أظهرت الحسابات الفلكية لهذا العام تباينا كبيرا في عدد ساعات الصوم خلال شهر رمضان، من منطقة جغرافية إلى أخرى، مع قدومه في ذروة فصل الصيف بنصف الكرة الأرضية الشمالي، والشتاء بالنصف الجنوبي.
وأوضحت الحسابات الفلكية أن مسلمي أوروبا هذا العام هم الأعلى في عدد ساعات الصيام، حيث تصل إلى 21 ساعة كحد أقصى في الدنمارك، في حين سيكون عدد ساعات صيام مسلمي الأرجنتين الأقل بين دول العالم، حيث سيبلغ 9 ساعات ونصف الساعة فقط.
ويتراوح عدد ساعات الصوم في قارة أفريقيا بين 10 ساعات ونصف و16 ساعة ونصف، فيصوم مسلمو جنوب أفريقيا 10 ساعات ونصف الساعة، وتزيد إلى 14 ساعة في الجزائر وليبيا والمغرب والسودان، وتزيد ساعة في تونس ليصبح عدد ساعات الصيام 15 ساعة، ثم ترتفع في مصر لتصبح 16 ساعة ونصف الساعة.
ويصوم مسلمو أستراليا 10 ساعات، بينما في آسيا يصوم مسلمو سنغافورة والهند وباكستان وماليزيا 12 ساعة، ويصوم مسلمو إيران أكثر عدد من الساعات في القارة الصفراء 15 ساعة و50 دقيقة.
وجاء ترتيب دول آسيا، وفقاً للحسابات الفلكية في عدد ساعات الصوم، كالآتي: العراق وسوريا والكويت والأردن 14 ساعة، قطر 14 ساعة و40 دقيقة، وبزيادة 10 دقائق تأتي اليمن، ثم الإمارات بزيادة دقيقة، وتشترك دول فلسطين ولبنان والبحرين والسعودية في عدد 15 ساعة، وأخيرا إيران 15 ساعة و50 دقيقة.
ويزيد عدد ساعات الصيام كلما اتجهنا لقارة أوروبا، فتصل في الدنمارك إلى 21 ساعة، وهو أعلى عدد ساعات يصومه المسلمون في العالم، ويقل ساعة في دول السويد والنرويج وأيسلندا 20 ساعة، ويتواصل عدد الساعات في الانخفاض ليصل في هولندا وبلجيكا إلى 18 ساعة ونصف الساعة، وفي إسبانيا يصوم المسلمون 17 ساعة ونصف الساعة، وفي تركيا 17 ساعة، وفي إنجلترا وألمانيا 16 ساعة ونصف الساعة، وفي إيطاليا وفرنسا 16 ساعة.
وفي قارة أمريكا الشمالية، يصوم مسلمو الولايات المتحدة 15 ساعة، ويقل عدد الساعات ليصل في المكسيك إلى 13ساعة و20 دقيقة. وأظهرت الحسابات في أمريكا الجنوبية أن مسلمي الأرجنتين يصومون 9 ساعات، وهو أقل عدد ساعات يصومه مسلمو العالم.
ويثير هذا التباين في عدد ساعات الصيام بين مسلمي العالم جدلاً فقهياً يتجدد كل عام، وسبق أن أفتى علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، عام 2009، بجواز إفطار المسلمين في الغرب بتوقيت مكة المكرمة إذا زادت ساعات الصيام على 18 ساعة.
ووافقه حينها الشيخ محمود عاشور، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وحدد ضوابط الإفطار بتوقيت مكة المكرمة، بأن تكون هي الأقرب بالنسبة للقطر الذي يعيش فيه المسلمون، وإن لم يكن فلهم أن يصوموا ويفطروا حسب توقيت أقرب بلد مسلم بالنسبة للبلد الذي يعيشون فيه. فيما خالف عدد من العلماء هذه الفتاوى، معتبرين أن الصيام محدد بطلوع الفجر شروقا كموعد لبدء الصيام، والمغرب غروبا كموعد للإفطار.
وقال أحمد عبدالرحيم السايح، الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر: «لا يمكن أن يصوم ويفطر مسلمو الغرب الذين يمتد لديهم النهار حسب توقيت مكة، وإنما يجوز لهم أن يصوموا ويفطروا على توقيت أقرب بلد مسلم لهم، على الأرجح من قول الفقهاء».