توقعت إدارة معلومات الطاقة الاميركية في تقريرها الصادر مساء أمس عن "سيناريوهات الطاقة حتى العام 2040"، أن تبلغ اسعار النفط 235 دولاراً للبرميل في العام 2040.
وذلك بحساب القيمة الاسمية للدولار في العام 2040. وهو ما يعادل بحساب القيمة الشرائية للدولار 141 دولاراً للبرميل. وبنت إدارة معلومات الطاقة الاميركية التي تراقب اسواق الطاقة العالمية لصالح الحكومة الاميركية، حساباتها على "القيمة الشرائية للدولار في العام 2012".
وتوقعت الدراسة المفصلة، التي تناولت فيها الإدارة سيناريوهات عليا ودنيا لمنظور تطورات أسعار النفط حتى العام 2040، أن تنخفض اسعار خام برنت إلى 92 دولاراً للبرميل في العام 2017 ثم تعود للارتفاع التدريجي مدفوعة بالنمو الاقتصادي القوي لدول آسيا.
وتوقعت الإدارة الأميركية في دراستها أن يرتفع نصيب الدول غير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" خلال العامين المقبلين من اجمالي انتاج النفط العالمي، في ما ينخفض نصيب "أوبك" إلى أقل من 40%.
ويقدر نصيب "أوبك" من إجم إلى الإنتاج العالمي بأكثر من 50% حسب تقديرات المنظمة البترولية التي مقرها فيينا. وحسب التقرير الاميركي، يعود هذا الانخفاض في اجمالي الانتاج العالمي للنفط بدرجة رئيسية إلى ارتفاع انتاج النفط الصخري الاميركي في كل من أميركا وكندا.
ويذكر أن انتاج النفط الاميركي بلغ خلال شهر أبريل/نيسان الماضي أعلى مستوياته منذ العام 1998، حيث وصل 8.3 ملايين برميل يومياً. وحدثت هذه الزيادة بدرجة رئيسية لاسباب استخدام التقنيات الحديثة مثل "تقنية التفتيت الصخري" وتقنية "الحفر الافقي" التي رفعت من انتاجية الآبار التقليدية.
وقدرت إدارة معلومات الطاقة الاميركية أن ينخفض سعر خام برنت في السوق الفوري إلى 92 دولاراً للبرميل في العام 2017، لكنها قالت إن سعرخام برنت سيرتفع إلى 141 دولاراً في العام 2040 أو حو إلى "235 دولاراً للبرميل بالقيمة الاسمية للدولار في العام 2040".
وقالت إن نمو الطلب العالمي على المواد الخام، وأهمها النفط، سيرفع تلقائياً من اسعار البترول. ويلاحظ أن النمو القوي المتوقع للدول الآسيوية، وعلى رأسها الصين، والتي تعتمد بكثافة في النمو على النفط سيرفع الطلب العالمي على النفط ربما بمعدلات أكبر من توقعات الادارة الاميركية.
وبنَت ادارة معلومات الطاقة توقعاتها على مجموعة عوامل تؤثر في اسعار النفط. وأهم هذه العوامل التي بنت عليها سيناريوهاتها لمستقبل اسعار النفط ، عوامل الطلب العالمي على النفط والسوائل البترولية وقرارات ومستويات الانتاج من قبل دول منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وقرارات الاستثمار في الصناعة النفطية.
وأشارت في هذا الصدد، إلى أن العوامل التي تحدد مستقبل اسعار النفط كثيرة ومتداخلة وبالتالي من الصعب حسابها. ويلاحظ أن أسعار النفط العالمية تتأثر بدرجة كبيرة بالاضطرابات السياسية في العالم، خصوصاً في منطقة الشرق الاوسط غير المستقرة.
ومثالاً على ذلك فإن حو إلى 17 برميل نفط يومياً، اضافة إلى شحنات الغاز الطبيعي المسال، تمر عبر مضيق هرمز. وأي تطور في النزاع الاميركي الإيراني بشأن الملف النووي يمكن أن يقود إلى اغلاق هذا المضيق وأن يرتفع سعر خام برنت تلقائياً بأكثر من 10 دولارات.
كما أن المضاربات التي يجريها المستثمرون على اسعار النفط في السوق المستقبلية، التي تعرف بالعقود الآجلة، تؤثر كثيراً في الاسعار. وكثيراً ما يوجد المضاربون حالة من الذعر في الاسعار النفطية بسبب حدث سياسي بسيط يبنون عليه تطورات خيالية.
كما أن تطور الاوضاع السياسية في كل من العراق وليبيا، وهما دولتان مهمتان في "أوبك"، سيكون لها تأثير كبير على أسعار النفط خلال السنوات المقبلة. ويلاحظ كيف لعبت الجماعات الليبية المسلحة بأسعار خام برنت في بورصة البترول الدولية في لندن خلال الشهر الماضي.
كما أن العراق تمكن خلال العام الماضي من افتتاح حقل نفطي كبير قدرت احتياطاته بأكثر من 14 مليار برميل. إلى ذلك، استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الأميركي في أوائل التعامل في آسيا اليوم الخميس دون 101 دولار للبرميل، محتفظة بمعظم مكاسب الجلسة السابقة حينما ارتفعت أكثر من دولار على جانبي الأطلسي بعد هبوط غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية الأسبوع الماضي. وبحلول الساعة 0021 بتوقيت جرينتش في التعاملات الإلكترونية لبورصة نايمكس، سجل سعر العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف لتسليم يونيو/ حزيران 100.76 دولار للبرميل منخفضاً سنتاً واحداً بعد صعوده 1.27 دولار عند التسوية في عن إغلاق الاربعاء.
وانخفض سعر عقود مزيج النفط الخام برنت 14 سنتاً إلى 107.99 دولارات للبرميل بعد إغلاقه مرتفعاً 1.07 دولار عند التسوية الجلسة السابقة. وأظهرت البيانات الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الولايات المتحدة التجارية من الخام أنخفضت 1.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثاني من مايو/ أيار مقارنة بتنبؤات المحللين بزيادة قدرها 1.4 مليون برميل.