وفي السياق، تظاهر عشرات المواطنين من أبناء محافظة عمران أمام منزل وزير الدفاع، محمد ناصر أحمد، في شارع "الستين"، وطالبوا بكشف مصير قائد "اللواء 310 مدرع"، العميد حميد القشيبي، الذي أعلن "الحوثيون" مقتله في الثامن من الشهر الجاري يوم سقوط عمران.
ويتهم المحتجون، الذين نصبوا خياماً للاعتصام، منذ الأربعاء الماضي، وزير الدفاع بالتواطؤ مع "الحوثيين" في إسقاط المحافظة ويطالبون بإقالته.
[b]توتر وسط العاصمة[/b]
وفي صنعاء أيضاً، انتشر العشرات من مسلحي جماعة "الحوثي" حول مركز يديره عالِم شيعي وقطعوا طريقاً فرعياً، ما دفع سكان الحي (الحارة) إلى قطع طرقات أخرى، الأمر الذي يبدو بداية لتوتر يمكن أن يتكرر داخل العاصمة.
وبحسب شهود عيان، فقد أقام "الحوثيون"، قبل يومين، حاجزاً إسمنتياً يمنع مرور السيارات أمام مركز "بدر العلمي" الذي يديره العالم الشيعي مرتضى المحطوري، بعد انفجار قنبلة في ساحة المركز. ما دفع بأهالي المنطقة التي يقع فيها "سوق عنس"، يوم الجمعة، إلى قطع جميع الشوارع الفرعية المؤدية للمركز لمطالبة السلطات بفتح الحاجز الذي أقامه "الحوثيون" ويتسبّب بازدحام في السير.
وقال أحد أصحاب المحال في المنطقة، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الأمن حضرت لإزالة الحواجز التي أقامها السكان بالأخشاب والبراميل، وتجاهلت مطالبهم بإزالة حاجز "الحوثيين".
وتزامنت هذه الخطوة مع تحركات ملحوظة لمسلحين بزي مدني في شوارع ومناطق مختلفة من العاصمة، ما أصبح يثير رعب السكان من عنف متوقع خصوصاً بعد سقوط عمران، البوابة الشمالية لصنعاء.
ويسكن صنعاء نحو ثلاثة ملايين مواطن من المدنيين المنتمين لمختلف المحافظات اليمنية. وكان الشهر الماضي شهد مواجهات في شمال العاصمة بين مسلحين "حوثيين" وقوات الأمن، تضاربت الروايات حولها، إذ قال "الحوثيون" إن قوات الأمن هاجمت المكتب السياسي للجماعة في حي "الجراف"، بينما اتهمت الداخلية "الحوثيين" باعتراض دورية أثناء مرورها بالمكان.
[b]حملة في المحفد[/b]
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الداخلية أن الحملة العسكرية والأمنية في مديرية المحفد، معقل تنظيم "القاعدة" الذي أعلن الجيش اليمني تطهيره في مايو/ أيار الماضي، "ما زالت مستمرة في تمشيط عدد من المواقع في المديرية بحثاً عن العناصر الفارة من عناصر التنظيم".
وكان الجيش قد نفّذ حملة عسكرية موسعة في مايو الماضي أعلن في محصّلتها عن "تطهير" المحفد بشكل كامل من المسلحين، لكن الأسابيع الماضية شهدت هجمات استهدفت رجال الأمن.