بالإضافة للقرارات السيادية والحلول محل السلطة في التعيينات المدنية والعسكرية بما في ذلك تحويل المعسكرات التابعة للدفاع والداخلية إلى ثكنات محاصرة لا يمكنها التحرك إلا بعد الإذن من الحوثيين, ناهيك عن سيطرتهم الكاملة على المكاتب التنفيذية وسلطة اتخاذ القرار وفرض وصايتهم على المحليات.
وعبر المراقبون عن استغرابهم لمسارعة الحكومة باتخاذ قرار إلحاق عمران بصعدة بعد يوم واحد من تسلم وزارة الدفاع جثمان الشهيد البطل العميد الركن/ حميد بن حميد منصور القشيبي قائد محور سفيان قائد اللواء 310 مدرع وقبل دفن جثمانه الطاهر بيومين, مضيفين أن الدولة بذلك ومن خلال حكومة الوفاق قررت تسليم عمران رسمياً لمليشيا جماعة الحوثي وأقرت بأنها ستلعب نفس الدور الذي تقوم به في صعده..
إلى ذلك رأس رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة، أمس, اجتماعاً كُرِّس لمناقشة تداعيات الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة عمران، بجوانبها الإنسانية والمادية، وتوجهات إعادة الإعمار وتطبيع الحياة في المحافظة، وتوجيهات الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية- بهذا الخصوص.
وأقر الاجتماع- الذي ضم كلاً من نائبي رئيس الوزراء وزيري الاتصالات وتقنية المعلومات والكهرباء والطاقة، ووزراء الدفاع والشؤون الاجتماعية والعمل والتخطيط والتعاون الدولي والإدارة المحلية والأشغال العامة والطرق والصحة العامة والسكان والمياه والبيئة والمالية والنفط والمعادن ونائب وزير الداخلية ونائب وزير الشؤون القانونية ومحافظ عمران وأمين عام المجلس المحلي بالمحافظة- أقر إنشاء وحدة تنفيذية من المختصين والفنيين من مختلف الجهات المعنية وذات العلاقة تحت إشراف محافظ عمران، وذلك للقيام بعملية حصر الأضرار وتنفيذ مجمل المهام المتعلقة بإعادة إعمار المناطق المتضررة، وذلك بالالتزام بمعايير الشفافية والإجراءات القانونية والفنية المسيرة لعمل الوحدات التنفيذية.. وأكد الاجتماع بهذا الخصوص على وزارة المالية توفير مبلغ خمسة مليارات ريال كدفعة أولى، لبدء الجهود في الجوانب ذات الأولوية وإعادة تطبيع الحياة والإعمار في المحافظة.. وكلف الاجتماع وزيري الأشغال العامة والطرق والمالية ومحافظ عمران، العمل على اختيار العاملين في الوحدة التنفيذية المقر إنشائها وذلك من الأشخاص المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة والإخلاص في أداء عملهم.
وكلف الاجتماع وزارتي الدفاع والداخلية بالتحرك لتطبيع الأوضاع الأمنية في المحافظة واستكمال التواجد واستلام المكاتب والمؤسسات والهيئات والمجمعات الحكومية وترتيب حراستها وكذا النقاط الأمنية وما إلى ذلك من المهام التي تخص الأجهزة الأمنية والعسكرية وفق خطة أمنية منسقة للأجهزة الأمنية والعسكرية وبما يعزز تواجد الدولة وتطبيع الوضع الأمني على مستوى محافظة عمران.
وأقر الاجتماع تشكيل لجان مختصة على كافة المستويات خاصة من الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ووزارة المالية وجميع الوزارات والمؤسسات والهيئات التي لها تواجد في محافظة عمران وذلك للحصر والتدقيق من واقع محاضر الجرد لكل الموجودات والمفقودات حتى لا يكون هناك ذريعة في فقدان أي شيء.
كما أكد على الجهات الخدمية والمركزية الأخرى- وبالتنسيق مع مكاتبها في المحافظة كلاً فيما يخصه- العمل على سرعة إعادة الخدمات الأساسية خاصة الكهرباء والمياه والاتصالات وذلك على مستوى محافظتي عمران وحجة.
