arpo17

الجزائر تصنع التاريخ: هذه البداية وما زال (تحليل فني لشوطي المباراة مع روسيا)

رسم المنتخب الجزائري الفرح في جميع أنحاء الوطن العربي، بتأهله إلى الدور الثاني من مونديال البرازيل إثر تعادله مع روسيا (1-1) في المباراة التي جرت في إستاد ارينا دا بايشادا في ختام الجولة الثالثة لمنافسات المجموعة الثامنة، ليرافق متصدر المجموعة منتخب بلجيكا الذي فاز على كوريا الجنوبية بهدف نظيف.

ورفع منتخب الجزائر رصيده إلى 4 نقاط خلف بلجيكا 9 نقاط، ليحتفل العرب بهذا الإنجاز التاريخي الذي صنعه أبطال المنتخب الجزائري.

وضربت الجزائر موعداً في الدور الثاني مع ألمانيا في لقاء يوم الاثنين المقبل، بينما ستلعب بلجيكا أمام الولايات المتحدة في الدور ذاته.

هدف مبكر

اندفع المنتخب الجزائري صوب المناطق الروسية بحثاً عن تسجيل المبتغى ولم تكد تمضي 4 دقائق حتى عاجل الروس بهجمة خاطفة مستغلين تقدم الجزائريين، ليتوغل اوليغ شاتوف ويعكس كرة على رأس آلكسندر كوكورين البعيد عن الرقابة الدفاعية، فدكها الأخير في الشباك هدفاً مبكراً لروسيا.

شكل الهدف الروسي المبكر سيفاً ذا حدين بالنسبة للمنتخب الجزائري، إذ أعطى ردة فعل هجومية لممثل العرب، لكنه في ذات الوقت تسبب في مسحة من التسرع على لعب الفريق فكثرت الكرات المقطوعة، وغاب في كثير من المشاهد الانسجام والتفاهم بين اللاعبين، واعتمدت الجزائر على تكثيف الزيادة العددية في منطقة الوسط مع وجود مجاني ونبيل بن طالب وسفيان فيجولي وياسين براهيمي وعبد المؤمن جابو من أجل إيجاد ثغرة توصل إسلام سليماني إلى شباك الحارس الروسي إيجور اكينفييف، لكن روسيا أحسنت إغلاق الطرق جيداً وعمدت إلى ضرب الجزائر عبر الهجوم المرتد الذي فاحت منه رائحة الخطر وكان عبئاً على المدافعين عيسى ماندي وجمال مصباح ورفيق حليش والسعيد بلكلام.

روسيا تدافع والجزائر تبحث

اهتمت روسيا بالعمل على فرض الرقابة اللصيقة بتكثيف الزيادة الدفاعية في الخلف من خلال أليكسي كوزلوف وفاسيلي بيريزوتسكي وسيرجي اجناشيفيتش، ودميتري كومباروف ودينيس غلوشاكوف ليتفرغ فيكتور فيزوليين وألكسندر ساميدوف للطلعات الهجومية لتمويل اوليغ شاتوف وألكسندر كيرجاكوف، فشكل الروس تهديداً حقيقاً على مرمى رايس مبولحي.

حاولت الجزائر تنظيم هجومها شيئاً فشيئاً، فسدد بن طالب كرة قوية مرت بجانب المرمى وتميز سفيان فغولي بطلعاته من مختلف المحاور، ومرر كرة نموذجية لابراهيمي، لكن الحارس أنقذ موقف روسيا، قبل أن يراوغ ابراهيمي ويمرر لفغولي الذي سددها ضعيفة في أحضان الحارس، وكادت روسيا تعزز التسجيل من هجمة سريعة بقيادة ساميدوف الذي واصل الاتجاه صوب مرمى مبولحي من دون مضايقة، وسدد الكرة بقوة فوق المرمى، وجرب ياسين ابراهيمي حظه بتسديدة زاحفة سيطر عليها الحارس، وبقيت الجزائر الطرف الأفضل ميدانياً من دون جدوى الوصول لطرق الشباك، خاصة كرة سليماني الرأسية التي حولها إلى يدي الحارس الروسي، لينتهي الشوط الأول بتقدم روسيا بهدف.

روح جزائرية.. وتعديل

كشفت روسيا عن أطماعها الهجومية مطلع الشوط الثاني، بادرت للهجوم، لكن الجزائر قالت كلمتها بجدية حين نفذ ياسين إبراهيمي كرة ثابته وصلت لرأس سليماني الذي ارتقى لدكها في الشباك في الدقيقة 60 فيسجل هدف التعادل للجزائر.

وكانت ردة فعل الروس طبيعية حيث هاجموا بقوة لكن دفاعات الجزائر أحسنت التغطية الدفاعية، فسدد كيرجاكوف كرة قوية استبسل الحارس مبولحي بصدها، ودفع مدرب الجزائر بحسن يبدة بديلاً من ياسين ابراهيمي من أجل تقديم التوازن في خط الوسط، واعتمدت الجزائر على الاختراق من الأطراف كحل مثالي للوصول إلى شباك روسيا وتعزيز التقدم عبر عبد المؤمن جابو الذي شاغل دفاعات روسيا باختراقاته من الميسرة، وكاد سفيان فغولي أن يفعلها لكنه سدد برعونة على المرمى.

وأشرك المدرب نبيل غيلاس بديلاً من عبد المؤمن جابو لتعزيز الخطوط الدفاعية والارتكاز في الوقت الذي تراجعت فيه ألعاب روسيا، ما أعطى دافعاً معنوياً للاعبي الجزائر من أجل تعزيز التقدم وإغلاق الطرق المؤدية إلى مرمى الحارس مبولحي، لتهدأ وتيرة اللعب في الدقائق العشر الأولى وسط محاولات روسية متواصلة.

ونجح لاعبو المنتخب الجزائري في الحفاظ على التعادل بقيادة الحارس المتألق مبولحي، ومضت الخمس دقائق الأخيرة من دون أي جديد ليطلق العرب والجزائريون عنان أفراحهم بالتأهل التاريخي للمثل العرب إلى الدور الثاني بعد نهاية اللقاء بالتعادل 1-1.

زر الذهاب إلى الأعلى