بعثت السيدة توكل كرمان رسالة إلى زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي تدعوه فيها لترك السلاح وتسليه للدولة وفيما يلي نصها:
الدولة وحدها من يحق لها أن تمارس السيادة نيابة عن الشعب، وهي وحدها من يحق لها امتلاك السلاح واستخدامه، وعليه فإن أي امتلاك للسلاح خارج الدولة من قبل المليشيات المسلحة اعتداء على حق أصيل للدولة لاسبيل لقيام الدول أو بقائها بدونه!!
أي استخدام للسلاح خارج الدولة من قبل المليشيات لبسط نفوذها وسيطرتها على مناطق داخل الدولة اعتداء على حق الشعب في السيادة الذي تحتكر الدولة حصرياً حق تمثيله ومزاولته!
من واجب الدولة إذاً التصدي لأي ميليشيا مسلحة تسعى لبسط سيطرتها بالقوة على مناطق داخل حدودها.
هناك إجراء واضح من واجب الدولة اتخاذه في هذا الشأن:
نزع أسلحة الميليشيا مع انتشار قوات الجيش والأمن محل مواقع تمركزها بصورة فورية ودون تردد. هذا في الحالة الطبيعية ولأننا في عملية انتقالية فإن على الدولة ان تسعى للدفاع عن سيادتها وبسط سيطرتها ومزاولة حقها الحصري في امتلاك السلاح بمختلف الوسائل ومنها القوة المسلحة اذا تعذرت الوسائل الأخرى.
من واجب الدولة أن تقف أمام أي توسع بالقوة لنفوذ المليشيات.
هذا كلام عام لكن كيف يتم اسقاطه عليك ومليشياتك، وما الذي لدينا لنقوله لك وجماعتك المسلحة؟
أنت فقط تتخذ من صعدة قاعدة انطلاق لتوسيع نفوذك وبسط سيطرتك بالقوة على محافظات ومناطق واسعة خارجها!!
أنت تتهرب عن تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار بخصوص قضية صعدة المنكوبة بمليشياتك ووممارساتك العنصرية حسب توصيف مخرجات فريق صعدة التي وضعت حلاً لقضية صعدة تبدأ بسحب أسلحة المليشيات واحلال نفوذ الدولة محل نفوذها، مرورا بمعالجة جراحات وآلام صعدة التي كنت وجماعتك ولاتزالون أحد اسبابها!!
أنت لاتتنصل عن تنفيذ تلك المخرجات الملزمة التي وقع عليها ممثلوا جماعتك في مؤتمر الحوار فحسب بل تسعى لتقويض سيطرة الدولة وتعمل على منازعتها السيادة على مساحات واسعة خارج صعدة بالقوة.. من الجوف حتى حجة وعمران وصنعاء!!
لاتتحجج فحسب بمقاومة تلك الجماعات القبلية لاستمرار عدوانك وتوسعك وتنصلك عن تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وتقويضك للعملية الانتقالية برمتها، ما يحدث من اقتتال مع بعض المجموعات القبلية هنا أو هناك مع جماعتك المسلحة في تلك المناطق يأتي نتيجة لاجتياح مليشياتك لمناطقهم وقبائلهم، هو رد فعل ونتيجة لا أكثر، رد فعل لانحببه ولا نتمناه، ما نتمناه ونطالب به أن الدولة هي من تتولى التصدي لتوسع مليشياتك وايقاف تمدد نفوذها بالقوة، باعتبارها تزاول عدواناً على سيادة الدولة وتنازعها حقها الحصري في بسط النفوذ والسيطرة وامتلاك السلاح واستخدامه!!
ومع ذلك سنمضي بالتزامن مع مطالبتنا بنزع أسلحتك بالمطالبة كذلك بنزع أسلحة تلك المجموعات والجماعات القبلية التي وجدت نفسها مضطرة للدفاع عن نفسها امام اجتياح مليشياتك وهم يشاهدونها ترتكب جرائم تفجير منازلهم ومدارسهم وتهجيرهم من ديارهم، تلك الجماعات القبلية لم تذهب إلى صعدة لقتالك، أنت من أتيت إلى ديارها واضطرت لمقاومتك حين غابت أو تأخرت الدولة التي غدرت بها بتحولك من طرف في العملية السياسية إلى مقوض لها!!
صفوة القول.. أنت تشترك مع تلك الجماعات القبلية في امتلاك السلاح مع الفارق الكبير بين ترسانتك المسلحة الهائلة وتسليحهم الأقل عدة وتمويلاً وإمكانات ، في حين تتفرد وحدك بممارسة التوسع وبسط نفوذك بالقوة حتى وصلت إلى أرحب والجوف وهمدان وجراف صنعاء ، وهو ما يستدعي ميدانياً .. تدخل الدولة لإيقافك عند تخوم صعدة حتى يتم سحب أسلحتك منها واحلال نفوذ الدولة محل نفوذك فيها وفق مخرجات مؤتمر الحوار.
وسياسياً.. بإعلانك جماعة ارهابية تستخدم القوة المسلحة لتحقيق أهداف سياسية توسعية غير مشروعة، في حال اصرارك على التوسع بالقوة!!
لن نضيع الوقت بالحديث عن القشيبي ومعسكره هل هو جيش أو مليشيا ام مابينهما؟، ففي كل الحالات هو الطرف المعتدى عليه من قبل مليشياتك القادمة من كهف الإمامة التاريخي بصعدة، تسبقها خطاباتك التي تبشر ان الإمامة لايطوى لها علمُ!!، ويحل معها التهجير القسري للسكان وتفجير المنازل والمدارس ودور العبادة التي لاتشاركك الإيمان بحقك بالولاية، مع تعيين عمالك ومساعديك كمسؤولين على المناطق والادارات العامة، والذين بالقوة يفرضون على الناس طاعتك وادعاءك في امتلاك الحق الحصري المتوارث عن سلالتك التي اصطفاها الرب على جميع خلقه، واوكل اليها حسب زعمك تدبير شؤونهم حتى قيام الساعة!!
أليس هذا ما يحدث في صعدة والمناطق التي تضمها إلى ولايتك على أقل تقدير!!
أليس هذا وصف متواضع للغاية لما ترتكبه أنت ومليشياتك العنصرية من حماقات في كل شبر تبسطون نفوذكم عليه!!
أنت تقوض الدولة وتنسف الجمهورية والوحدة والثورة وكل شيء!!
هذه الرسالة ليست من باب الكراهية،ولا أكتبها بدافع طائفي، أحمد الله انني تخلصت من هذه الآفة منذ عرفت نفسي، يمكنك اعتبارها تمجيداً للعيش المشترك ودعوة له، أعشق العيش المشترك بقدر ما أمقت العنصرية.