حذر الرئيس عبدربه منصور هادي الحوثيين من تجاوز ما أطلق عليها "الخطوط الحمراء" وقال إن على جميع الأطراف العودة للاتفاقات المبرمة وعدم توسيع جبهات الحرب.
جاء ذلك أثناء استقباله اليوم وزير الدولة البريطاني للتنمية الدولية الن دنكن والوفد المرافق له ، حيث قدر هادي جهوده الكبيرة مع اليمن منذ نشوب الازمة مطلع العام 2011 وهو ما يعكس اهتمام المملكة المتحدة بأمن واستقرار وسلامة اليمن.
وقال الرئيس: " لقد مر اليمن بازمات سياسية واقتصادية وأمنية حادة وقد امكن تجاوز الكثير من التحديات والصعاب حيث تعاملنا مع تلك التحديات بنفس طويل وصبر كبير والابتعاد عن الفعل ورد الفعل الذي قد يؤدي إلى مصائب وكوارث اليمن في غنى عنها".
وأضاف " ان القوى السياسية قد عملوا مع البرلمان والحكومة بصورة جيدة وحرص الجميع بمسئولية كبيرة على المضي نحو المستقبل وتجاوز الماضي بكل ماله وما عليه ونحن نؤكد دائما انه لا بد من تغليب مصلحة الوطن العليا فوق كل الاعتبارات والأحزاب والمصالح الأخرى وعلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب ونحث دوما على ذلك من اجل اليمن وأمنه ووحدته واستقراره ".
وتطرق الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى موضوع مكافحة الإرهاب وإنهاء تواجد خلايا العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة خصوصا في المناطق التي كانت تتمركز فيها في بعض المحافظات الجنوبية وفي المقدمة من ذلك ابين وشبوة.
وقال رئيس الجمهورية " في أغسطس الماضي تبنينا حملة نفذتها بعض الوحدات العسكرية وكللت بالنجاح الكبير وألحقت بتنظيم القاعدة هزيمة كبيرة وتوجت بتطهير عدة مناطق من شراذم الارهاب والقضاء على ما كانت تسميه الامارة الإسلامية في أبين".
وأضاف " ان مشاغل كبيرة هنا وهناك كانت سببا في تحويل الاهتمام وهو ما حال دون استكمال المهمة، وفي الآونة الأخيرة تطاول تنظيم القاعدة الإرهابي إلى حد الاعتداء الوحشي والهمجي الذي طال أبرياء عزل من الموظفين والأطباء والحراسات المدنية في مستشفى مجمع العرضي في جريمة شنيعة يندى لها الجبين واهتزت لهولها مشاعر العامة جراء ذلك العدوان البشع الذي لم يراع حرمة امرأة أو عجوز أو امراض ذهبوا للبحث عن العلاج ..كما تم الاعتداء أيضا على السجن المركزي بصنعاء وكانت عناصر هذا التنظيم الإرهابي تفكر في الإعتداء على الكثير من المنشآت الحيوية".
وتابع الرئيس قائلاً " ان قوى الشر والعدوان والحقد كانت وما تزال ربما تراهن على الانهيار الاقتصادي قبل الأمني، إلأ أنه في ضوء هذا التمادي للعناصر الإرهابية فقد بادرت القوات المسلحة بمهاجمة هؤلاء الارهابيين في محافظتي ابين وشبوة، وكان في مقدمة القيادات التي قادت تلك العمليات العسكرية وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان وقيادات المناطق العسكرية وحققت القوات المسلحة انتصارات باهرة لم يسبق لها مثيل في دك أوكار العناصر الإرهابية".
وأشار الرئيس إلى ان ما جرى ويجري الان في محافظة عمران من تحركات ومواجهات لا بد من الوقوف امامها بحزم ولا يجوز توسيع المواجهة أو تجاوز الاتفاقات المبرمة وعلى جميع الأطراف الالتزام بها.
ومضى قائلا :" لن نسمح ابدا بأي تهديد أو خروقات مهما كانت المبررات وعلى الحوثيين الالتزام بمخرجات الحوار والتهدئة وعدم تجاوز الخطوط الحمراء".
وأكد الرئيس عبد ربه منصور هادي على أهمية مساعدة اليمن في هذه المرحلة الحرجة من الناحية المالية والاقتصادية بصورة اخص حتى يتجاوز ما يواجهه من تحديات في طريق استكمال المرحلة الانتقالية بنجاح وإخراج اليمن من دوامة الازمات والوصول به إلى افاق التطور والنجاح والسلام والوئام. .مشيراً إلى ان ما اتخذ مؤخرا من تعيينات وتعديلات وزارية تصب في المصلحة العامة ووفقا لمخرجات الحوار الوطني.
من جانبه أشاد وزير الدولة البريطاني للتنمية الدولية بالجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس عبد ربه منصور هادي في سبيل ترجمة مخرجات الحوار الوطني الشامل.
وقال "إن الرئيس هادي يعمل بصورة متوازنة تغلب مصلحة اليمن العليا فوق المصالح الحزبية والجهوية".. مؤكداً ان بريطانيا والمجتمع الدولي يقفون إلى جانب اليمن والرئيس عبد ربه منصور هادي من اجل استكمال المرحلة الانتقالية بصورة كاملة وناجحة ولن يسمحوا بأي تدخل خارجي في شئون اليمن الداخلية من أي طرف أو جماعة وبما يحقق المصلحة العليا لليمن ويضمن ولوجه إلى المستقبل المأمول.
ونقل الوزير الن دنكن تحايا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لرئيس الجمهورية وتأكيده على الوقوف إلى جانب اليمن حتى خروجه الكامل إلى بر الأمان.
وفي ختام اللقاء تبادل الرئيس مع الوزير البريطاني الهدايا التذكارية الرمزية المعبرة عن عمق الصداقة بينهما، حيث قدم الاخ الرئيس للوزير دنكن خنجر من التراث اليمني الاصيل مرصع بالفضة والعقيق اليماني، فيما قدم الوزير البريطاني للاخ الرئيس ساعة حائطية تاريخية.
حضر اللقاء وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي.