وأوضح عادل ملطاني، شيخ طائفة الصرافين في مكة، أن السوق شهدت تفاوتاً كبيراً في العرض والطلب على العملات، لافتاً إلى ارتفاع الطلب من المواطنين والمقيمين 150 في المائة على عملات رئيسة محدّدة، مثل: اليورو، والدولار، والجنيه الإسترليني خلال صيف هذا العام.
وقال: "تعد هذه المرة الأولى في تسجيل طلب كبير على هذه العملات، حيث كان الطلب يفوق الكمية المتوافرة، تليها العملة التركية التي حظيت بطلب كبير مقارنة بالعام الماضي". وفيما يخص عملات الدول العربية، انخفض الطلب، بل توقف على بعض العملات، "فالعملة السورية لم تسجل أي عرض أو طلب في السوق، خاصة أن تداولها بات يمثل خطراً لجهالة مستقبلها، وأصبح الريال السعودي يعادل 40 ليرة سورية، وبذلك سجلت انخفاض أكثر من 70 في المائة من قيمتها".
وانخفض الطلب أيضاً على العملة الليبية، التي انخفضت قيمتها 40 في المائة، وأيضا اليمنية والإيرانية والعراقية، حيث انخفض تداولها كثيراً ولم يكد يتجاوز 3 في المائة مقارنة بالعملات الرئيسة.
وقال ملطاني: إن هذا العملات لم يتم وقف التداول بها لكن لا يوجد عليها طلبات سواء بيع أو شراء، فعند العرض يتم شراؤها بسعر منخفض لعدم وجود الضمانات، بينما العملة المصرية، رغم انخفاضها، إلا أنه لا يزال هناك طلب بسيط مقارنة بالعملات الأخرى.
وأبدى صرافون التقتهم "الاقتصادية" تذمراً من انخفاض الطلب على صرف العملات، خاصة في المنطقة المركزية في مكة.
وفي هذا الإطار يقول ملطاني: "هناك انخفاض كبير يصل إلى نحو 40 في المائة عمّا كانت عليه العام الماضي، سواء في بيع أو شراء العملة، وتعتبر المرة الأولى التي تسجل التعاملات انخفاضاً كبيراً في المنطقة المركزية".
وأضاف: "انخفاض أعداد المعتمرين من الدول العربية هذا العام كان وراء انخفاض التداولات والصرف في المنطقة المركزية؛ نظراً للتوسعات الكبيرة التي يشهدها الحرم، إضافة إلى استمرار الاضطرابات في بعض الدول".
وأشار إلى تضاعف خسائر الصرّافين، خاصة في المنطقة المركزية بسبب ارتفاع الإيجارات، "وبلغ إيجار أصغر محل في المنطقة المركزية مليون ريال كإيجار سنوي، وهو ما لا يتناسب مع مردود الصرافة". وقال: "الخسائر بات يلمسها كبار الصرّّّافين فكيف بالمستجدين في العمل، ولا يزال هناك أمل في موسم الحج بارتفاع حجم التداولات". من جهته، أوضح صالح باجابر، مختص في الأعمال المصرفية، أن الدولار واليورو مازالا يتصدّران القائمة مع زيادة ملحوظة بالطلب عليهما، تليهما الليرة التركية التي ارتفع الطلب عليها مقارنة بالعام الماضي. وأرجع ذلك إلى انتعاش السياحة في تركيا مقارنة بالأعوام الماضية، وفيما يخص عملات الدول العربية، قال: "لا يوجد أي طلبات تُذكر على عملات الدول العربية المضطربة: سورية، اليمن، ليبيا، مصر، والعراق.
أما مصر فيوجد تداول على عملتها؛ لكن بشكل بسيط. كما سجلت التداولات في مكة انخفاضاً كبيراً مقارنة بالعام الماضي؛ نظراً للتوسعة وانخفاض أعداد المعتمرين.