قتلى بصنعاء وتفجيرات بمأرب ونفي تعرض وزير الدفاع لمحاولة اغتيال (الحصاد الأمني والعسكري الجمعة)
شنّ مسلحون مجهولون، يوم الجمعة، هجوماً استهدف نقطة أمنية مؤدية إلى دار الرئاسة (المقر الرسمي لرئاسة الجمهورية)، بالقرب من تقاطع "المصباحي"، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، فيما أفيد عن سماع دوي اطلاق نار قرب مبنى جهاز الأمن السياسي (أحد فرعي الاستخبارات الأمنية) في الحي السياسي، القريب أيضاً من تقاطع المصباحي، الذي تفصله عن مبنى الاستخبارات ودار الرئاسة مسافة قصيرة.
وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إن "جماعة إرهابية، تقلها سيارة هيلوكس اعتدت مساء اليوم (الجمعة) على طقم أمني في جولة المصباحي في أمانة العاصمة ولاذت بالفرار". وأوضح المصدر أنه "نتج عن هذا العمل الإجرامي استشهاد ثلاثة من أفراد الطقم الأمني".
وأكد المصدر أن "الجهات الأمنية المختصة تقوم حالياً بملاحقة العناصر الإرهابية للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة".
وكان مصدر أمني فضل عدم ذكر اسمه، أوضح لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم وقع في النفق المؤدي إلى دار الرئاسة.
من جهتها، أشارت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس" إلى مقتل خمسة جنود واحتجاز آخرين في الهجوم على حراسة دار الرئاسة في صنعاء. كما أكدت مصادر أمنية مختلفة وشهود عيان أن الهجوم تحول إلى تبادل لاطلاق النار ومواجهات استمرت أكثر من عشرين دقيقة. وأشارت المصادر الأمنية إلى معلومات عن مقتل ثلاثة من المهاجمين، فيما تمكن الآخرون من الفرار.
ودار الرئاسة هي المقر الرسمي لرئاسة الجمهورية. وتجري فيها الاستقبالات الرسمية. كما تضم مكتب رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، الا أن الأخير يقيم في منزله الخاص وهو لم يكن موجوداً في القصر أثناء الهجوم، بحسب ما ذكرت "فرانس برس".
من جهتها، نقلت وكالة "رويترز" عن سكان قولهم إنهم سمعوا دوي انفجار قرب مبنى حكومي يضم موظفي أمن في العاصمة. وأضاف السكان أن صافرات الانذار سمعت بعد الانفجار في تحذير للناس بالمنطقة ودعوتهم إلى عدم مغادرة منازلهم، وذلك بعد اندلاع الاشتباكات بين أمن القصر الرئاسي والمسلحين.
وأعقب مقتل الجنود حالة استنفار أمني في العاصمة صنعاء وتم سماع سيارات الاسعاف فيما قال المصدر الأمني لـ"العربي الجديد" إن دوريات الشرطة لا تزال تتعقب سيارتي الهجوم على النفق المؤدي للرئاسة.
وكانت نقطة أمنية ألقت غربي العاصمة القبض على أربعة مسلحين كانوا على متن سيارة مفخخة. وكانت عبوة ناسفة، قد انفجرت صباح يوم الجمعة، أثناء مرور عربة تابعة لقوات الامن الخاص في منطقة نقم شرقي العاصمة صنعاء.
ولا يعرف حتى الآن ما اذا كانت هذه العمليات من تنفيذ تنظيم القاعدة الذي يشن الجيش حملة عسكرية على معاقل له جنوبي البلاد منذ أكثر من أسبوع، أم أنها من فعل أفراد من قبيلة آل شبوان المأربية، انتقاماً لمقتل الشيخ شائف محمد سعيد الشبواني، الخميس، في صنعاء على يد عناصر في نقطة أمنية.
وكان بيان اللجنة الأمنية العليا، وصف الشبواني بأنه من أخطر عناصر القاعدة، غير أن مصادر محلية قالت إن الشيخ القتيل ليس من أتباع تنظيم القاعدة بل متعاون مع السلطات ضد القاعدة وأن السلطات تورطت في قتله بسبب بلاغ "كيدي".
ويأتي التطور الأمني فيما يتابع الجيش اليمني، لليوم الحادي عشر على التوالي، عمليته البرية الواسعة ضد القاعدة في محافظتي شبوة وأبين في الجنوب إضافة إلى محافظة البيضاء في جنوب صنعاء.
وشددت السلطات اليمنية الإجراءات الأمنية في صنعاء تحسباً لعمليات انتقامية قد يشنها تنظيم القاعدة. كما أغلقت السفارة الأميركية في العاصمة اليمنية أبوابها اعتباراً من الخميس وحتى إشعار آخر.
في غضون ذلك، نفى مصدر عسكري يمني، يوم الجمعة، تعرض موكب وزير الدفاع، اللواء محمد ناصر أحمد، لأي محاولة اغتيال في مديرية المحفد.
وأوضح المصدر أن "الأنباء التي ترددت في بعض وسائل الإعلام عن إطلاق عناصر إرهابية النار على موكب وزير الدفاع، اللواء محمد ناصر أحمد، في مديرية المحفد، لا أساس لها من الصحة ولا تعدو كونها فبركات بغرض الإثارة".
وأكد أن "إطلاق النار الذي سُمع في المحفد، كان احتفاءً من قبل المواطنين بوصول وزير الدفاع ومرافقيه، وابتهاجاً بالتحام الوحدات العسكرية والأمنية القادمة من شبوة إلى المحفد وبالانتصارات المتلاحقة على العناصر الإرهابية".
ودخل الجيش اليمني، الخميس، إلى أبرز معاقل القاعدة في شبوة في اليوم العاشر لحملة عسكرية متواصلة ضد تنظيم القاعدة. وأعلن خلالها مقتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أعلن في أول أيام الحملة العسكرية أن 70 في المائة من عناصر التنظيم في اليمن أجانب.
في هذه الأثناء، أعلن مصدر أمني، عن إلقاء الأجهزة الأمنية القبض على اثنين من عناصر تنظيم القاعدة يحملان الجنسية الفرنسية، أثناء محاولتهما مغادرة البلاد جواً.
ونقل موقع وزارة الدفاع، عن المصدر قوله إنه "تم يوم أمس(الخميس) القبض على اثنين مراد عباد، فرنسي من أصول تونسية، وطه العيساوي، فرنسي من أصول تونسية أيضاً".
وأوضح المصدر أن "العنصرين الفرنسيين كانا ضمن خلايا تنظيم القاعدة الإرهابي في حضرموت، وقد تم القبض عليهما خلال محاولتهما الهروب من أحد المنافذ الجوية".
كذلك أشار المصدر إلى إن "خبير المتفجرات في القاعدة، ويدعى تيمور الداغستاني قُتل على أيدي قوات الجيش في العمليات العسكرية التي تقوم بها في شبوة جنوبي البلاد".
إلى ذلك، خرجت محطة مأرب الغازية عن الخدمة كلياً، فجر يوم الجمعة، بعد تعرضها لإعتداءين تخريبيين متواليين في منطقة آل شبوان في محافظة مأرب، ليرتفع إجمالي الاعتداءات منذ بداية الشهر إلى خمسة، بالتزامن مع تفجير جديد لأنبوب النفط فجر اليوم أيضاً في منطقة عرق آل شبوان بمأرب.
وبدأ مسلسل تفجير الأنبوب بعد مقتل جابر علي الشبواني في مايو/أيار 2010 خطأ بغارة أميركية بدون طيار.