[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

عدن تستعد لتظاهرة الحراك.. والبيض: الدولة أصبحت عاجزة والاغتيالات زادت والحرب للابتزاز (نص الكلمة)

تستعد عدن لمهرجانات الحراك الجنوبي في الذكرى العشرين لما أطلق عليه (فك الإرتباط) وهي ذكرى إعلان علي سالم البيض فصل جنوب اليمن عن شماله اثناء حرب 1994.

ويتوافد إلى عدن الآلاف من أنصار الحراك من مختلف المحافظات الجنوبية، في حين ألقى البيض كلمة بهذه المناسبة، بثتها قناة عدن لايف، قال فيها إن ثورة التغيير كانت فخاً، والمبادرة الخليجية فشلت ومؤتمر الحوار فشل، والخصومة بين أجنحة الحكم في صنعاء صارت واضحة والأمن غير مستتب والدولة أصبحت عاجزة.

واعتبر البيض أن "إن هذه المناوشات القائمة ، بين قوات نظام الإحتلال اليمني وعناصر “القاعدة” ، هي محاولة للفت نظر الدول المانحة ، ووسيلة لإبتزازها بعد ان تمنعت عن ضخ الأموال".

وقال: نؤكد إن لا مخرج أمام الدول الراعية سوى الإنصات إلى صوت الشعب الجنوبي المُعبر عنه في الساحات والميادين المتمثل في مطلبه الشرعي في إستعادة الجنوبيين لدولتهم الجنوبية المستقلة بحدودها التاريخية يوم الإستقلال 30 نوفمبر عام 1967م , التي ستُشكل عودتها خير ضمان للسلم والأمن والإستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة كما كانت في الماضي.

وفيما يلي ينشر نشوان نيوز نص الكلمة:

يا أبناء شعب الجنوب العظيم في الداخل والخارج…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلام يحمل لكم كل معاني الحب والوفاء في هذا اليوم التاريخي المجيد ، يوم الحادي والعشرين من مايو 2014 الذي تحيون فيه الذكرى العشرين لإعلان فك الإرتباط من نظام الجمهورية العربية اليمنية ، وإستعادة شعب الجنوب لدولته الجنوبية المستقلة من قلب عاصمة الجنوب عدن , في هذا اليوم وأنتم تحيون هذه الذكرى مجدداً بكل ماتعنيه من معانَ عظيمة ,فإنكم تجسّدون أروع معاني الوفاء للشهداء والجرحى ، الذين قدموا أرواحهم ودمائهم رخيصة في سبيل تحقيق الهدف السامي . تلك التضحيات التي كانت ولا زالت تشكل طاقة لا تنضب, ودافعاً حقيقياً لمسيرتكم الثورية الخالدة .. وبعد مضي عشرين عاماً ها انتم تواصلون ثورتكم التحررية كما عهدناكم : لم تتغيروا ولم تبدلوا مواقفكم ولم تهادنوا محتليكم , وكنتم وستظلّون دوماً رهاننا الحقيقي الذي لا نعول إلا على الله ثم عليكم فيه, و نستمد قوتنا من تضحياتكم وثباتنا من وحي صمودكم الأسطوري النابع من معاناتكم على مدى عقدين من الزمن.

اليوم بحشدكم هذا بعد مضي عشرين عاماً , تعطون لهذه الذكرى معاني متجددة ,وتؤكدون تمسككم بالإرادة السياسية الجنوبية التي تم إعلانها يوم الحادي والعشرين من مايو من عام ألفٍ وتسعمئةٍ وأربعةٍ وتسعين للميلاد ، يوم إعلان فك الإرتباط تجسيداً لإرادتكم في رفضكم الضم والإلحاق وطمس الهوية ومؤامرة إزالة وجودكم كشعب وهوية من جغرافيا المنطقة والعالم.