وشدد الاجتماع على ضرورة أن تتزامن هذه الإجراءات مع تحرك الجهود الإنسانية والإغاثية للتخفيف من معاناة النازحين وتعزيز جهود وزارة الصحة العامة والسكان في أداء دورها في معالجة الجرحى واتخاذ ما يلزم من معالجة الحالات في صفوف النازحين وتقديم حصر بالقتلى والجرحى.. وكلف وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي سرعة تجهيز مستشفى عمران الجديد وتشغيله والبحث عن التمويل اللازم للتأثيث والتجهيز والتشغيل نظراً للوضع الذي تعيشه محافظة عمران.
ودعا للترتيب لاجتماع مائدة مستديرة لجميع الجهات الداعمة والمانحة من اجل حشد الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة وتسييرها لمحافظة عمران وعلى كل القيام بواجبه في هذا المجال, معرباً عن التقدير والشكر للمنظمات الدولية التي أعلنت استعدادها للمساهمة في جهود الإغاثة الإنسانية والصحية .
وأقر الاجتماع، قيام الحكومة بتسيير مساعدات إغاثية عاجلة لمائة ألف حالة من المواد الغذائية والعلاجية والمستلزمات الإيوائية، على أن يتم تكليف إحدى الجهات أو المؤسسات المتخصصة في هذا الجانب وان يتم توزيع المساعدات وفقاً لآلية منظمة ولجان على مستوى المحافظة والمديريات، وعلى أن تكون الأولوية للمتضررين في مدينة عمران وما جاورها ومن ثم بقية المديريات المتضررة على مستوى المحافظة، وعلى أن تنصب كل المساعدات وتوجه بواسطة اللجان منعاً للازدواجية، مع الأخذ بالاعتبار اشتراطات المنظمات عند التوزيع والاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال بما في ذلك حصر المستهدفين وضمان وصول الإغاثات والمساعدات لمستحقيها وتحت إشراف وعناية السلطة المحلية في المحافظة .
وأكد الاجتماع على جميع الجهات المركزية والمحلية التحرك لاستكمال المشاريع الجاري تنفيذها والمشاريع المتعثرة مع أهمية رصد ما تحتاج اليه المحافظة من المشاريع الحيوية الهامة لتغطية الفراغ التنموي في المحافظة وإدراج ذلك في موازنة العام القادم 2015م والبرنامج الاستثماري.. ووجه وزارة التخطيط بالتنسيق مع الوزارات المختصة والصناديق المتخصصة كالصندوق الاجتماعي ومشروع الأشغال اخذ ذلك بعين الاعتبار بما في ذلك تخصيص مبالغ من التمويلات الخارجية لهذا الغرض.
وأكد الاجتماع على جميع الجهات المركزية المعنية ، التوقف عن التعيين العشوائي في الوظائف والمناصب الإدارية في المحافظة، والمخالفة للأنظمة والقوانين والالتزام بالتنسيق مع السلطة المحلية في عملية التعيين لما من شانه خلق جو من التنافس الخلاق بين أبناء المحافظة بعيداً عن الانتقائية والحزبية والمناطقية.
وأهاب الاجتماع بجميع أبناء محافظة عمران بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم ترك الفرصة للقيادة السياسية وللحكومة والسلطة المحلية معالجة أوضاع المحافظة وعدم التدخل في شئون السلطات والمساهمة المؤثرة في توفير الأجواء اللازمة لإعادة الإعمار والمشاريع التنموية لما من شانه تحقيق العدل والإنصاف وتطبيق النظام والقانون على الجميع.
وشدد على أهمية أن تصب كل الجهود والأعمال في جعل كل الجهات الرسمية وجميع السلطات وأبناء المجتمع، تعمل في سبيل تحقيق الأمن والأمان والاستقرار لمحافظة عمران وإعادة الطمأنينة والسكينة والعيش المشترك وجبر ضرر المتضررين.
وأشاد الاجتماع بالاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية- وحرصها الشديد على الخروج بالوطن إلى بر السلامة والأمان وفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني .
كما أشاد بالجهود التي يبذلها الأخ محافظ عمران في سبيل خدمة ونجاح الجهود الرامية إلى تطبيع الأوضاع في المحافظة وتلبية تطلعات أبناء المحافظة في الأمن والاستقرار والتنمية.