أنهت حملة "12 ساعة" رسم آخر جدارياتها على أسوار مدينة صنعاء بلون أسود يليق بأحزان المجتمع والقضايا التي تثقل كاهله.
اختار مجموعة من فناني الجرافيتي، في الساعة الأولى للحملة التي عادة ما تصادف الخميس من كلّ أسبوع، "انتشار السلاح" موضوعا لها.
وذكَّروا بالكتاب وثقافة العلم، مقابل البندقية. وتلتها موضوعات بدت عناوين للمشكلة اليمنية بتعقيداتها، وتعبيرا عما يعانيه الإنسان اليمني، على ما أخبرنا الفنان مراد سبيع.
وباستثناء "الطائفية" التي جاء طرحها تحذيرا من الوقوع فيها، فإنّ القضايا الأخرى التي يداوم أفراد الحملة على طرحها، نوعان: إما آنيّة مثل طائرات "الدرونز" الأميركية التي تنفّذ ضربات تستهدف تنظيم "القاعدة" في مناطق يمنية، فتقتل في طريقها مدنيين، أو إحياء ذكرى "شهداء مستشفى العرضي" الذين سقطوا في هجوم تعرّضت له وزارة الدفاع في صنعاء. النوع الثاني، هو تلك القضايا المُزمنة، التي تجد بيئة للتكاثر، مثل "الاختطاف" الذي تمارسه جماعات قبلية بهدف الضغط على الحكومة لتحقيق مكاسب.
ومثلها موضوعات "العبث بالوطن"، و"الفقر"، و"الحروب الأهلية"، و"تجنيد الأطفال"، و"العمالة"، ثم "الفساد". وتجد الحملة ترحيبا من المارّة الذين يلقون تعليقات تتضمن هموما أكثر تفصيلا ودقّة.
ويقول الفنان مراد سبيع في حديث لـ"العربي الجديد": "الناس في الشارع يعتبروننا صوتهم"، لكنّه في الوقت ذاته يجهل "إن كان من يحكمون يكترثون لهذا الوطن الجريح". وتختار الحملة الجدران المطلّة على الشوارع الرئيسة لتوصل رسائلها إلى عدد واسع من أفراد المجتمع، ويكون منفّذوها قد تركوا جدارياتهم كإنذار صامت.