وقالت مراسلة الجزيرة هبة عكيلة إن سكان القطاع نزلوا إلى الشوارع للتزود باحتياجاتهم، فيما بدأت الجهود لانتشال الجثث التي ردمت تحت الأنقاض بعد أن منع القصف المتواصل عمال الإغاثة من الاقتراب من مواقع تعرضت للقصف في وقت سابق.
وتمكنت طواقم الإسعاف والدفاع المدني الفلسطينية من انتشال عدد من الجثث من المنطقة الشرقية في مدينة رفح بعد انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة التي اجتاحتها قبل خمسة أيام.
وفي شمال غزة عاد مئات الآلاف من الذين شردهم القتال بحرص إلى بلداتهم، ودخل نازحون بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة في عربات تجرها الحمير.
وقالت مراسلة الجزيرة إن أصوات الطائرات الإسرائيلية ظلت تسمع في أرجاء القطاع لكن لم تقع أي غارات.
وأكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري أن الفصائل الفلسطينية ملتزمة بالتهدئة ودعا إسرائيل للالتزام وعدم خرق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية.
وقبل دقائق على بدء العمل بالتهدئة تعرضت مناطق مختلفة من قطاع غزة لغارات شنها الطيران الإسرائيلي فيما سقطت صواريخ أطلقتها المقاومة الفلسطينية على عدد من المدن الإسرائيلية.
[b]استكمال الانسحاب[/b]
وأعلن الجيش الإسرائيلي انسحابه بشكل كامل من قطاع غزة، وقال المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر إن القوات الإسرائيلية دمرت خلال الليلة الماضية آخر مجموعة من بين 32 نفقا حددت مواقعها في غزة.
وكان الإعلان عن التهدئة صدر الليلة الماضية، وقال مسؤول مصري لوكالة الصحافة الفرنسية إن "اتصالات مصر مع مختلف الأطراف أدت إلى التزام بتهدئة تستمر 72 ساعة في غزة، إضافة إلى الاتفاق على أن تحضر بقية الوفود إلى القاهرة لإجراء مفاوضات أكثر شمولا".
ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم بالتوصل إلى التهدئة، ودعا إلى احترامها، وفقا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق على التهدئة، وطالب في بيان كلا من إسرائيل وحماس ب"البدء في أسرع وقت ممكن بمفاوضات في القاهرة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار"، وأوضح أن الأمم المتحدة مستعدة لتقديم كل الدعم للجهود الرامية لتسوية النزاع.
وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا الأربعاء "اجتماعا غير رسمي" لأعضائها الـ193 بشأن الوضع في قطاع غزة.
من جانبه قال مساعد مستشار الأمن القومي الأميركي توني بلينكن إن التهدئة "ستتيح الوقت لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة أطول".
وجاء الاتفاق على التهدئة في اليوم التاسع والعشرين لبدء العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة العدوان بلغت 1867 شهيدا و9567 مصابا، فيما اعترفت إسرائيل بمقتل 64 جنديا وثلاثة مدنيين وإصابة 400 جندي.