اعتبر الرئيس المعزول، محمد مرسي، في خطاب وجهه إلى الشعب المصري عبر رسالة مسربة، أنه أخطأ في بعض الأحيان، لكنه لم يخن الأمانة فيه ولن يفعل، مطالباً الشباب الثائر بعدم التفرق والاستمرار في الثورة السلمية.
وخاطب مرسي، في الرسالة التي نشرتها صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الشعب المصري "أيها الشعب الثائر الأبي قدّر الله لثورتنا المباركة (ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011) أن تواجه الصعاب لمنتهاها، ولكنه هيأ لها رجالاً بحق، ثوارٌ - رجالاً ونساءً - تفاخر بهم مصر سائر الأمم".
وأضاف الرئيس المعزول، في رسالته التي جاءت بعد ساعات من خطاب وداع من الرئيس المؤقت عدلي منصور، وبعد يوم من إعلان فوز وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، في الانتخابات الرئاسية "أيها الثوار الأحرار سيروا على درب ثورتكم السلمية البيضاء بثبات كالجبال وبعزائم كالرعود، فثورتكم منصورة في القريب العاجل -هذا يقيني في الله- وخلفكم أغلبية ساحقة من الشعب تنتظر منكم أن تهيئوا لها الأجواء الثورية لتسمعوا هديرها المدوي".
واعتبر مرسي، في الرسالة التي وقعها باسم "رئيس جمهورية مصر العربية"، أن "الأغلبية الساحقة من الشعب أسمعت العالم صمتها الهادر في مسرحية تنصيب قائد الانقلاب، التي أرادوا لها شعباً مغيباً فصفعهم بوعيه وأذل ناصيتهم". وأضاف "تجمعوا ولا تفرّقوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
وحول فترة حكمه التي امتدت لنحو عام، قال مرسي "الله يشهد أني لم آل جهداً أو أدخر وسعاً في مقاومة الفساد والإجرام بالقانون مرة وبالإجراءات الثورية مرات فأصبت وأخطأت، ولكني لم أخن فيكم أمانتي، ولن أفعل، ولقد بذلت سنين عمري في مواجهة إجرامهم وسأبقى كذلك مادام في عمري بقية".
وخاطب شباب مصر "يا شباب مصر الثائر لقد أبهرتم العالم باستكمالكم لثورتكم وأنتم اليوم والغد، الحاضر والمستقبل، بل أنتم الوطن، والثورة معقودة في عزائمكم أثق أنكم سترفعون لواءها وتوردوها مجدها".
وحث مرسي، الشباب على الاستمرار في الثورة "الثورة الثورة والصبر الصبر أيها الأفذاذ، والله كأني أراكم أجيالاً من بعدي تروون لبنيكم كيف صبرتم فانتصرتم وضحيتم فتمكنت ثورتكم".
وأضاف أن "كل الشعوب الحرة لم تعترف بهذا النظام الانقلابي المجرم بسبب استمرار ثورة المصريين وتمسكهم بسلميتها المبدعة ولن يعترف حر في العالم كله بما بني على هذا الباطل من أباطيل"، حسب تعبير الرسالة.
وفي ختام رسالته خاطب أنصاره من المصريين "لتكن عيونكم على ثورتكم وأهدافها السامية، ولن تضيع دماء الشهداء ولا أنات الجرحى والمصابين ولا تضحيات المعتقلين أبداً، ما دام للثورة رجال يحملون همها ويرفعون لواءها ويؤمنون بمبادئها ويصطفون حولها حتى تحقق كامل أهدافها".
وحول تصوره لمستقبل أنصاره، قال مرسي "أعلم أن الطريق صعبة لكني أؤمن بأصالة معادنكم وعدالة قضيتكم وأثق في نصر الله عزوجل لكم".
وأكد وزير الاستثمار السابق، السكرتير الخاص لمرسي، يحيي حامد، صحة الرسالة، بصفته المسؤول عن إدارة الصفحة، لافتاً إلى أن الرسالة وصلته من مرسي، من دون توضيح كيفية ذلك.
وتعتبر هذه الرسالة هي الثانية من نوعها منذ إطاحة مرسي، في 3 يوليو/تموز الماضي؛ إذ كانت الرسالة الأولى يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، وألقاها وفد في الهيئة القانونية للدفاع عن مرسي، في مؤتمر صحافي، وذلك بعد يوم من زيارة الرئيس المعزول في محبسه في سجن برج العرب (شمالي مصر).
ووجه مرسي، رسالته الأولى إلى الشعب المصري معلناً فيها ثباته وعدم اعترافه بالانقلاب.