أثار بيان صادر عن جماعة الإخوان المسلمين، بشأن الأحداث العراقية، جدلاً كبيراً بين قيادات وأعضاء الجماعة في الخارج. وتضمّن البيان، الذي نُشر على الصفحة الرسمية للجماعة على موقع "فيسبوك"، والموقع الرسمي على الانترنت، دعوة "الأطراف جميعاً إلى مراعاة حرمة الدماء، وعدم الانحدار نحو اقتتال طائفي"، وهو ما أثار غضب قيادات الجماعة المتواجدين في الداخل والخارج. وقد دفع الجدل الذي أثاره البيان، قيادات الجماعة إلى حذفه من الموقع، ونشر بيان آخر، أكدت فيه الجماعة أن "ما يجري في العراق هو انتفاضة شعبية، وعلى الجميع سماع صوت الشعب المنتفض، وتلبية مطالبه، وإعمال صوت العقل والحكمة"، مشيراً إلى أن "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".
من جهته، قال عضو مجلس شورى الجماعة المتواجد خارج مصر، جمال حشمت، إن قيادة "الاخوان" تجري تحقيقاً حول المسؤول عن نشر البيان على الموقع الرسمي للجماعة، قبل حذفه وتعديله، قائلاً على حسابه الخاص في "فيسبوك "، إنه لا يعرف مَن الذي أصدر البيان، لافتاً إلى وجود تحقيقات داخليه بشأنه. وشدد حشمت على أن "ما يجري في العراق هو ثورة مستلهمة من الثورة المصرية".
وكشف مصدر مطلع، داخل الجماعة، عن أن مكتب "الاخوان" في لندن هو من أصدر البيان الاشكالي بصيغته الأولى "حفاظاً على توازنات إقليمية أهمها مع إيران، التي تقف وراء حكومة نوري المالكي"، قبل أن يعترض "إخوان" مصر وقيادات الجماعة المتواجدين في قطر.
وكشف المصدر أيضاً أنه عندما انفجرت الأحداث العراقية الأخيرة، عقدت الجماعة في مصر جلسات لتوضيح الصورة لأعضائها على مستوى الجمهورية، أكدت فيها على التمسك ب"السلمية المطلقة"، خشية تأثر شباب الجماعة في مصر بما يجري في العراق من حمل للسلاح.
في المقابل، حثت الجماعة، في بيانها البديل، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والأمم المتحدة، على التدخل وجمع الفرقاء في مؤتمر واحد.