إن الإرادة السياسية الجنوبية التي تجلّت وعبّرنا عنها يوم الحادي والعشرين من مايو عام ألفٍ وتسعمئةٍ وأربعةٍ وتسعين ، تؤكدونها اليوم من جديد من خلال حشدكم العظيم الذي أعطى هذه الإرادة التفويض و الشرعية منذ ذلك التاريخ و لازال يضفيها عليها اليوم و سيظل حاضناً لأي إرادة سياسية متسقة مع اهدافكم و يمنحها التفويض بالعمل و التعبيرعن أهداف هذا الشعب .

إننا على ثقة بإن إرادتكم ستنتصر، وستفرضونها بإذن الله بنفس التصميم و بنفس العزم في هذا الزمن الجديد, زمن التحولات الكبيرة ، والمتغيرات المعقدة ، كما نجحتم في فرضها في الماضي في زمن الإستعمار والامبراطوريات، حين فرضتم شرعيتكم وأعترف بها العالم في يوم إستقلالكم المجيد في الثلاثين من نوفمبر من عامعام ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعة وستين للميلاد .

إن الثورة الجنوبية ببرنامجها الصريح والمُعلن وتحديد نهجها السلمي كوسيلة لبلوغ هدف التحرير والإستقلال وطرد المحتل اليمني بعد سنوات من إعلان فك الإرتباط , قد سارت على نفس النهج , وأعطت التفسير الحقيقي الذي لا لبس فيه للهدف من إعلان فك الإرتباط , ومثل برنامجها أستكمالاً لمعاني إعلان فك الإرتباط كما عناها الجنوبيون يوم الإعلان في الحادي والعشرين من مايو عام ألفٍ وتسعمئةٍ وأربعةٍ وتسعين ، وجاءت قيم التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي التي عُبر عنها في جمعية ردفان في الثالث عشر من يناير عام ألفين وستة ، لتُشكل سياجاً منيعاً لتلك المعاني والقيم الثورية التحررية والأرضية الصلبة التي يسير عليها قطار الثورة التحررية في رحلة شاقة وصعبة ، ولكنها هي الطريق الصحيح لرحلة المعاناة التي تظهر معادن الرجال وثبات مواقفهم التي لا تتزحزح ولا تتغير بتغيُر الأحداث والمواسم السياسية الطارئة.

يا شعب الجنوب العظيم ..
لقد مرت الساحة الجنوبية والساحة اليمنية خلال السنوات الماضية بأحداث مهمة أهمها إزاحة رأس نظام الإحتلال اليمني وجاءت مايسمى بحكومة الوفاق وأجريت إنتخابات رئاسية صورية ، وعُقد مايسمى بمؤتمر الحوار اليمني وفقاً للمبادرة الخليجية … إلا أن هذه الأحداث لم تُغير من واقع الحال شيئاً يذكر، بل إن الصراعات بين إجنحة سلطة الإحتلال اليمني قد خرجت إلى العلن ، وعبّرت عن نفسها بأشكالٍ أكثر ضراوة ، بسبب التنافس والصراع على السلطة والثروة والنفوذ ، ولا يمت هذا الصراع بطبيعة الحال بأي صلة بحياة الناس البسطاء أو همومهم ولا بمعاناتهم بل إن حياتهم ازدادت سوءاً وصعوبةً وأصبح تخويفهم بفقدان الأمن وطلب السلامة منهجاً رسمياً ، حتى لا يلتفتوا إلى التدمير اليومي الممنهج لحياتهم وسد أفق المستقبل أمام الشباب, وخلق دورات من أزمات سياسية وإقتصادية وإجتماعية ومعيشية لا تنتهي حتى طالت أدق تفاصيل حياتهم المعيشية اليومية من الغذاء إلى التنقل.

