التطورات الأخيرة في العلاقات بين البلدين حملتها مفاعيل القمة المفاجئة في جدة أمس الأول، بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والتي توجت تفاهماتٍ عدة حيال العديد من القضايا الخليجية والإقليمية. وحضرها جمع من المسؤولين في البلدين، منهم وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، الذي كان في استقبال أمير قطر، بالاضافة إلى رئيس الوزراء القطري وزير الداخلية الشيخ عبدالله بن ناصر.
وكانت الأسابيع القليلة الماضية حاسمة، في تهيئة الأجواء لعقد القمة. وحسب مصادر لـ"العربي الجديد" فإن جدول أعمالها ترّكز على ثلاثة مواضيع رئيسية، بدءاً بالعلاقات الثنائية، ثم الأزمة الخليجية، وأخيراً الوضع العربي الملتهب، من عدوان غزة والملف العراقي والثورة السورية والأوضاع في اليمن.
إذابة الجليد في العلاقات بين السعودية وقطر، ستكون بدايته بعودة السفير السعودي، لكن الترجيحات المتفائلة تذهب إلى أبعد من ذلك في إنهاء العديد من القضايا الخلافية الخليجية التي طرأت في الشهور الماضية. ولم تكن هذه التطورات الأخيرة ببعيدة عن الزيارة المفاجئة لأمير قطر إلى الكويت للقاء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذي قاد وساطة بين الدوحة والرياض منذ التحضير، والمشاركة في قمة الرياض الثلاثية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، والتي هدفت إلى وضع تفاهمات بشأن العلاقات الخليجية البينية، وما تلاها.
إلا أن الأمور اتجهت نحو التأزيم على خلفية مسائل تتعلق بقضايا لا تتصل بالشؤون الخليجية، في إشارة إلى الخلاف بين قطر من جهة، والسعودية والامارات والبحرين من جهة أخرى، حيال الأحداث المصرية والانقلاب وما نجم عنه. وهو ما أدى إلى اتخاذ قرار مفاجئ من قبل الدول الخليجية الثلاث بحسب سفرائها وممثليها الدبلوماسيين لدى الدوحة في مارس/ آذار مارس الماضي، تلاه إعلان وزراء خارجية التعاون الخليجي في مايو/ أيار، الذي وضع جملة من النقاط والمحددات للسياسات الخليجية المشتركة والعلاقات البينية، دون أن تحقق انفراجة في العلاقات.
ويعود الاختراق الأخير في العلاقة بين البلدين أيضاً إلى أن الاشارات الدبلوماسية المتبادلة بين الدوحة والرياض لم تنقطع طوال الفترة الماضية، وما عجّل من جسْرِ الهوة بين الطرفين، التطورات الإقليمية المستجدة والتي قرّبت بين البلدين خصوصاً حيال تطورات الأوضاع في سورية والعراق.