أن يكون قادراً على التواصل مع جميع القوى. لكن تجربة تأليف حكومة تمام سلام تُشير إلى أن لا حساب للوقت في الميزان الداخلي اللبناني.

المأساة الكبرى هي عند السؤال عن موقف البطريرك بشارة الراعي. يتكرر الجواب عينه في مختلف الصالونات السياسيّة: "هو خارج الزمن". بات لدى السياسيين اللبنانيين مثال واضح على انفصام الراعي، مع إصراره على زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة مع بابا الفاتيكان فرانسيس الأول. هذا الإصرار المترافق مع دعوته لمن يُعارضه إلى عدم زيارة بكركي (مقر البطريركية المارونية) سيساهم في إبعاد الراعي عن النقاش المتعلق بانتخابات رئاسة الجمهوريّة. بات البطريرك عبئاً على الجميع، حلفائه قبل خصومه. لا أحد يُريد تبني موقفه الذي سيفتح باباً أمام الدولة اللبنانية لا يعرف أحد إلى أين سيؤدي.

هكذا، تتحوّل جلسات انتخاب رئيس الجمهوريّة إلى مسرحيّة ثقيلة على اللبنانيين. أثقل ما فيها، إيحاءات السياسيين اللبنانيين أن الفراغ ليس أمراً سلبياً، وخصوصاً أن فشل جلسة الانتخاب سببه امتناع نواب فريق الثامن من آذار عن حضور جلسات الانتخاب. وللدلالة على ذلك، بدأ الوزراء بتحضير أنفسهم للتوقيع بدل رئيس الجمهورية ابتداءً من 25 مايو/أيار 2014. فبحسب الدستور اللبناني، يقوم مجلس الوزراء مجتمعاً مكان رئيس الجمهورية، أي أنه مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، ستحتاج الحكومة إلى إجماع جميع أعضائها لإقرار أي مرسوم.

زر الذهاب إلى الأعلى