ولقد نبهنا منذ الأيام الأولى للإعلان عن المبادرة الخليجية من أنها ستُمنى بالفشل طالما تجاهلت لب القضية ,وأوأظهرت التطورات اللاحقة صحة ما ذهبنا إليه ونبهنا منه , وهاهي نفس الأحزاب اليمنية أحزاب المشترك اليمني في صنعاء التي كانت طرفاً في التوقيع على المبادرة الخليجية في الرياض في نوفمبر من العام ألفين وأحد عشر , وسعت بكل جهد إلى تمرير الخُدعة تتنصل اليوم منها , بعد مضي أكثر من عامين ونصف العام ,وتدعو مجدداً بعد أن أصبحت مصالحها في خطر, تدعو إلى عقد مؤتمر وطني جديد على أنقاض مؤتمر الحوار اليمني ,على الرغم من أن مخرجاته لم يجف حبرها بعد, ويثبت الواقع وتطورات الأحداث ,لدول الإقليم والعالم من إن أطراف مايسمى بالحوار اليمني لم تكن في يوماً ما جادة أو معنية بما تردده من شعارات حول بناء الدولة الحديثة ,دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية كما يدعون, بل هي مجرد خطاب إستهلاكي لتسويقه لدى الدول المانحة , الهدف منه دفعها للمزيد من ضخ الأموال لمؤسسات الفساد القائمة لإطالة عمرها فقط .

أيها المناضلون والمناضلات,,
لقد أفشلتم بفضل خبراتكم النضالية المتراكمة ووعيكم المتجذر بعدالة قضيتكم كل المخططات التي يراد فرضها عليكم وإلحاق قضيتكم مجدداً بمشروع اليمننة منذ اللحظات الأولى لإنطلاقة ماسمي بثورة التغيير ,التي أُريد لها ان تكون فخاً جديداً لوأد قضيتكم العادلة ,وماتلاها من تبني المبادرة الخليجية التي جانب مصمموها الصواب بتجاهلهم حقائق الواقع وجوهر الأزمة ,والركون إلى تفسيرات سطحية لجهات من مصلحتها القفز على الواقع وانكاره حتى تحافظ على مصالحها ويستمر نفوذها باحتلال الجنوب.

أن ما تشهده عاصمة الإحتلال اليمني صنعاء ، وبقية عواصم المحافظات ، من تدهور أمني مريع ، ومن تفجيرات إرهابية وإغتيالات فردية وجماعية يومية ، والتي تستهدف في أغلبها كوادر عسكرية وأمنية , بل وطالت حتى رعايا أجانب ودبلوماسيين بالإختطاف أو بالقتل ، تدل دلالة واضحة عن عجز تام للدولة وفقدانها القدرة تماماً على النهوض بوظيفتها ، أو تأدية أبسط مهامها وهي حماية أمن المواطن والبعثات الدبلوماسية لديها, مما يعكس بإن هذا العجز هو مؤشر خطير يغني عن المضي في الإعتماد عليها كشريك في حفظ الأمن في المنطقة ، أو رعاية مشاريع التنمية والخدمات وتنفيذها ، حتى وإن تم تغيير رأس نظام الاحتلال اليمني أو تبديل بعض أدواته.

ومن هنا فإن هذه المناوشات القائمة ، بين قوات نظام الإحتلال اليمني وعناصر “القاعدة” ، هي محاولة للفت نظر الدول المانحة ، ووسيلة لإبتزازها بعد ان تمنعت عن ضخ الأموال مالم يتم الإتفاق على آلية تضمن التوظيف الأمثل لهذه الأموال ، ومنع وقوعها في براثن المؤسسات اليمنية العريقة في الفساد, ولدى نظام الإحتلال اليمني تجربة كبيرة في مضمار إستثمار الاموال في شراء أسلحة القمع وتوظيفها في حروب غير عادلة طوال عقد من الزمن، منذ إنعقاد أول مؤتمر للمانحين بلندن ,بحجة محاربة الإرهاب الذي أصبحت ظاهرته اليوم منتشرة وهي الأقوى في المشهد السياسي ، وطغت على ما عداها من ملفات النظام اليمني ، لمجاراة مخاوف الدول من ظاهرة الإرهاب المتنامي في المنطقة.

وعليه فإننا ندعو دول المنطقة والعالم ، وخاصة الدول التي رعت المبادرة الخليجية في نوفمبر عام 2011م إلى إعادة قراءة حقائق الواقع اليوم كماهو ، ووضع الحلول الناجعة والجذرية له ، حتى تسهم في أمن وإستقرار المنطقة وحماية مصالحها والعالم وعليه نؤكد على ما يلي :-

- دعوة نظام الإحتلال اليمني مجددا إلى التخلي عن أوهامه وأحلامه غير الواقعية ، التي لا يقرّها واقع الحال في الجنوب ,ودعوتهم إلى الإحتكام للمنطق والدخول في تفاوض ندي برعاية الجامعة العربية والمجتمع الدولي للعودة إلى الوضع القانوني والجغرافي للدولتين قبل يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م تجنباً لإراقة مزيدٍ من الدماء, بعد أن أثبتت كل التطورات إستحالة فرض الحلول المنقوصة التي تعارض إرادة شعب الجنوب.

- على الدول المهتمة وخاصة الدول الراعية للمبادرة الخليجية مراجعة مواقفها ، على ضوء التطورات المهمة والخطيرة على أرض الواقع التي أثبتت بالملموس بإن المضي في هذا النهج الأحادي دون الاخذ بعين الإعتبار مصالح وطموحات الشعب الجنوبي ، لن يفضي إلا إلى مزيدٍ من الفوضى.

- نؤكّد إن الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية والإجتماعية ، وتردّي المعيشة وتراجع الخدمات وإنتشار الأوبئة وإزدياد البطالة وتفشي الفساد ، أصبحت هي السمة التي طبعت المرحلة منذ إحتلال الجنوب في 7-7-عام 1994م، وهي أيضاً محصلة مجمل الأوضاع منذ ثورة التغيير وماتلاها من تنفيذ لبنود المبادرة الخليجية.

- نؤكد إن لا مخرج أمام الدول الراعية سوى الإنصات إلى صوت الشعب الجنوبي المُعبر عنه في الساحات والميادين المتمثل في مطلبه الشرعي في إستعادة الجنوبيين لدولتهم الجنوبية المستقلة بحدودها التاريخية يوم الإستقلال 30 نوفمبر عام 1967م , التي ستُشكل عودتها خير ضمان للسلم والأمن والإستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة كما كانت في الماضي.
- دعوة منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية إلى إيلاء المزيد من الإهتمام لسكان الجنوب المحتل لما يتعرضون له على يد نظام الإحتلال اليمني من قتل وتشريد وتدمير للمدن والقرى وتحويل المزيد من السكان إلى لاجئين وخاصة في أبين وشبوة وحضرموت, نتيجة للعمليات العسكرية ومايسمى بالحرب المفتوحة المفتعلة بين نظام الإحتلال اليمني والعناصر المسلحة التي كان هو راعيها وممولها، فصانع الإرهاب لن يستطيع التخلص من الارهاب.
في الختام أتوجه إليكم يا أحرار الجنوب بأسمى آيات العرفان لموقفكم الصلب وثباتكم وتمسككم بهدفكم النبيل المتمثل بالتحرير والإستقلال رغم كل الؤامرات والمصاعب ورغم كل مانالكم من قتل وعنف مستمر وتدمير ممنهج لحياتكم ومعاناة يومية متواصلة وما لحق بأسركم على مدى عقدين من الزمن .. إلا أن كل هذه الأهوال لم تنل من عزمكم أو تكسر إرادتكم أو تغير من معدنكم الأصيل الذي جعلنا نفاخر بكم بين شعوب العالم على قدرة التحمل والصمود.
عهدنا لكم ياشعب الجنوب بأن نظل أوفياء لآمالكم ,مهما تعاظمت الضغوطات, وصوتاً معبراً عنكم وعاكساً لإرادتكم ,ملتحماً بهمومكم , نفرحُ لفرحِكم ونحزنُ لحُزنِكم , حتى يجعل الله لشعبنا مخرجاً.
رحم الله شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناته
الشفاء العاجل لجرحانا
الحرية لمعتقلينا في زنازين الإحتلال وعلى رأسهم المناضل أحمد عمر العبادي
ووفقكم الله وثبت أقدامكم .. وإنها لثورة حتى النصر بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زر الذهاب إلى الأعلى